رسائل الشمال

الاتحاد الاشتراكي

 

اختار الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بقيادة كاتبه الأول إدريس لشكر، شمال المملكة لإرسال رسائل غاية في الوضوح، وهي رسائل متعددة الأبعاد، تهم من جهة، قَدَرَ المغرب، كموقع في تقاطع القارات والاستراتيجيات، وتهم وضعه كقطب إقليمي في دائرة غرب المتوسط، كما تمس موقع الشمال، كجهة مغربية في العلاقات المتعددة، وما تنتظره البلاد منه باعتباره قاطرة جيواستراتيجية .
فقد ذكر الكاتب الأول بثوابت حزبنا عبر معركة التحرير، ثم عبر معركة بناء يليق بأقوياء النفوس، مع الراحلين المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني رحمهما الله، مع تركيزه على الظروف الراهنة التي تُمْتحَنُ فيها بلادنا، في قضاياها الجوهرية، من خلال مواجهتها مع بقايا القوى المعادية.
لقد أبرزت كلمة الكاتب الأول أن هذا الخيط الوطني الناظم، هو الذي يتجدد التعاقد حوله اليوم مع جلالة الملك محمد السادس، وقد عبر الكاتب الأول بما يلزم من الوضوح في استمرار روح التعاقد الوطني وما يتطلبه من تحيين تاريخي مستمر ويومي، عندما قال إن «الشعب المغربي الذي ناضل في تناغم تام مع المؤسسة الملكية لاسترجاع وحدته الترابية سيواصل هذه المعركة بنفس التناغم والانسجام مهما تطلبه الأمر من تضحيات».
وقد انتقد الاتحاد، بما يلزم من حزم، الحنين الاستعماري الذي يحرك حاضر إسبانيا، وسمى الأشياء بمسمياتها عندما طالب بمعاملة ندية، مع بلادنا، وعبر عن ضرورة التعقل والرزانة في تناول موضوع معقد، تلتقي فيه تجارب التاريخ مع تحديات المستقبل، كما تلتقي فيه معطيات إنسانية وأخرى اقتصادية وجغرافية، وتتصارع فيه المطالب الدولية مع الطموحات الإقليمية.
لقد كان الكاتب الأول يتحدث، بعمق، عن عميق الشعور العام للاتحاديات والاتحاديين، كما أنه، ولا شك، عبر عن عميق الطموحات التحررية للمغاربة أجمع.
لقد دعا الكاتب الأول الدولة الإسبانية إلى «استحضار كل المعطيات القانونية والتاريخية التي تعطي الحق لبلادنا لاسترجاع أراضيها المحتلة من طرف إسبانيا»، منبها، في الوقت ذاته، إلى خطر اعتبار الموروث الاستعماري وقودا لتنشيط إرادة بعض السياسيين الإسبان وبعض القوى المظلمة، التي تريد الزج بمنطقة غرب المتوسط في أتون صراع بلا أفق، سيكون مدمرا لكل الشعوب.
إننا بحاجة إلى عقلاء، لا تَعْدَمُهمْ جارتنا الشمالية، لبناء الشراكات ذات الديمومة الحضارية والتاريخية والإنسانية، جيلا بعد جيل.
ومن مقومات تدبير الجوار الصعب، وتقلبات المصالح، والنزعات العدائية ضد بلادنا، اثنان أساسيان، في نظر الاتحاد:
– المقوم الأول هو التأمين الوطني الشامل لمعركتنا المصيرية، بمواصلة التعبئة الوطنية الشاملة وراء عاهل البلاد، وتجدير الانتماء الوطني وتصليبه، حتى تتواصل اللحمة الوطنية في صد كل «الإمبرياليات» الواضحة والمقنعة.
– والمقوم الثاني هو تأمين المسار التنموي الشامل عبر تأهيل منطقة الشمال بنخب سياسية تستوعب مخرجات اللحظة الوطنية وتحدياتها، نخب تعطي للتأهيل الشامل الذي يقوده ملك البلاد بحكمة وجرأة وإقدام، معناه الجهوي، وتستحضر الأدوار الذي بات الشمال يلعبها وسيلعبها في القادم من الأيام.
لقد تحمل الاتحاد، دوما، مسؤوليته في كل المنعطفات الصعبة لبلادنا، وهو يعلن دوما تجنده لخدمة قضايا البلاد، من أي منبر وموقع يراه بلده مناسبا، وكذلك سيظل، وهو جوهر الرسائل كلها التي بعثها من شمال المغرب، بالقرب من سبتة المحتلة.

الكاتب : الاتحاد الاشتراكي - بتاريخ : 21/06/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *