الصعود إلى …القرن الثاني عشر قبل الميلاد! سأغويها وأقودها إلى الليكسوس ..

عبد الحميد جماهري

الليكسوس من الأعلى:
يلتمع البحر
ويلتوي نهر اللوكوس مثل تنين..
هنا يتعرف المجد على مياهه، بالقرب من الآثار الرومانية…
التي صارت رومانية، بعد الإمبراطور كلود الثاني…
قبلها كانت سعادة ليكسوس أمازيغية موريتانية
ثم متوسطية قرطاجنية
ثم توالت الأيادي التي تصنع بهجتها…
بعد أن عاد إليها تاريخها الثمين، كيف سيصنع الحاضر منه قاعدة للنهوض؟
أقصد كيف سيكون القرار المرافق لهذا الاكتشاف وإعادة الاعتبار، طريقا نحو الإشعاع والرخاء للمنطقة؟
التاريخ، مثله مثل المناجم
ومثل الأحجار الكريمة، لا يكفي أن نكتشفها
لا يكفي أن نصنفها
لا بد من صقلها وعرضها في هندسة جميلة
وإعادة تعريفها
وإعادة مسحها..
ليكسوس، ككل تاريخ شاهق،
أغوارها في الأعلى..
بالأدراج نصل إلى الأعمق فيها
تصعد ولكن في الواقع تعلو لكي تجد معناها متراميا بين نهر وبحر وملح…
بين بر وعشب وصلاة…
وهذا لا يمكن أن ندرجه في الزيارات العادية، المنصتة للطارئ
والعابر
لا بد من أن تكون هناك آليات كثيرة
مؤسساتية وعفوية
ثقافية وسياحية وسياسية لكي يُعطي هذا التاريخ كل ثماره
للحاضر
من تنمية
وسمعة
وروعة معمارية..
مؤسسة تقوم بمقام المحافظ على هذه المعلمة ليست فكرة سيئة ، لكي تشتغل بعيدا عن الرتابة الإدارية وعن طوارئ السياسة
في المدينة وفي البلاد..
ولا بد من توأمات لكي تصبح المدينة مشتركا لكل المدن الشبيهة لا سيما في روما وتونس وباقي أصقاع المتوسط…
لقد كان من المفرح أن مجموعة من الفنانين يتقدمهم المخرج مراد الجوهري، قد سعوا إلى إحياء جزء من حياة المسرح المدرج”الأمفيتياترو”، الوحيد من نوعه في المغرب الروماني…
وكان من أسباب السعادة أن العمل المدني الجمعوي قدم ما يمكن أن يتم لو كانت هناك صناعة للخيال في هذا المسرح المدرج.. .
كما في قاعات المعابد وفي القلاع…
وفي الحمامات ومدارات الملح…
هناك مجهود يجب أن يبدأ متصاعدا كالتلة التي تحمي وحمت من قبل هذا المكان بحنو الأمهات…
وهناك أسطورة يجب أن تجد مكانها لكي تنبت من جديد……

الكاتب : عبد الحميد جماهري - بتاريخ : 30/04/2019