الطبقة العاملة تخرج من التاريخ للبحث عن شغل

عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr

دخلت الطبقة العاملة الى التاريخ

سمت نفسها البروليتاريا
وسرعان ما بدأت تحلم بدكتاتورية تعيد الأرض إلى مشاعتها الأولى
وتحرر البشرية من مخاوفها الأبدية
وخدعتها الرأسمالية،
بأيام العطل
والقروض الصغرى
وروض الأطفال في نهاية الدرب
قرن كامل عاشته الإنسانية باسمها
حروب عالمية وأخرى إقليمية
تمت باسمها
تحالفات اقتصادية
وشركات عابرة للجغرافيا
لكي تلجم نزوع العمال الى عبور التاريخ
أنظمة ومخابرات
قامت من أجل أن تتحقق الديكتاتورية البروليتارية
وفي النهاية
سقط العالم الذي بنوه من أجلها بضربات مطرقة وفأس
لتدمير جدار برلين
أنت يا صديقي الذي تتحدث عن جدار برلين، قل لنا ماذا فعل الفايسبوك بالطبقة الشغيلة؟
البروليتاريا خذلتها الأنظمة التي ألَّهتْها
خرجت الطبقة العاملة
من التاريخ
وذهبت تبحث لها عن شغل
الاحتجاج لم يعد يقدم كطبق واحد،
في وجبة ربيعية أو مواجهة
الاحتجاج يتم بالتقسيط
وعلى دفعات
مثل الاقتراض
مثل الوصفات الصحية
وأكل الحمية
وخرجت من أعماق الأرض طبقات أخرى

كل العمال الذي تنتظرهم الدورة الاقتصادية بلا عمل فاضت الجامعة والمدرسة
والمعهد عن المعمل
وعن العلب الجديدة لصناعة البروليتاريا النظيفة
أحيانا لكي ينقذوا أنفسهم،
يعود العمال الجدد إلى أنقاض البروليتاريا القديمة حدث هذا في جرادة
وفي أميضير
وفي سيدي بوبكر
وفي «سيف الريف» وسيحدث أيضا عندما ينتبه الأبناء الى انحسار الارض واتساع المغامرة تحتها
الغضب يذوب الآن في شوارع واسعة،وبدت النقابات بلا عقدة لتدبيره
والغضب يذوب في عوالم زرقاء
وأصبحنا نحن الذي ألفنا التأطير النقابي
نبدو مثل حراس قدامى في أديرة ديانة لم يعد يسمع بها أحد
بدأ الافتراضي يحرك الأعماق أكثر من المعروف
والغيبي الكامن في آلالات التواصل أكثر من عالم البشر القابل للتصريف
وللخديعة
وللحسابات الضيقة
والافتتان بسحر البورجوازية الخفي
وحيث هناك غضب العاملين
والعاطلين
والبرجوازية الصغرى
لا توجد نقابات
سواء في الشارع الشمالي بالريف
أو الجنوبي في زاكورة
أو في الأزرق الافتراضي
عند تلة التكنولوجيا البسيطة
في تعلم أبجديات المقاطعة

وصل العمال هذا العام الى الساحات
ولم يجدوا أنفسهم

أصبحوا لا طبقة
وجدوا قرونا من الكلام
بعضه حي
وبعضهم يحتضر
وبعضه في الحلق يتبرعم قريبا من الغصة

الطبقة العاملة تخرج الى الشارع بحثا عن تاريخ
الطبقة العاملة تخرج من التاريخ بحثا عن شغل

الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 02/05/2018