خطوة استراتيجية من أجل إفريقيا

الاتحاد الاشتراكي

خطوة إفريقية جديدة، واثقة، بالغة الأهمية تلك التي خطاها المغرب خلال زيارة العمل والصداقة التي قام بها خلال اليومين الماضيين فخامة رئيس الجمهورية الفيدرالية النيجيرية إلى بلادنا، خطوة تعزز البعد الإفريقي، الذي دشنه جلالة الملك تجاه هذه القارة دولا واتحادا وتجمعات إقليمية.
أهمية الزيارة ودلالاتها، عبرت عنها الاتفاقيات التي تم إبرامها بحضور ورئاسة قائدي البلدين .ولانسجامها مع الدينامية التي تعكسها الزيارات المكثفة لجلالة الملك إلى جل دول إفريقيا وتمتين العلاقات الثنائية معها من خلال الاتفاقيات التي تتخذ مجالات الاقتصاد والتنمية والتعاون المشترك موضوعا لها .
إن نيجيريا الدولة التي لها وزن ديمغرافي بعدد سكانها الذي يقارب المئتي مليون نسمة ،وباقتصادها الذي يمنحها القوة الأولى بإفريقيا، حيث يبلغ ناتجها المحلي الخام أكثر من 415 مليار دولار، وذلك وفق أرقام صندوق النقد الدولي.
، وبتعدد مواردها الطبيعية، وأساسا البترول والغاز، وبموقعها الجغرافي، كل ذلك يجعل منها قوة إقليمية بل إنها القوة القارية الأولى اليوم بالقارة . لذلك فنسج بلادنا لعلاقات متعددة معها، يعتبر مهما خاصة من خلال المشاريع الاستراتيجية، التي تم الإعلان عنها أثناء زيارة جلالة الملك محمد السادس لأبوجا سنة 2016 والزيارة الحالية لفخامة الرئيس السيد محمدو بوهاري إلى الرباط. وأهم مشروع، هو أنبوب الغاز ذي المسار المختلط (البحري والساحلي) والذي سيبلغ طوله 5660 كيلومترا وسيعود بالنفع على ساكنة غرب إفريقيا والمغرب وموريتانيا، ويشكل فرصا متعددة كما تم التأكيد على ذلك ، لاسيما التعاون الإقليمي بين المغرب ونيجيريا وموريتانيا ودول المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، بهدف تعزيز التجارة والتنمية لما فيه الصالح المشترك لهذه الدول، والاندماج الاقتصادي للمنطقة، طبقا لأهداف «نيباد»، والتقليص من حرق الغاز وتنويع الموارد الطاقية، والمساهمة في الحد من التصحر، عبر استعمال الغاز كمصدر للطاقة، آمن ومستدام بالمنطقة، وخلق الثروة والحد من الفقر عبر فتح فرص للتنمية الاقتصادية بالمنطقة.وقد تم التوقيع مساء أول أمس على تصريح مشترك يهم هذا الأنبوب .
وإضافة إلى مشروع أنبوب الغاز، تم التوقيع بين الرباط وأبوجا على وثيقتين تبرزان عزم البلدين على إرساء وتعميق العلاقات بينهما، فالوثيقة الثانية تتعلق ببروتوكول اتفاق لإحداث منصة صناعية بنيجيريا من أجل إنتاج الأمونياك والمنتوجات المشتقة.والثالثة هي اتفاقية تعاون في مجال التكوين المهني الفلاحي والتأطير التقني.
إنها إذن زيارة بنتائج مهمة، تفتح آفاقا رحبة للتعاون بين البلدين في مجالات شتى ، كما أنها زيارة تشمل بطموحها وبمشاريعها كل دول غرب إفريقيا، وستكون لها -دون شك- آثار إيجابية على هذه الدول.
لقد اختار المغرب أن ينخرط بكل إمكانياته في تنمية القارة الافريقية . لذلك أنتجت كل الزيارات التي قام بها جلالة الملك إلى عواصم القارة أو تلك التي استقبلت فيها بلادنا رؤساء هذه الدول، اتفاقيات مهمة من بينها ما تم توقيعه أول أمس مع نيجيريا. وهذا الانخراط الاستراتيجي، هو من مصلحة إفريقيا وتنميتها والرفع من مردودية اقتصادياتها .

الكاتب : الاتحاد الاشتراكي - بتاريخ : 12/06/2018