الحقائق الجديدة للقضية الوطنية (1)

عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr

بعد أن خسرت الحرب، الجزائر في طريقها إلى خسارة السلام!

الحقائق الجديدة التي تتكرس مع مطلع كل تقرير ومع كل منعطف أممي، يخص قضية المغرب الأولى، تؤشر على أننا على شفا مرحلة جديدة لا شك أنها ستغير الكثير من معادلات المنطقة.
ـ من هذه الحقائق، ما كرسه تقرير الأمين العام المقدم إلى مجلس الأمن بخصوص كل مقومات المعادلة: دور المينورسو وما يجده من تعطيل وراءه قوات الانفصال وراعيها الروسي في المنطقة، تثبيت التوجه السياسي السلمي في الوصول إلى حل، عوض الاستفتاء تكريس الدول المعنية بالنزاع الإقليمي، ربطه بتوترات الوضع الإقليمي، وتأكيد الحكم الذاتي…
ـ منها أيضا استمرار دينامية الدعم السياسي للحكم الذاتي، من منطلقات متجددة وناضجة لا تخضع لموازين الربح والخسارة بل تشكل تحولات عميقة في بعض الأحيان، كما هو حال الاشتراكيين الأوروبيين الذين ظلوا لعقود طويلة يعتبرون تقرير المصير شرطا لتقدميتهم، ولا يرونه إلا في صيغته الاستفتائية، وقد تبين من خلال موقفي الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني والحزب الاشتراكي البلجيكي نضج المقاربة الاشتراكية وانحسار دعم الانفصال في أدوار ضيقة إما راديكالية أو شيوعية.. وما دمنا بصدد اوروبا فالواضح ان الاتحاد الاوروبي يحدد موقفه اليوم من خلال الدول الأعضاء بشكل فردي، وإذا ما أضفناه الي عدم اعتراف اي من هذه الدول بجمهورية الوهم ، فإن الطريق. يتعبد تدريجيا امام خروج الاتحاد من المنطقة الرمادية.، كما يطالب المغرب…
ـ ومنها أيضا تكريس منطق الحل السياسي ومراعاة شروط الاستقرار في المنطقة، ضدا على نزعات الانفصال وراعيه الرسمي بخصوص تأزيم الوضع ومحاولة تثبيت سرديات حربية على حساب اتفاق دولي شامل على حل القضايا العالقة حلولا سياسية.
ـ نهاية الاستفتاء لا كفلسفة ولا كقرارات ولا كإمكانية وقاعدة للتفاوض، وهو ما له مغزى عميق يجعل الأفق الوحيد هو ما يقترحه المغرب، والأكثر من ذلك قد يطمح في المستقبل تغيير طبيعة عمل المينورسو، باعتبارها آلية من آليات الأمم المتحدة وليس ثابتا أبديا في تدبير الملف…
ـ ومنها أيضا ثابت المواقف العدائية للجبهة وحاضنها الرسمي من تقارير الامين العام وقرارات مجلس الامن. فهي المرة الثانية علي الاقل التي تهاجم فيها قيادة الانفصال تقرير الامين العام انطونيو غوتيريس وتحقره لانه لم يساير هواها ولا هوى العراب الجيوستراتيجي لها. كما صارت الجبهة لا تتردد في معارضة قرارات مجلس الامن والديناميات التي تخلقها بما فيها ديناميات السلام والحلول السياسية ومهام المبعوثين الخاصين للامين العام..

الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 22/10/2022