الجزائر خائفة على إسرائيل من‮… ‬المغرب‮!!!‬

عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr

لا تندهش‮ عزيزي
لا تندهشي‮ ‬عزيزتي
لا تندهشوا أعزائي‮ ‬
لا تندهشن عزيزاتي‮ ‬
‮ ‬فقد بات من المؤكد‮، حقا، أن المغرب،‮ ‬هو العدو الأول لدى الجزائر‮… ‬قبل إسرائيل التي‮ ‬كانت،‮ إلى ‬حدود أول أمس، تتهمه بالتواطؤ معها‮!‬
‮ ‬فالجزائر خائفة على إسرائيل
‮ ‬أي‮ ‬نعم،
تالله‮ ‬
وايم الله‮ ‬
وو االله
‮ ‬وبالله
‮ ‬أن هذا حدث،‮ ‬وصارت الجزائر‮ – ‬رسميا وببلاغ‮ ‬من وزارة الخارجية‮ – ‬خائفة على إسرائيل‮ … ‬من المغرب‮!‬
ودليلي‮ هو‮ ‬العنوان الذي‮ ‬تصدر قصاصة‮ ‬لوكالة الأنباء الجزائرية، بناء على بلاغ‮ ‬لوزارة رمطان لعمامرة،‮ ‬والذي‮ ‬يفيد بأن‮ « ‬المغرب‮ ‬يسعى لجر إسرائيل إلى‮ مغامرة خطيرة‮»!!‬
لم تعد الجزائر تتوعدنا بحرب تحرير شعبية تبدأ من الساقية الحمراء وتقود إلى تحرير القدس. ولا بانتفاضة ضد ما تسميه التطبيع وتبشر بإسقاطه قريبا. ولا بالتخبط أمام قبول إسرائيل في‮ ‬رحاب الاتحاد الإفريقي‮ ‬كمراقب‮.‬
الجزائر اكتشفت بأن المغرب،‮ ‬الشرير الأبدي،‮ ‬وروح الشيطان في‮ ‬المنطقة‮، ‬يسعى إلى التغرير بدولة إسرائيل الساذجة والزج بها وجرها إلى‮ «‬مغامرة خطيرة‮»… ‬موجهة ضد الجزائر‮.‬
تريد الدبلوماسية الجزائرية أن ترد على‮ ‬ما اعتبرته‮ «‬بعض التصريحات المغلوطة والمغرضة،‮ ‬الصادرة من المغرب،‮ ‬بشأن الجزائر ودورها الإقليمي‮ ‬وكذا علاقاتها مع دولة أخرى‮».‬
الدولة الأخرى هنا هي‮ ‬إيران‮.. ‬
‮ ‬ولكن الجزائر خائفة من أن تتهم بالعلاقة مع إيران،اليوم‮ ، بعد أن كانت تفتخر بالعلاقة بينهما‮، وتنحاز إليها بالواضح، كما لو أن إسرائيل،‮ ‬التي‮ ‬صنعت‮ »‬بيجاسوسيات‮» ‬العالم لن تعرف طبيعة العلاقة بين إيران والجزائر‮..‬
‮ ‬علاقة أثبت المغرب بدون حاجة إلى آخرين أنها وصلت إلى حد التنسيق بين البلدين لتسليح ميليشيات البوليزاريو،عن طريق ذراعه المسلح‮ »‬حزب الله‮«.‬
وللتذكير أن الوزير المغربي‮ ‬ناصر‮ ‬بوريطة كان قد سافر إلى ‬طهران لمقابلة نظيره الإيراني‮ ‬وتقديم الحجج،‮ ‬من صور ساتل،‮ ‬ومقومات لوجيستيكية أخرى للإقناع،‮ ‬طالبا التوضيح ومقدما الدليل ‮.‬.. بدون نتيجة طبعا،‮ ‬الشيء الذي‮ ‬أدى ‬إلى‮ ‬ما أدى إليه‮.‬
الأمر ليس هنا مربطه‮: ‬مربط الفرس هو في‮ ‬كون المغرب،‮ ‬العدو الشرير‮‬،‮ ‬يريد أن‮ ‬يقحم دولة إسرائيل في‮ ‬مغامرة خطيرة‮..‬
اااه لم‮ ‬يعد المغرب،‮ ‬كما نعتته الوكالة الخبرية نفسها كمنصة إسرائيل‮ المتحركة في‮ ‬شمال إفريقيا.
لم‮ ‬يعد حليف الشيطان المنصاع، بل صار العدو القادر على‮ ‬التغرير بإسرائيل‮.. ‬
‮ ‬وأصبحت الخارجية الجزائرية تعلن بكل خشوع وابتهال‮ ‬أنها تدعو الله صباح مساء من أجل‮ «‬الاحتكام لمبادرة السلام العربية التي‮ ‬تبقى الجزائر متمسكة بها بصدق‮»‬،‮ ‬كما ورد في‮ ‬البلاغ‮.‬
أفكر في‮ ‬كل الممانعين‮ ‬الأفذاذ،‮ ‬الذين‮ ‬يعتبرون‮ ‬دولة الجزائر حضن الثورات العادلة وسراج الثوار المنير‮ ‬وقلعة الغاضبين من الاحتلال‮ ..‬
هاكم‮ …‬وما ترون،‮ ‬الجزائر التي‮ ‬لا تتورع في‮ ‬وصف المغرب بدولة الاحتلال،‮ ‬تخاف من ذكر الاحتلال الإسرائيلي‮ ‬وتخاف على دولته القاصرة‮ ‬من المغرب الشرير والمغامر‮ …!‬
خسئوا‮!‬‮ ‬

الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 17/08/2021