السي الحسن آيت أوفقير
عبد الحميد جماهري
لوداعته سحر خاص،
وتأثير مباشر على من يصافحه،
إذ يكفي أن تلامس يدُه يدَك،
في مصافحة مغربية، حتى تسري في روحك طمأنينته التي كسبها
من عراكه مع حياة متقلبة في مغرب متقلب..
السي الحسن آيت أوفقير، الرجل الذي طبع الوفاءُ حياتَه، هو واحد من الاتحاديين البسطاء، أبناء«القطاع الشعبي» العميق،
في مغرب البسطاء
مغرب الأرض التحت
لكنه مع ذلك عاش في قمة النبل..
وفي قمة الأخلاق
ولم ينزل أبدا من قمته التي ألفناها في إنسانيته.
أشهد: كان هدوؤه مُعْديا بالسلام الداخلي
أشهد :كان حضوره إنسانيا..
عرفناه في شبيبتنا
كما عرفناه في مقراتنا المركزية
ديور الجامع
أكدال
العرعار بالرياض…
وكما عرفناه ابن توبقال الحريص على خدمة الناس
وخدمة حزبه، في العيش معهم..
المناضل الذي لا يمل من تكرار المبادئ والقيم والصراحة، بلسان لبيب وبرباطة جأش
وهدوء
وهدوء
وهدوء…. عميق
أحيانا كان يفاجئني، وحيدا أو برفقة واحدة من بناته، فيدخل مكتب الجريدة وهو يردد بابتسامه خجولة وطازجة: إنني هنا لأزورك فقط!
جئت لأسلم عليك وعلى الإخوان»..
وأحيانا يضيف، وهالة من الحيرة، بل حتى من الحزن الدافئ تحيط بوجهه المشرق وعينيه المبتسمتين: فين غاديا الأمور»؟
أو يطلب الرد على هذا أو ذاك من الذين اكتشفوا فجأة أن المغرب يحتمل مساحات واسعة من حرية التعبير فملأوه بأحقادهم على حزب القوات الشعبية..
وينبه في الوقت نفسه أن ذلك يجب أن يتم بأدب وأخلاق الاتحاد: خاصهوم يعرفوا الاتحاد آش كايسوا»… .
في الكثير من الأحيان كان يريد أن نتابع حياة الناس في المناطق النائية، هناك في الأعالي البعيدة
ويطلب نشر هذا المقال أو تلك التعزية،
في علاقة دائمة
لا تحيد مع توبقال العالية..
ظل لسنوات طوال يسوق سيارة السي محمد اليازغي،
ويرافقه ويشاركه الكثير من الطرقات والأسفار وربما الحكايات والمواقف..
وظل صامتا،
وفيا
كتوما، يحفظ الأمانات ومجالسها..
رجل تقي ورع،
مغربي حتى نخاع الانتماء..
الآن، تركت له الحياة النبيلة التي عاشها
قلوبا ترعاه بعد رحيله في الوطن كله
ولكن بالتخصيص في مقرات توبقال
وتيفنوت
وتالوين
هناك حيث خاض كل معارك حزبه:
معركة الصناديق
ومعارك القيم..
والاستمرارية..
رحم لله الحاج الحسن أيت أوفقير …
الكاتب : عبد الحميد جماهري - بتاريخ : 12/03/2020