الانتخابات وتفعيل البند الأخلاقي

عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr

تجاوبت الرسالة التي وجهها ملك البلاد إلى المشاركين في الندوة الوطنية المخلدة للذكرى الستين لإحداث البرلمان المغربي مع نبض عميق في المجتمع يخص تخليق الممارسة التمثيلية في البرلمان والجماعات، كما أن الاتحاد يمكنه أن يشعر بارتياح عميق واعتزاز، بأن خلاصات الرسالة الملكية انتهت إلى ما اعتبره الاتحاد، حزبا وجريدة، عجزا أخلاقيا في الانتخابات، الشيء الذي أدى إلى عجز في التمثيلية وعطب مس بمقوماتها الأخلاقية.
جلالة الملك دعا بوضوح إلى »تخليق الحياة البرلمانية من خلال إقرار مدونة الأخلاقيات في المؤسسة التشريعية بمجلسيها، تكون ذات طابع قانوني ملزم«، وقد قدم جلالته الوصفة التي طالما حلم بها كل الذين يريدون تصليب قيم البرلمان وتنقية سمعته والرفع من مردوديته ورأسمال الثقة إزاءه. المعنى واضح من خلال كلام جلالته: هناك بالفعل موجبات طعن أخلاقي في الانتخابات التي تأتي بأشخاص دون عتبة … الأخلاقَ!.
يمكننا أن نقول، بدون خشية مجازفة أو سوء فهم، بأن الطعن الأخلاقي الذي قال به الاتحاد وجد صداه في الرسالة، والكرة اليوم في ملعب الحكومة المهيمنة على الحياة السياسية كي تسارع إلى وضع المدونة على السكة برفقة المعارضة التي طعنت أخلاقيا في الاستشارات التي تمت في شتنبر 2021.
ولعلنا لن نجازف بالمبالغة إذا عبرنا عن بعض الشكوك في قدرتها على ذلك، باستحضار الدعوة الملكية في أكتوبر 2018 بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثالثة من الولاية التشريعية العاشرة، إلى الرفع من الدعم العمومي للأحزاب، مع تخصيص جزء منه لفائدة الكفاءات التي توظفها، في مجالات التفكير والتحليل والابتكار.
وهذا التأخير في مسألة حيوية من شأنها جعل الاهتمام الشعبي في مستوى الخطوة، قد يرمي ببعض الشك على قدرة الحكومة في تفعيل البند الأخلاقي من خلال المسارعة إلى إقرار المدونة التي دعا إليها الملك، واستحضار بعدها الإلزامي…
وهنا يجب أن نقول بأن ما كشف عنه الكاتب الأول للاتحاد، في المؤتمر الإقليمي بالحي المحمدي بالدار البيضاء، حول اتفاق تم قبل الانتخابات الأخيرة باستبعاد «البارونات» المشبوهين عن مجال السيادة الشعبية، قد وجد التفاعل من طرف الملك، ولم يسارع أي فاعل آخر إلى التفاعل مع تصريحات القوة السياسية الرابعة في البلاد والقوة الأولى في المعارضة…
اليوم مطلوب من الذين »أعادوا توزيع الأوراق (تيكوا الكارطة بالدارجة ) أن يراجعوا أنفسهم ويتبرأوا من الطاقم البشري الذي أتوا به إلى الصناديق…
هي في الواقع محاسبة بعدية على سلوكهم، من طرف ملك البلاد والساهر على سلامة مؤسساتها…

الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 19/01/2024