الطريق الصاعد إلى جنة الله : الطريق النازل من الجحيم

عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr

 

قد يخطئ الغرب في تسمية القاتل
عندما يكون منه
لكننا لا نخطئ في تسمية الضحايا،
قتلى وشهداء
سواء كانوا منا
أو كانوا منهم..
لن يشرفنا إذا ما نزَّلنا مستوى
الإرهابي
إلى درجة قاتل..
أبدا،
كما أنه ليس شرفا لهم أن يكون الإرهابي مجرد قاتل،
يتفوق على إرهاب الدول حتى بعدد القتلى
والضحايا
وعدد الشهداء.
لهذا، لا يمكن أن نتأخر كثيرا في مناقشة هذا العجز الواضح عن تسمية القاتل في نيوزيلندا بالإرهابي..
في الوقت الذي يسهل تسمية أي إرهابي منا باسمه وصفاته..
لن نتأخر كثيرا، لأن البعض يريد أن نقتصر فقط على المجادلة حول اسم القاتل منا…
والحال أنه يليق بنا أكثر أن يكون الضحايا منا، في حرب الأخلاق هذه التي ندفع ثمنها نيابة عن البشرية جمعاء
وليس عن أنفسنا فقط..
فالذين قتلوا لم يكونوا أبناء ديننا فقط
بل أيضا أبناء وطنهم الذين بوركوا فيه وبوركت فيه مواطنتهم..
والإرهابي القاتل قتل نيوزيلنديين مسلمين، وليس مسلمين فقط بلا أرض……
لنا أن نكرر على مسامع الناس، لا سيما أهلنا:
كل مجرم يتجاور فيه رسول الانتقائية العرقية
والإرهابي..
ويكون العرق، في إيديولوجيا الدين العنصري، هو هبة العناية الإلهية التي أعدته لكي يهيمن على البشرية كلها…،
والعرق بهذا المعنى هو العرق الأبيض، ذلك الذي يحقق مشروعه في التحول إلى ديانة بحجم حضارة مسيحية يهويدية..بإفناء الآخرين.
أولئك الذين لم تشملهم عناية لله
ولا عناية النقاء الدموي…
ولاعناية الحضارة
هناك حيث المتاهة المسكن الوحيد لله!…
*******
الطريق الصاعد إلى جنة لله
يمر عبر كرايست تشيرش
بنيوزيلندا
الطريق النازل من الجحيم
يعبر أيضا كرايست تشيرش
النيوزيلندية..

الصاعدون يبتسمون
على ضفاف المحيط الهادي..

نسوا في الحين
كل الأخبار السيئة، عن موتهم
خفافا أعادوا للأرض أجسادهم
خفافا تبعوا الطريق إلى
حصتهم من الملائكة..

الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 19/03/2019