الشعب فرح بالمطر
والحكومة أيضا..
الشعب يفرح
لأن المطر
سيحرره من قرارات الحكومة
والحكومة تفرح
لأن المطر سيحررها
من انتظارات الشعب…
نحن الشعب الوحيد
الذي يحول المطر
قلبه إلى حقل
وأرض زراعية
فتسمع : القلوب انشرحت
والوجوه استبشرت
والخاطر تحسن…
الحكومة بلا قلب
وكل الحقول عندها
وجدت لثمار الآخرين
ستعتمد بعد التساقطات
سياسة فلاحية
قوامها تصدير ماء المطر
المطر الذي سقط هنا
وتستورد للشعب الغذاء
الذي تمت زراعته هناك
حيث سقط مطر آخر!
ستستورد القمح والشعير
والذرة
وتستورد الدجاج والخرفان والبقر
وتفكر في استيراد البعير
كما لو أن المطر لم يسقط
عندنا أو اختفى في الحفر!
المطر يحكم في المغرب،
قالها فرنسي خبر المغرب جيدا
ولكن المطر تحولت وظيفته
فصار أنجع أقراص السعادة
للترفيه عن المغاربة
وعندما ينزل المطر
يلتهمونها بإفراط وتفريط.
وهو أرخص حبوب الفرح
ومعه تصبح الأرض
مصحة الهواء الطلق..
لم يعد المغاربة متشددين مع عيوب المطر
فيضانا أو حوادث
يمكنه أن يعري عن هشاشة البنيات التحتية
كما يقول زميلي الصحافي
ويمكنه أن يعري غش الصفقات في البناء العمومي
ويمكنه حتى أن يجر بعضنا
وبعض البهائم إلى قاع البحر
سنفرح
كما تفرح الحكومة:
لن يسألها أحد عن توقف الحمَّامات
وعن صعود الماء إلى الغرف
وسيعلق المغاربة تعليقاتهم عن الفشل الذريع
أو النجاح البديع
في تحلية البحر..
سيحفر المطر تلاله بنفسه
ويتجمع فيها بنفسه
وينتقل بين السدود بنفسه..
وتعود الحكومة إلى البرلمان
وقد غسلتها الأمطار
من غضب الشعب
المبلل الفرحان
مختالة فخورة يردد ناطقها:
نحن من نزل لِدعْوانا
الغيثُ
ونحن منْ استمْطرنا السماءَ
فنزل القَطْر
واستجاب القدر!