السيد الرئيس تبون، المغرب ليس مصحة لترميم البكارات!

عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr
يعتقد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أن ترميم بكارته السياسية، والحصول على شرعية، لم يستطع نيلها من الشعب الجزائري الشقيق، قد يمرعبر تخوين المغرب، ووضعه في خانة الدولة الإسرائيلية المحتلة.
لهذا، فهم خطأ، ككل الذين يرثون أشياء تفوق عقولهم،أن تنشيط الشرعية التي لم يحصل عليها من الجزائريين، لا يكون إلا بتنشيط الاستراتيجية العدوانية، التي قادت بلاده إلى ما هي عليه، وسط بحر من الحاجة والضياع والتوترات، وإلى وضع يلتهم فيه نصفُ النظام النصفَ الآخر، ومازال جمر كثير تحت رماد الوضع الراهن..
في آخر تجديد للتوحش المناهض للمغرب، تحدث الرئيس تبون أمام الأمم المتحدة،بمناسبة الدورة 75 للجمعية العامة لهذه المنظمة، في جلسة الجمعة 23 شتنبر الجاري، وخص بلادنا، من بين كل بلدان العالم، بتوظيف ضمني لا يمكن القبول به من الآن فصاعدا تحت أي مبرر كان..
أولا ذكر مالي، ثم ليبيا ثم القضية الفلسطينية ثم ما سماه قضية الصحراء الغربية..حيث تأسف
1 – للعقبات التي تعرقل تسويتها
2 – وتوقف المفاوضات بين طرفي النزاع
3 – والتماطل في تعيين مبعوث أممي جديد..
وطبعا دعا إلى
* تطبيق الاستفتاء وتقرير المصير
* والتفرغ لتحقيق أمل شعوب المغرب العربي وافريقيا في التنمية والاندماج..
يريد إيهام المنتظم الدولي الذي سبق وأن كرسه كدولة نزاع ودولة توتر، لها يد في الحل كما لها يد في المشكلة، والتركيز على «طرفي النزاع، وهو ما لم يعد متداولا منذ القرارين الأخيرين لمجلس الأمن، والذي رسم -بشكل واضح- الجزائر كطرف النزاع، مثلها في ذلك مثل الأطراف التي حضرت جلسات جنيف حول الصحراء..
2 بالنسبة للتماطل، فهو اتهام لدول العالم، ولمجلس الأمن، حتى وإن كان يعتقد، بالحديث على لسان قادة الجبهة الانفصالية، أن تصريحا مثل هذا هو تلميح إلى المغرب..
نصل إلى دعوة تطبيق تقرير المصير، وهنا نسأل: هل عمل تبون من أجل تقريرمصير الشعب الجزائري عندما واجهه بالآلة البوليسية والمحاكمات؟
هل ركز، في هاته الفترة التي يقدم فيها دستورا، هو أشبه بورقة التوت لشخص عاري، على الانتقال السياسي،الذي يسمع من خلاله صوت الشعب الجزائري؟
هو ذا الذي يجب أن يركز عليه تبون، في هاته الفترة الحرجة من بلاده، وهذا هو المعبر الإجباري لتأسيس الشرعيات في العالم الراهن، وعالم الشعوب الحرة..
أما
عندما يضع الرئيس الجزائري بلادي على قدم المساواة مع إسرائيل،
فيسمح لي أن أشك أولا في سلامته العقلية.
ثانيا في شرعيته الوطنية نفسها، لأن الوطنيين الجزائريين يعرفون من ساعدهم في الوصول إلى الحرية،
ومن وضع الشروط لكي يصل هو إلى مركبته في قصر ـ «المرادية».
وليسمح لي أن أشك ثانيا في أخوته المغاربية ونخوته الافريقية المفترض منهما أو المشترك
عندما أوضع أنا ونتانياهو في كفة ميزان واحد.
فلا بأس لي من التخلي عن أي مشترك بيننا وبينه دما في العروق أو وصلة في التاريخ..
إنها الصفاقة الكبرى، صفاقة القرن حقا أن لا يتورع رئيس دولة يقول إنه غير معني بالصحراء في وصف دولة أعطت من دمها وأبنائها وعمرها لكي تحيى بلاده حرة ومستقلة..
إن الربط في الظرفية الحالية بين قضيتنا العادلة والقضية الفلسطينية مكر وخبث سياسي، لا يمت لكل ما بناه الشعبان معا، يريد أن يلعب على التعاطف مع شعبنا الفلسطيني في هاته المرحلة الحرجة من تاريخ قضيته، وينقل التعاطف من العدل إلى السياسة العدائية، ومن حرية شعب إلى منع شعب آخر من حقه في ترابه.
لن نمل من تكرارها: نحن والفلسطينيون كلانافي خنندق واحد، هو الدفاع عن الأرض واستكمال حريتها ووحدتها، أما الذين يمانعون، فليبحثوا لأنفسهم عن اسم وصفة ودور،… والذين كانوا يضعون لينين في خدمة فرانكو، بمسميات البؤر الثورية تارة وتقرير المصير، عليهم ألا ينسوا أنهم كانوا في صف واحد مع الاستعمار الاسباني في الصحراء….
للتذكير فقط، حتى لا يظن أحد بأننا نسينا خنادق وخناجر الماضي.…
الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 28/09/2020