ابو عدنان الصحراوي عندما يكبر الارهاب في احضان الانفصال..والعكس

عبد الحميد جماهري

عدنان أبو وليد الصحراوي، زعيم تنظيم داعش في الصحراء الكبرى، ومؤسسه منذ 2015، هو ابن مدينة العيون المغربية، ومن فلول انفصاليي البوليزاريو، واسمه الحقيقي هو الحبيب ولد علي ولد سعيد ولد يماني .
والعنوان الذي اختارته وكالة «لاماب» لاعلان وفاته (مقتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى ومرتزقة “البوليساريو” عدنان أبو وليد الصحراوي على يد قوات فرنسية) يعطي المعنى الحقيقي لما يراه المغرب في وجود هذه الشخصية الارهابية.
فهو قبل دولة التنظيم الارهابية يعد من زعماء تنظيم الانفصاليين في دولة الوهم..
وكما كانت حياته دليلا على وجود تقاطعات ارهابية انفصالية، فإن موته ايضا يعد كذلك، دليلا على هذه الحقيقة التي طالما نادى بها المغرب وقدم فيها مرافعات دولية.
أبو عدنان سليل عائلة ثرية ، ويجمع كل كتاب سيرته، أمنيين كانوا او إعلاميين أنه انضم إلى جبهة البوليساريو وتلقى تدريبات عسكرية بين صفوفها.
رئيس الجمهورية الفرنسية، وهو يعلن عن وفاته كتب في تغريدة على “توتير”، ليلة الأربعاء الخميس، أن “الأمر يتعلق بنجاح كبير آخر في المعركة التي نخوضها ضد المجموعات الإرهابية بمنطقة الساحل «.
اما بالنسبة للمغرب فهو دليل آخر عن النزوعات الارهابية للانفصاليين.
وتزداد خطورة «الكونيكسيون» بين الارهاب والانفصال، عندما نستحضر الهجوم الجبان والجريمة النكراء ضد مواطنين مغاربة،مسالمين، يعملون في النقل القاري، عبر بلاد مالي الذي شهدت مقتل الزعيم الارهابي..
ويعد تنظيم ابو عدنان من أكبر وأخطر جماعة إرهابية، بالنظر لتشعباته الدولية الكثيرة، وتقاطعها مع جماعات إرهابية كبرى، في قوس افريقي يجمع مالي وبوركينا فاسو والنيجر؛ مما يمكنه من التنسيق مع تنظيم بوكو حرام، في نيجيريا والكاميرون.
غير ان النهاية الشخصية لسائح ارهابي يتنقل في مساحات شاسعة من الرمال ، لا تعني نهاية التعالق بين بين البوليزاريو وداعش جنوب الصحراء و في منطقة الساحل التي تمثل »خطرا كبيرا وتحديا أمنيا مهما«،كما سبق نشره في حوار أجرته مجلة “جون أفريك” ، مع حبوب الشرقاوي، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، البسيج التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني المغربي (الديستي).
وهو المسؤول نفسه الذي كشف حقائق اساسية كمية ونوعية، سواء بالاعلان عن وجود أزيد من 100 عنصر من جبهة “البوليساريو” ينشطون في صفوف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي .
او من حيث الشحن الاديولوجي اذ »ثبت أن هناك تأطيرا(تدريبًا) داخل مخيمات تندوف وتلقينا عقائديا يقوم به أئمة المخيمات، ما يعد أيضا عاملا جعل منطقة الساحل على ما هي عليه اليوم: تهديد للمغرب كما بالنسبة للدول الأخرى«.
ومن المحقق أن انخراط عناصر جبهة “البوليساريو” في المجموعات الإرهابية المصغرة، أو داخل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، أو في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى هو “معطى ثابت ” بالنسبة للأجهزة المغربية واستخباراتنا الوطنية والدولية.
وهو معطى، يحضر معه درجة وطبيعة تشابكات الاستراتيجيات المعادية لنا، والتي قد تستعمله في محاولة ضرب العمق الافريقي للمغرب ، واستباق الخطوات القادمة في تكريس وتقوية الامتداد المغربي في افريقيا.
وهنا تدخل الاستراتيجيات الدول وسياساتها القارية.
والمحيط الدولي، أو الغرب-متوسطي معني بهذه المعطيات وهذه التعالقات، وقد سبق ان تابعنا كيف أن الادارة العامة للسياسة الخارجية والأمنية بوزارة الخارجية الإسبانية والاتحاد الأوروبي والتعاون تحدثت بلسان الدول الاجنبية عن الموضوع، ونبهت الى التواجد الهائل لأعضاء البوليساريو في داعش .
الاحتضان المتبادل بين الانفصال والارهاب حضر كذلك في تقرير تحت عنوان “إرهاب كوكوساي يوران 2014” الذي يجعل من تندوف محطة دوارة كما يقال، للداعشيين والقاعديين..
نحن أمام حقيقة، لا يمكن أن نتفادى التفكير فيها والتفكير في استغلالها في القادم من الأيام ضد المغرب وضد امكانياته الافريقية..من طرف خصومه المعلنين والسريين على حد سواء.

الكاتب : عبد الحميد جماهري - بتاريخ : 17/09/2021