الحوار الاجتماعي، التكوين المهني… والأراضي الفلاحية…
عبد الحميد جماهري
1- قضايا للمبادرة..للسنة القائمة!
تبتدىء السنة الجديدة، لا شيء يدل أن الذي انتهت به وجد طريقه إلى الأثر السياسي. الإيجابي ، ومعنى هذه المعاينة أن ما احتفظنا به من السنة لحد الساعة، من أمور تتعلق بقضايا جوهرية للمواطن المغربي، تتعلق بما ورد بثلاث خطب ملكية:
* ففي خطاب العرش الأخير دعا جلالة الملك إلى »الإسراع بإنجاح« الحوار الاجتماعي.وهنا كان التأكيد على الإسراع في إنجاح حوار اجتماعي صارت الحاجة إليه شديدة، وليس فقط تدشينه وإدراجه في الأجندة الحكومية.
وفي أفق أوسع، دعا ملك البلاد مختلف الفرقاء الاجتماعيين، إلى استحضار المصلحة العليا، والتحلي بروح المسؤولية والتوافق، قصد بلورة ميثاق اجتماعي متوازن ومستدام، بما يضمن تنافسية المقاولة، ويدعم القدرة الشرائية للطبقة الشغيلة، بالقطاعين العام والخاص».
ويبدو أن الوتيرة الزمنية، غابت عن القطاع المعني بإنجاح الحوار، لهذا تولته، باسم الحكومة دوما، وزارة الداخلية.
وهي المرة الأولى، التي تتولى فيها الوزارة القوية هذا الحوار، مع قطاع نقابي أقل قوة من السابق.. بمعنى أن الحوار قد يسير في اتجاه حلول يقبل بها المفاوض الاجتماعي، لأن «الضامن» قوي وغير منشغل بقضايا أخرى غير نجاح الحوار الاجتماعي..
في السياق العام.، تأتي بادرة الحوار الاجتماعي ببعدين:
الأول، على المدى القريب، ويتعلق بالأوضاع العامة
والثاني، على المدى البعيد والمتوسط لضمان بلورة الميثاق الاجتماعي..
والحال أن السياق الذي تدور فيه أدواره ، هو سياق مشحون بأسباب لاعلاقة للنقابة بها مباشرة.
والواضح أن مرحلة ما بعد المقاطعة، ثم ما بعد الحراكات الجهوية في الشرق والريف، ثم حالات التوتر المعبر عنها اجتماعيا أكثر منه هيكليا، كلها عناصر تحليل جديدة، قد تكون لها انعكاسات على الحوار الاجتماعي، بقدر ما أن نتائج هذا الحوار، قد لا تتأثر بها بشكل كبير، إذا هي لم تسترع هذا المعنى الجديد..
يضاف إلى ذلك، أن الحوارات الاجتماعية، جرت في الغالب ، بتوافقات كبرى ، تفتح المجال لأوضاع سياسية، وأخرى اجتماعية جديدة ( حوارات 1996، ثم ما بعدها ) أو جاءت في سياق توترات كبرى، كما جرى بعد 1990 وأحداثها.
وكانت في الغالب الإطارات النقابية المعارضة، تتحمل مسؤولية الدعوة إلى الإضرابات أو التعبيرات الغاضبة أو تتحملها في إطار حساب سياسي من الحكومة..
إننا أمام حوار اجتماعي جديد، من حيث الطبيعة، ومن حيث التمثلية، ومن حيث التركيبة الرمزية له.
غير أن الثابت أن التعطيل في إنجاحه، وهو الأساس، كان وراء مبادرات من خارج القطاع، الذي عليه تدبيره.. والذي ينشغل فيما يبدو بأشياء وسياقات غير التي تشغل بال جموع العاملين والباحثين عن أفق مغاير لفائدتهم ، أعلن عنه ملك البلاد….
الكاتب : عبد الحميد جماهري - بتاريخ : 07/01/2019