أفق عمر المتجدد .. هنا والآن.

عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr

يعود عمر دوما في الموعد الذي ننتظره،
فبنجلون لا يتبع نصيحة الشعراء عندما يريدون منه أن يخلو لشهادته …وينام.
عندما كان القتلة قد اختاروا تاريخ قتله، كان هو يخبيء معناه في سر العود الابدي:يمر عليه نفس العمر الذي تقتطعه الصحراء من عمرنا…
منذ 54 سنة، كانت المسيرة
ومنذ 45 سنة كانت الشهادة..
لهذا يعود عمر
مقرونا دائما بهذه الفترة من تاريخنا المغربي،
مقرونا بأنبل القضايا:
هذه السنة جاء عمر في وقته، في اللحظة التي يجب أن يأتي فيها، لحظة تلتقي فيها الأبعاد الوطنية المكثفة في الصحراء بالأبعاد التحررية المكثفة في فلسطين..
عمر الوطني التقدمي الوحدوي
وعمر المغربي الفلسطيني..
عمر كان عدو التسطيح الشامل الذي كان يتم باسم القضايا النبيلة.
وعمر كانت تُعرِّبه فلسطين لا لكي يبقى حبيس قومجية فجة تُخَوّْن وتلبس القضايا وتعطل العقول وتحجر على دينامية التاريخ باسم تعالي نضالي وهوياتي، لا جدلية فيه..
بل كانت تعربه لكي يلتحق لامعا بالأفق الإنساني الواسع، لتحرر البشرية وتحرر الأرض
والذين قتلوه والذين برروا قتله واحتفلوا به في الطرقات، لم يقتلوا المناضل القيادي الاتحادي فقط، بل
جدلية مغربية تقدمية إنسانية، تتجاوز الفهم المتحجر إلى أفق بشري عام….
في المرافعات التي كان يقوم بها، كتابة وبجسده، في الأقبية،أو في منصات الرأي، كان عمر يحارب على جبهات التغيير، بنفس القوة التي يحارب بها على الجبهات ضد التضليل..
لهذا يكون عمرا دوما راهنيا..
فكم هدم من أطروحات
وهياكل كانت تبدو نظريا متينة وغير قابلة للغلبة..
انتهت إلى خدمة التمزق والرجعية، باسم الثورة…
وبقي عمر منيرا وصادقا وأصيلا في تراثه النضالي..
في اللحظة التي نعيشها، ولم يسبق لنا أن عشناها،
أفقان عمريان:
أفق التحرر باستعمال العقل والديالكتيك: ذكر المرحوم المثقف والصحافي الفسلطيني المغربي واصف منصور ،في لقاء كان العبد الفقير لربه قد سيره بأحد معارض الدار البيضاء للكتاب، أنه كان في حديث مع عمر رحمه لله، وبلغه خبر يقول بأن المرحوم الحسن الثاني سيقرر ضريبة لدعم الفلسطينيين وكفاحهم. وقال عمر» لو صدر القرار سأترأس مسيرة جماهيرية للترحيب والمساندة والهتاف للملك ».
وكان وقتها يخرج من قبو ليدخل غيره
ويخرج من إعدام ليدخل غيره.
وباسم فلسطين، توحد مع الدولة ورئيسها من أجل مساندات عملية وملموسة.
تجاوز بالفعل بجدله الكفاحي التقسيم الذي كان يجعل الحرب مهمة الشعوب والسلام حرفة الدول..
والتقى في أفقه الوطن بأفق البشرية..
حذرنا كثيرا من التضليل ، ومن حيل الإديولوجيا عندما تكون في خدمته..
منه تعلمنا ديالكتيك الفشل إذا لم تنتصر علي ولم أنتصر عليك، لا بد من الجلوس إلى مائدة التفاوض
رحمك لله يا عمر.

الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 18/12/2020