لقاء ثنائي لتأكيد موقف واضح

الاتحاد الاشتراكي
يتوجه اليوم إلى العاصمة البرتغالية لشبونة وفد مغربي، لعقد لقاء ثنائي مع السيد هورست كولر، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية،لقاء ثنائي يندرج كما أكد ذلك بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي «في إطار التعاون الدائم للمغرب مع الأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل سياسي نهائي للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية». الوفد وحسب نفس البلاغ ستوجهه أسس الموقف الوطني، كما تم التأكيد عليها في الخطاب الملكي، بمناسبة الذكرى ال 42 للمسيرة الخضراء يوم 6 نونبر الماضي.
لنذكر بما ورد في خطاب جلالة الملك الذي أكد فيه جلالته أن «الصحراء كانت دائما مغربية، قبل اختلاق النزاع حولها، وستظل مغربية إلى أن يرث لله الأرض ومن عليها، مهما كلفنا ذلك من تضحيات»:
أولا: لا لأي حل لقضية الصحراء، خارج سيادة المغرب الكاملة على صحرائه، ومبادرة الحكم الذاتي، التي يشهد المجتمع الدولي بجديتها ومصداقيتها.
ثانيا: الاستفادة من الدروس، التي أبانت عنها التجارب السابقة، حيث إن المشكل لا يكمن في الوصول إلى حل، وإنما في المسار الذي يؤدي إليه.
لذا، يتعين على جميع الأطراف، التي بادرت إلى افتعال هذا النزاع، أن تتحمل مسؤوليتها كاملة من أجل إيجاد حل نهائي له.
ثالثا: الالتزام التام بالمرجعيات التي اعتمدها مجلس الأمن الدولي، لمعالجة هذا النزاع الإقليمي المبتدَع، باعتباره الهيئة الدولية الوحيدة المكلفة برعاية مسار التسوية.
رابعا: الرفض القاطع لأي تجاوز، أو محاولة للمس بالحقوق المشروعة للمغرب، وبمصالحه العليا، ولأي مقترحات متجاوزة، للانحراف بمسار التسوية عن المرجعيات المعتمدة، أو إقحام مواضيع أخرى تتم معالجتها من طرف المؤسسات المختصة.
لذلك،فالمغرب واضح كل الوضوح، وهو يحضر اللقاء الثنائي بلشبونة. وإن ماأكد عليه جلالة الملك أكثر من مرة، هو موقف المغرب بكل مستوياته ومؤسساته، ويلخص ذلك ما أعلنه وتجمع عليه الأمة من أن «المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها».
إن حقائق التاريخ وأرشيف الوقائع السياسية، وهذا ما ذكرنا به أكثر من مرة، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك، أن الجزائر طرف أساسي ورئيسي في هذا الملف، لأنها افتعلت النزاع، بهدف بسط هيمنتها الإقليمية بالمنطقة المغاربية على حساب المغرب، الذي يتوفر على موقع جيواستراتيجي. لقد كشف أكثر من مسؤول مدني أو عسكري، تحمل مسؤولية سامية بالنظام الجزائري، عن تفاصيل مخطط المؤسسة العسكرية وبالأخص في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين، وكيف تم الحرص خلال رئاسات من خلفه على التشبث بهذا المخطط وصولا إلى التعنت الذي تبديه الرئاسة الحالية لعبد العزيز بوتفليقة الذي جاء إلى قصر المرادية سنة 1999.
لذلك، فإن الجزائر التي تتشبث بأطروحة الانفصال، وتختبئ وراء مقولات وشعارات متجاوزة، لها هدف واحد هو إعادة صياغة المنطقة المغربية على مقاس أطماعها الإقليمية ،ومن أجل ذلك توظف صنيعتها البوليساريو لتحقيق هذه الاطماع. وعليه،فهي تعارض الوصول إلى أي حل سياسي للنزاع، لأنه لا يخدم نواياها ومخططاتها.
ونعتقد أن المبعوث الشخصي الحالي على دراية بخبايا الصراعات وحقائق التاريخ والجغرافيا وخلاصات ملف الصحراء، الذي أكد المبعوثون السابقون أن خيار الانفصال غير واقعي ولا يمكن له أن يكون. ووفد المغرب إلى لشبونة، سيؤكد هذه الحقائق بكل وضوح: الوحدة الترابية للمغرب خط أحمر، والصحراء مغربية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
الكاتب : الاتحاد الاشتراكي - بتاريخ : 06/03/2018