البرلماني والقطة أو الانتقال الديموقطاطي، والمواء الدستوري!!!

عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr
خلت ألا شيء يمكن أن يفاجئني في القطط حتى منَّ لله على المؤسسات في المغرب برجل اسمه لحبيب بن طالب، الذي أبلغ الديموقراطية نضجها القططي، الديمقطاطية السعيدة والرشيدة والفريدة في بلاد المغرب الأقصى!
أحمد لله أنني عشت حتى حصلت القطط على حقوقها السياسية وأصبح بإمكانها أن تصل البرلمان!
والحمد لله أنني عشت حتى عرفت بأن القطط آخر السلالة عند البشر في الحياة السياسية كما يفهمها لحبيب بن الطالب المراكشي حفظه لله لنا ولديموقراطيتنا الفتية!
بعد أن أعطانا، حفظه لله، عصارة تجربته في الديموقراطية البيولوجية في اقتسام العائلة للمهام النيابية الصعبة في بناء المجتمع الديموقراطي الأبيسي وتنزيل الدستور الأموسي وقيام الحداثة السلالية عند جيله الجديد من السياسيين، انتقل بنا، حفظه لله، إلى انثروبولوجيا الحياة الدستورية عند القطط، كما هو متعارف عليها كونيا!
اللهم لك الحمد والشكر أن الديموقراطية التي وعدنا بها «البرلماني »، لحبيب بن الطالب من الأصالة والمعاصرة، العضو بمجلس المستشارين قد تقَطَّطَّت وتمشَّشتّ حتى بلغ الانتقال «الديموقطاطي» مداه في المواء، و«شاطت» عن البشرية وأصاب غيثها الحيوانات الأليفة.. ولا غرو في ذلكم فقد روي عن الرسول الكريم – صلى لله عليه وسلم – على لسان عبد لله بن عمر رضي لله عنهما أنه قال: (عُذّبت امرأة في هرّة، سجنتها حتى ماتت، فدخلت فيها النار؛ لا هي أطعمتها، ولا سقتها إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض) ..
فما بالكم بمن أوصل القطة إلى البرلمان ألا يستحق الجنة؟
تُعتبر القطط، حسب المأثور من القول في الإسلام، «حيوانات طاهرة، ووردت أحاديث من السُنة النبويّة التي تدل على طهارتها وجواز اقتنائها وتربيتها، كما تُعتبر القطط حيوانات مُحببةٍ إلى النبي محمد صلوات لله عليه وكان يتوضأ من الماء الذي شربت منه القطة لأنه يبقى طاهراً.. ولا بأس إذا أفتى لحبيب بن طالب أمام إسرائيليين بجواز دخولها إلى البرلمان، في زمن المواء الديموقراطي…
ولعلي لن أجتنب الصواب اذا اعتبرت بأن البرلماني اعتقد بأن خير طريقة في التطبيع وأكثرها سموا ودلالة هو تطبيع دخول القط إلى البرلمان، بعد الابن والأحبة والزوجة والأخ… وللإخبار طبعا، فلحبيب بن الطالب استضاف وفدا إسرائيليا في بيته في مراكش وفاخر «أمامه بأنه نجح في إيصال ابنته وابنه إلى عضوية البرلمان المغربي، بل وعبر عن قدرته على إيصال قطته لعضوية المجلس إذا أراد»…
لله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان لله بكرة وأصيلا..
عرفت قط ادغار آلان بو الأسود والفنطاستيكي.
عرفت قط الخمارة عند نجيب محفوظ..
قط شارل بودلير الذي يتجول في رأسه…
قط الأطفال الفرنسيين الذي كتب عنه شارل بيرو حتى القط الذي نزل من السماء ليعلمنا الفلسفة على يد طاكاشي هيرالد الياباني أو زميله القط سالومون أو سليمان، الذي سقط من النجوم في شنب «موسطاج» الحكمة عند شيلا جيفري البريطانية…
عرفت القطط التي شنقتها ذات عزوبة في منزل بازغانغان بشهادة حسن نجمي…
حكايات «القطط المعلقة» منذ شبابنا أيضا أعرفها…
الحياة والآراء الفلسفية للمؤرخ والفيلسوف هيوليت ادولف تاين أيضا ابتليت بها في زمن ما…
يوميات القط الأجير في قصة القط البروليتاري المتعب، في قصة: حرية، مساواة.. أُقُطة (على وزن أخوة)، التي تروي متاعب ومحن قط يمضي أياما معقدة، بين هجوم الذباب والغذاء المجحف وكل المتاعب التي تسبب له فيها البشر حتى يشبه برجوازي صغير في مجتمع يلهث.. أو ذكريات قط لهيرو ايريكاوا..
في الواقع عرفت اليابان من خلال يوميات القطط وذكرياتها أكثر من هاروكي موراكامي، الذي ذهب يبحث عن القطط في خيال فرانز كافكا…
القط الفيلسوف، عند الصينية التشكيلية كوانغ كوين شان المكتوبة مثل اكواريل فريدة …
الفرنسية اني دوبني، عرفتني بقطط الصدفة والمصادفات …
حتي القط القاتل المستمر عند آن فلين عرفت من خلالها اعترافات القط القاتل الذي يبدأ حياته بقصة اغتياله لعصفور وعمدا جاء إلى منزل وبين مخالبه فأر ميت…
اعترف بدوري أنني كنت مغرورا، وأدعي أن كل القطط التي خلدها الأدب صارت عندي شخصيات معروفة، أليفة…
وبالرغم من أنني لا أحب القطط ولا أكرهها فإنني أتخيلها دوما أصلا من فروع بعض البشرية
حتى تأكد لي ذلك عند البرلماني الذي هددنا بالقط البرلماني إذا أراد..
لم يعد يفاجئني شيء…
الأب والابن والأم والأخ والعشيقة والنسيب و.. لماذا لا الحمار والأب بعد القط طبعا.
لم يعد للسياسة أي دور في قيام الحياة البرلمانية والسياسية حتى يمكن أن تكون قطا وتهزم الأديولوجيا كما هزم حمار ودب الأخلاق في السياسة…
الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 26/10/2022