«الثقافة دعامة أساسية للارتقاء بالمشروع الديمقراطي التنموي»

الاتحاد الاشتراكي

‭ ‬يراهن‭ ‬الاتحاد‭ ‬الاشتراكي‭ ‬للقوات‭ ‬الشعبية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬عقد‭ ‬ملتقى‭ ‬للمثقفات‭ ‬والمثقفين‭ ‬المنتمين‭ ‬إليه‭ ‬أو‭ ‬المتعاطفين،‭ ‬تنظيميا‭ ‬وثقافيا‭ ‬وسياسيا،‭ ‬معه،‭ ‬أو‭ ‬الذين‭ ‬يشتركون‭ ‬معه‭ ‬في‭ ‬الأفق‭ ‬الثقافي‭ ‬الإنساني،‭ ‬الديموقراطي‭ ‬التقدمي،‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬الشروط‭ ‬المناسبة‭ ‬لخلق‭ ‬نقاش‭ ‬وطني‭ ‬منتج‭ ‬وعميق‭ ‬بين‭ ‬الفاعلين،‭ ‬الحاضرين‭ ‬منهم‭ ‬أو‭ ‬الذين‭ ‬سيتفاعلون‭ ‬من‭ ‬بعد‭ ‬الملتقى‭.‬
ومن‭ ‬هنا،‭ ‬فالاتحاد‭ ‬الاشتراكي‭ ‬للقوات‭ ‬الشعبية،‭ ‬الذي‭ ‬اعتبر‭ ‬دوما‭ ‬أن‭ ‬الثقافة‭ ‬محرك‭ ‬تاريخي‭ ‬جوهري،‭ ‬وبنى‭ ‬مشروعه‭ ‬المجتمعي‭ ‬على‭ ‬كون‭ ‬بناء‭ ‬الإنسان‭ ‬مسألة‭ ‬ثقافية،‭ ‬في‭ ‬جوهرها،‭ ‬لا‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يتصور‭ ‬مجتمعا‭ ‬مغربيا‭ ‬حداثيا‭ ‬وديموقراطيا‭ ‬يسير‭ ‬باتجاه‭ ‬التاريخ،‭ ‬وقادر‭ ‬على‭ ‬تملك‭ ‬تقدم‭ ‬البشرية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات،‭ ‬إِنْ‭ ‬نحن‭ ‬أسقطنا‭ ‬من‭ ‬المعادلة‭ ‬دور‭ ‬الثقافة‭ ‬والمثقفين‭ ‬في‭ ‬سبر‭ ‬أغوار‭ ‬الممكنات‭ ‬التاريخية‭ ‬للمرحلة‭ ‬الحالية‭ ‬والمستقبل‭ ‬المنظور‭.‬
لقد‭ ‬هيأ‭ ‬الاتحاد‭ ‬الظروف‭ ‬لعقد‭ ‬اللقاء،‭ ‬في‭ ‬احترام‭ ‬تام‭ ‬ودقيق‭ ‬لحرية‭ ‬المثقفات‭ ‬والمثقفين‭ ‬والمبدعين‭ ‬والمبدعات،‭ ‬وكل‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬حقل‭ ‬الإنتاج‭ ‬الرمزي،‭ ‬كما‭ ‬هيأ‭ ‬أرضية‭( ‬انظر‭ ‬داخل‭ ‬العدد‭ ) ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬رهانها‭ ‬هو‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬إثارة‭ ‬الأسئلة،‮ ‬كما‭ ‬ترسخت‭ ‬قناعتها‭ ‬لدى‭ ‬حزب‭ ‬وطني،‭ ‬تقدمي‭ ‬ديموقراطي‭ ‬باندفاعة‭ ‬إنسانية‭ ‬ثابتة‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬يزيد‮.‬‭ ‬عن‭ ‬ستين‭ ‬سنة‮.‬‭ ‬‮ ‬حزب،‭ ‬ظل‭ ‬يعتبر‭ ‬بأن‭ ‬الثقافة‭ ‬بند‭ ‬إجباري‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الهوية‭ ‬الفكرية‭ ‬لاختياره السياسي،‭ ‬وأن‭ ‬الثقافة‭ ‬عنصر‭ ‬حاسم‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬التمييز‭ ‬الضروري‭ ‬بين‭ ‬المشاريع‭ ‬السياسية‭ ‬للأحزاب‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬وفي‭ ‬العالم،‭ ‬حزب‭ ‬يعتبر‭ ‬أن‭ ‬تنشيط‭ ‬هذا‭ ‬التمايز‭ ‬مهمة‭ ‬إجبارية‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬المغامرة‭ ‬الإنسانية‭ ‬للمغربي‭ ‬والمغربية‭.‬
وتكمن‭ ‬أهمية‭ ‬اللحظة،‭ ‬في‭ ‬كون‭ ‬الحقل‭ ‬الثقافي‭ ‬الوطني،‭ ‬الذي‭ ‬راكم‭ ‬منجزا‭ ‬ثقافيا،‭ ‬ماديا‭ ‬ولاماديا‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تفكير‭ ‬جماعي،‭ ‬مسؤول،‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬الزمن‭ ‬المغربي‭ ‬الآني،‭ ‬يشمل‭ ‬استبطان‭ ‬المنجزات،‭ ‬والتطلع‭ ‬إلى‭ ‬الارتقاء‭ ‬بها،‭ ‬كما‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬تفعيل‭ ‬العقل‭ ‬الجماعي‭ ‬واستنهاض‭ ‬الإرادة‭ ‬المشتركة،‭ ‬في‭ ‬مساءلة‭ ‬الواقع‭ ‬نفسه،‭ ‬واحترام‭ ‬أسئلة‭ ‬جديدة،‭ ‬تفتح‭ ‬آفاق‭ ‬وانتظارات‭ ‬مستقبلية،‭ ‬فرضتها‭ ‬الدينامية‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬يخضع لها العالم‭.‬
إن‭ ‬الملتقى‭ ‬كما‭ ‬يريده‭ ‬الاتحاد باعتباره مثقفا جماعيا،‮ ‬هو‭ ‬لحظة‭ ‬وطنية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬الأسئلة‭ ‬الوطنية‭ ‬على‭ ‬ضوء‭ ‬الخصوصية‭ ‬الضرورية‭ ‬في‭ ‬رسم‭ ‬السبيل‭ ‬المغربي‭ ‬في‭ ‬تخصيب الهوية،‭ ‬ورسم‭ ‬طريق‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬المسيرة‭ ‬الإنسانية‭ ‬بما‭ ‬صقلناها،‭ ‬أمة‭ ‬ووطن،‭ ‬من‭ ‬أجوبة‭ ‬ومن‭ ‬منجز‭ ‬ثقافي‭ ‬وروحي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مناحي‭ ‬الإنتاج‭ ‬الرمزي‭ ‬واللامادي‭. ‬
ونحن‭ ‬نعتبر‭ ‬بأن‭ ‬المغرب،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دستوره،‭ ‬قد‭ ‬مكن‭ ‬نفسه‭ ‬من‭ ‬متن‭ ‬ثقافي‭ ‬رفيع،‭ ‬وتأصيل‭ ‬لهويته‭ ‬المتوافق‭ ‬عليها‭ ‬وطنيا،‭ ‬يستوجب‭ ‬تفعيل‭ ‬مضامينه‭ ‬إعمال‭ ‬العقل‭ ‬والنقاش‭ ‬الجماهيري‭ ‬لتنزيل‭ ‬الهندسة‭ ‬الدستورية‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الثقافي،‭ ‬وعليه‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يحتل‭ ‬البعد‭ ‬الدستوري‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الثقافي‭ ‬حظه‭ ‬من‭ ‬الجهد‭ ‬الفكري‭ ‬والعقلاني‭ ‬الجماعي‭ .‬
كما‭ ‬يعتبر‭ ‬الاتحاد‭ ‬أن‭ ‬الإشعاع‭ ‬الوطني‭ ‬الشامل‭ ‬والحضور‭ ‬الذي‭ ‬يسعى من‭ ‬خلاله‭ ‬المغرب‭ ‬إلى‭ ‬الحضور‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي‭ ‬الوازن،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ثرائه‭ ‬الثقافي‭ ‬ونبوغه‭ ‬الحضاري،‭ ‬وقيمه‭ ‬الروحية‭ ‬وتدينه‭ ‬الفريد،‭ ‬تلزمه‭ ‬ديبلوماسية‭ ‬ثقافية‭ ‬متعددة‭ ‬الأطراف‭ ‬والأبعاد،‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬للمثقفين‭ ‬دور‭ ‬حسام‭ ‬فيها‭.‬
وعليه‭ ‬فإن‭ ‬البعد‭ ‬الديبلوماسي‭ ‬للثقافة‭ ‬سيحضر‭ ‬بقوة‭ ‬في‭ ‬نقاشات‭ ‬المثقفين‭ ‬والمثقفات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الدرس‭ ‬والتمحيص‭ ‬والبحث عن أنجع‭ ‬السبل‭ ‬للمساهمة‭ ‬الفعالة‭ ‬في‭ ‬إشعاع‭ ‬البلاد‭.‬
ولا‭ ‬يمكن،‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الأجوبة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يطرحه‭ ‬واقعنا‭ ‬الثقافي،‭ ‬أن‭ ‬نغفل‭ ‬عن‭ ‬ضرورة‭ ‬الارتقاء‭ ‬ببعض فضاءات‭ ‬الفعل‭ ‬الثقافي‭ ‬وهندساته،‮ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬اتحاد‭ ‬كتاب‭ ‬المغرب،‭ ‬والذي‭ ‬صار‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬إخراجه‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬اليباب‭ ‬المؤسساتي‭ ‬الذي‭ ‬يعيشه،‭ ‬وتنشيطه‭ ‬ليلعب‭ ‬دوره‭ ‬المطلوب‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المسيرة‭ ‬الثقافية،‭ ‬باعتباره‭ ‬إرثا‭ ‬ثقافيا‭ ‬وطنيا،‭ ‬ومؤسسة‭ ‬بتاريخ‭ ‬نوعي‭ ‬مشرف،‭ ‬ومخاطبا‭ ‬ثقافيا‭ ‬لصاحب‭ ‬القرار،‭ ‬وحضنا‭ ‬للتنوع‭ ‬والتربية‭ ‬الثقافية‭ ‬على‭ ‬المواطنة‭ ‬والديموقراطية‭ ‬وقيم‭ ‬الفعل‭ ‬الجماعي‭. ‬
نحن‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬ندرك،‭ ‬بفعل‭ ‬ربط‭ ‬جدلي‭ ‬دائم‭ ‬بين‭ ‬دور‭ ‬المثقفين‭ ‬ومنظماتهم‭ ‬وبين‭ ‬تعبيرات‭ ‬المجتمع‭ ‬الأخرى،‭ ‬أن‭ ‬اتحاد‭ ‬كتاب‭ ‬المغرب‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬حيوية‭ ‬كبرى،‭ ‬وجزء‭ ‬من‭ ‬النسيج‭ ‬الثقافي‭ ‬العام،‭ ‬في‭ ‬محيطنا‭ ‬العربي‭ ‬الإسلامي‭ ‬الأمازيغي‭ ‬والإفريقي‭ ‬المتوسطي‮..‬‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬مهام‭ ‬جسيمة‭ ‬ملقاة‭ ‬على‭ ‬المثقفين،‭ ‬وعلى‭ ‬منظمتهم‭ ‬العتيدة‮..‬
‬وهو‭ ‬الأفق‭ ‬الذي‭ ‬يستحضر‭ ‬كذلك‭ ‬الفعل‭ ‬الجماعي‭ ‬في‭ ‬توضيح‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الأهداف‭ ‬الوطنية‭ ‬الشاملة،‭ ‬والتعددية‭ ‬الثقافية‭ ‬المنتجة‭ ‬والمثابرة‭ ‬التنظيمية‭ ‬للمناضل‭ ‬المثقف‭ ‬والمثقف‭ ‬المناضل‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬مساهمة‭ ‬الأطراف‭ ‬المدنية،‭ ‬في‭ ‬هاته‭ ‬المسيرة‭ ‬الوطنية‭ ‬الشاملة‭.‬

 

الكاتب : الاتحاد الاشتراكي - بتاريخ : 22/02/2025