البوليزاريو تدق «بندير» الحرب، لا طبولها!
عبد الحميد جماهري
في كل لغات العالم تعلن الحرب بالقول إن طبول الحرب تدق،
إلا عند البوليزاريو فإنهم يعلنون الحرب… بالبندير!
ايييه نعم..
لإثبات أن الحرب تدور في الصحراء، أعلنوا أن «الداه البندير» قد مات، قتلته طائرة مسيرة…
الاستنتاج؟
الحرب إذن قائمة..
أعلنوا الخبر في موقع الجمهورية ثم سحبوه.. كتبوا أن بندير الحرب يدق..
ويبدو أن القتلى المغاربة الذين يعلنون عنهم لا يفيدون كدليل إثبات
في وجود الحرب بعد أزيد من مائتي بيان وغارة وإعلان الوفيات بالعشرات من طرفهم…
لم يصدقهم العالم والمينورسو قالت إن الحروب كلها التي أعلنوها لا شيء يثبتها..
وولد السالك غاضب جدا منها، وزير الخارجية الانفصالي، اعتبر أن «بعثة المينورسو قد فقدت كل مصداقيتها..». وهي لا ترى ما يراه من «معاناة الصحراويين الذين يتعرضون لأشد أشكال التعنيف»… ولم تقل ما يقوله عن طبول الحرب.. عفوا، عن بنادير الحرب التي تقرع في كل شبر من الصحراء..
ما ذلك بيدك أيها الغالي؟
إنه بنديري
أتوكأ على جثته لإثبات الحرب
وأهش به على الأمم المتحدة
ولي فيه مآرب أخرى…
من مآربه أنْ يثبت زعيم البوليزاريو أن الحرب قائمة ويهدد العالم بأنه ورفاقه في عبور الفيافي سيبدأون «إجراء للحصول على مقعد عضوية في الأمم المتحدة»، وهو يعرف بأن «إجراء طلب الانضمام كعضو جديد في الأمم المتحدة يمر عبر موافقة مجلس الأمن وموافقة أعضائه الدائمين الخمسة..»..
ما علاقة ذلك بالبندير وموته الغامض؟
انتظروا، تمهلوا…
فولد السالك يعطينا الجواب: «إذا رفضت إحدى دول الفيتو انضمام الجمهورية العربية الصحراوية -يعني – إلى الأمم المتحدة كعضو له نفس الحقوق والواجبات، فإنها ستتحمل مسؤولية استمرار الحرب أمام العالم بأسره..»
آااااه، احذري يا انجلترا
احذرى يا روسيا
احذري يا أيتها الصين العظيمة
انتبهي أيتها الولايات المتحدة التي اعترفت بالسيادة المغربية..
وأنت يا فرنسا: احذري ستتحملين مسؤولية الحرب؟
quelle guerre يا هذا؟ تسأل باريس.
Shénme zhànzhēng ياهذا؟ تتساءل بيكين.
what war ياهذا؟ تستفهم لندن.
what war يا أنت؟ تكرر واشنطن.
какая война
kakaya voyna؟ تحتار موسكو.
الحرب التي أثبتناها بصوت البندير وموته!
ها هو عنتر قادم بسيفه الخشبي..
انتظروا التراجيديا..
طبعا، لم يعلق المغرب على مقتل السيد الـ «داه البندير» لأن الحرب لا توجد.
أما البوليزاريو فتريد بضربة بندير واحدة أن تثبت بأن الحرب قائمة
وتثبت أن إطلاق النار قائم والموتى موجودون..
إذا لم يعترف المغرب بقتلاه، فلا شك أنه سيعترف بقتيلها..
قائد سلاح الدرك الانفصالي «الداه البندير»..
والبوليزاريو كانت مستعدة للتضحية برئيسها الغالي، لتثبت الحرب!
وقالت إنه أفلت من الموت بأعجوبة، من ضربة سلاح طائر مسير يملكه المغرب، ولأول مرة نسمع به..
وكالة فرانس بريس صاغت الخبر بطريقة نفهم منها بالضبط سر الحديث عن هذا النوع من السلاح، قالت «هذه هي المرة الأولى، على ما يبدو، التي ينفذ فيها الجيش المغربي ضربة قاتلة بواسطة طائرة بدون طيار في الصراع الذي يخوضه منذ عقود… ولم يسبق للجيش المغربي أن أعلن رسميا استحواذه على طائرات مسيرة».
فهمنا إذن.
تريد إسقاط الطائرة كما في حكاية التلميذ والإنشاء؟ قائد سلاح الدرك الانفصالي- الجدرمية «الداه البندير» هو الدليل الذكي لدى البوليزاريو الذي ستنال به إعجاب العالم «عن جدارمية واستحقاق»..
قائد سلاح الدرك الانفصالي «الداه البندير»
فين «ادَّاه»، إلى أين ذهب به حقا؟
كما صديقي الذي «داه الكاس»
كما آخرون اللي«داهم الهوا»
ورابعون اللي«داتهم» لعيوط ..
وأنا راني مشيت..
والهول الـ «داني»..
كانت البوليزاريو قد هددت من قبل:
إذا لم ينسحب المغرب من الصحراء
وإذا لم تعترف الأمم المتحدة بالجمهورية
وإذا لم يتم القبول بميلاد الدولة
وإذا لم، وإذا لم…
فالحرب، سيعلنها موت البندير!
ليست الحرب أيها السادة
فمن يقترب من النار
يحترق، فقط لا غير!
الكاتب : عبد الحميد جماهري - بتاريخ : 12/04/2021