إحراق الكتاب المقدس: تأملات بين التاريخ والحرية كعنف..
عبد الحميد جماهري
طيلة قرنين، استولى الغرب على التاريخ، وصار المعنى الوحيد الذي يملكه هذا التاريخ هو المعنى الذي صقله الغرب.
الإسلام كتب تاريخه، واستطاع أن يصوغه
لما كان الغرب يحبو بحثا عن بداية، على حاشية الملك شارلمان..
وبعدها صارت هناك حَدِّية في جوارهما:
أولا، بسبب الوزن الديموغرافي للإسلام من خلال معتنقيه.
ثانيا، من خلال كتابته لتاريخه، ولتاريخ الإنسانية في ما قبل، والسعي، من بعد، للتحرر من التاريخ الذي كتبه له الغرب…
ثالثا: لأنهما معا، وجِدا ويوجدان وترعرعا ويترعرعان في نفس الجغرافيا من الكرة الأرضية : حياض البحر الأبيض المتوسط، الأمر إذن أبعد من داعش والغبراء
وأبعد من حرية المجانين في إحراق الكتاب!
=
كانت الديانات مطالَبَة بالتسامح،عندما كانت تملك السيف والقوة، وعندما انتصرت الحداثة، أصبحت مطالِبَة بالتسامح نفسه!
وعلية صار أخطر ما تخشاه دول المؤمنين مع المتحرشين بكتابهم المقدس…
قرآنا كان أو إنجيلا أو توراة
هو أن تعيش الحرية..
كعنف!
=
لا تحرق الكتاب المقدس، أيها الغرب
بل قدس الكتابة
وساعد فقراء أهل الكتاب
على المدرسة…
=
اقرأ !
يا هذا من جديد
الإعلان العالمي لحقوق الإنسان…
المادة 18: لكلِّ شخص حقٌّ في حرِّية الفكر والوجدان والدِّين..
لا تحرق حقه بحقك في الكراهية.
=
كتابك الأول:
الإنسان..
وكتاب الإنسان
عقيدته. …واللسان!
=
لم يُضْعفنا، كديموقراطيين، أعداءُ الديموقراطية بيننا
ولا أنظمة الحكم التي تعاقبت علينا وعوقبنا بها على طول خارطة العالم الإسلامي…
ما يضعفنا هي الديموقراطيات التي تطلب منا أن نحرق أكباد آبائنا وأمهاتنا لتنتصر إيديولوجيا تطرفت حتى عادت خرقاء
وأحرقت معها حظوظ الديموقراطيين!
=
إذا أحرقت الإلياذة في خليج ايجة
تكون متوحشا
لو تحرق ذئب الفلوات في شوارع براغ
تصبح نازيا
لو تحرق كتاب شعر لأدونيس في حارات بغداد
تصبح هولاكو
ما الذي يجعلك حرا وحداثيا
وأنت تحرق قرآنا، إنجيلا وتوراة
=
ما أحبه أكثر، في السنوات الأخيرة
أن تكون بلادي في كل أماكن الروح
Les lieux de l’âme
أقصد
التسامح
التعايش
حوار الأديان
مناهضة الإسلاموفوبيا…
الكاتب : عبد الحميد جماهري - بتاريخ : 02/08/2023