الـفـرح كـريـاضـة وطـنـيـة ممـكـن!

عبد الحميد جماهري
في مغرب يمارس فيه الكثيرون منا الاكتئاب كرياضة وطنية، يكون من المجدي للغاية أن تكون الرياضة، وخصوصا كرة القدم، عقارا لتقوية الأمل..
ولذلك يحضر، في لحظات التوتر الكبرى، للشعوب من أجل بناء لحظة مغايرة، لحظة تنزاح عن القلق
والتبرم
والخوف من المجهول
واليومي
والتوجس..
إننا نفوض للرياضة، في لحظات معينة، التعبير عن كل اختناقات السياسة والثقافة والمجتمع، وحتى الشعور النفسي العام!
وقد احتضن المغاربة فريقهم في بطولة المحليين ..
في المغرب اليوم لحظات كبيرة:
أولها ما تحقق في التأهيل للمونديال الروسي
وثانيها ما تحقق في الشان الافريقي،
وثالثها ما يتتابع كأجندة تتعلق بتنظيم مونديال 2026..
وهي لحظات تغري بالفعل بالترقب البهيج، عكس الشعور العام الذي يرافق الحديث في الرياضة:
في تواتر حقا، حديث عن مميزات هذه النجاحات أو ما يمكن أن تكون نجاحات، وتقتسم في ما بينها العديد من المشتركات. ويقول أهل الرياضة إن من ميزات ما يحدث أن المكلفين بالفريقين، الوطني والمحلي، يعملون بدون ضغوط معتادة تصل أحيانا إلى وضع لائحة للاعبين ضدا على المدرب أو المسؤول المباشر، الشيء الذي يزيد من ضيق الهامش المتاح للعمل والمتابعة والانتقاء..
كما تشترك في ميل واضح الى تكريس ثقافة النتيجة، عوض اللغو والاكتفاء بالتظاهر الإعلامي وتعويض العمل ببلاغة الفلاش والفوطوكوبي…
كرة القدم اليوم، باعتبارها تمرينا وطنيا يجتاح الطبقات والفئات والأعمار والاجيال، مختصر كبير للعاطفة ولما يمكن أن يتحقق، بتعبئة تحترم أبسط شروط العمل المنتج.
لست أذكر من قال ذات يوم إن
الرياضة هي البحث عن الخوف
من أجل السيطرة عليه
والبحث عن التعب
من أجل التحكم فيه
والبحث عن الصعوبة من أجل الانتصار عليها، وأعتقد أنه على صواب تام في الحالة المغربية،..
هذا إنجاز يحرر طاقات الناس في الفرح، وأينما كان فرح شعبك اتبعه
إذا دخل الملعب، لابد أن تدخله، بأحاسيس طرية
تسكن الريح
كما تسكن الإيقاع.
لقد تم حصر خصاص فظيع في الرياضة الوطنية، وخصاص كبير في السياسة العمومية في تطوير ملكات الشباب ذكورا وإناثا، ورصدت رسائل ملكية هذا المنحى الرهيب، كما غادر العقلاء الكثير من فضاءات الرياضة، لكن ذلك لا يعني بأن النجاح يظل يتيما عندما يكون
لابد من الثقة في الشباب..وتحليل عناصر القوة في هذا الملف الرياضي..
هناك الرياضة أيضا التي تصنع أفقا تاريخيا، كما هو الحال في تنظيم كأس العالم!
الهوية البصرية لم تكن مغرية، ولا قادرة على ضخ بعض شحنات الاعتزاز بها، غير أن ذلك لا يجب أن يوقف ما يجب أن نقدم عليه في هذا المجال وأتوقع أنها فرصة تاريخية لبلاد تريد الصعود..
الرياضة اليوم تفك العزلة عن الشعوب ، كما عن الحضارات
وهي سلم ارتقاء
وقانون تنظيم عابر للقارات، حيث تختلط القوانين الاقتصادية بالتصعيد النفسي، ومجهودات الحضارة بالمقومات السلوكية، والتدابير السياسية بالتشكل الوطني للهوية.. الخ!
يضاف إلى ذلك كله القيمة لخاصة للرياضات مثل كرة القدم، رياضات لم تتراجع بالرغم من كل شيء، وإن تراجع محيطها الوطني مثلا.
الكاتب : عبد الحميد جماهري - بتاريخ : 07/02/2018