اللهم اغفر لنا، فقد قتلنا البروليتاريا!
وأكثر حلما من الباطرونا في مصانع سرية ..
اكتشفنا أن فاتح ماي صار يوما للاحتفال: لأن من سحر النمط الجديد في التدوين أن تتعود الطبقات على شهر العسل ، بعد أن اعتنقت السوق الحرة..
ولا شيء يجعل البروليتاريا عدوا دائما
ولا قوة دائمة..
تحول الاحتجاج إلى مناسبة مجالية: تنتفض المدن
تتحرك القطاعات
وتخرج الأحياء إلى الشوارع لتطالب مطالب تجمع كل الطبقات: البروليتاريا، البروليتاريا الرثة، الطبقة المتوسطة التي فقدت صلاحيتها، الشباب الذي يؤجل الحياة إلى ما لانهاية، الباحث عن دور ما في حديقة ربيع لم يكتمل، الباحث عن ممر إلى الطبقات العليا..
لا بأس، تستحق الطبقات جلسة مطولة للتطهير العام
وتستحق جلسات حوار طويل عن حظ العاملات من مختبر العولمة في بناء الإنسان الجديد وتسوية الأوضاع والمناصفة
وتعود الشعوب بعد ذلك إلى حديقتها الفيودالية
والبخارية..
ومن الجميل أيضا أن يتعلم المناضلون أن يسيروا في الأرض في كل موسم قديم
وتحت كل سماء نبني أحجية جديدة..
لا فائدة أيضا من أن ننتظر شيئا في السنة القادمة:
الأحلام تستمر خضراء بفعل الليزينغ
والرأسمالية..
عند الشعوب الطيبة، لا يخرج العمال للاحتجاج
بل يذهبون إلى النزهة
ويرمون أحلامهم في صناديق البريد كل رأس سنة
وينتظرون بابا نويل..
الشعوب السعيدة لا تحتاج إلى طبقة عاملة،…
البرولتياريا تكون جريحة
في غابة من الإسمنت والياقات البيضاء
لهذا نتذكر معها كل الثورات الدموية:على الشعوب النائمة أن تستيقظ على هديل الأغنيات
وتسرع
تسرع دوما إلى دخول القاعات المكيفة حيث موسيٍقي البلوز الصغيرة..
كم سخرنا في فاتح ماي، ونحن نعتبر بأنه تمرين للثورة على تعرف الخارطة
والشوارع
والرؤوس
وتعرف الكومونات الضرورية لبناء المتاريس..
ونعتبر السخرية واجبا ثوريا
ونسخر لأن البروليتاريا مثل السيارات:
سيارات للأجرة
وأخرى للسباق الطويل
وسباقات الرالي
وسيارات الإسعاف
وأخرى.. للمقابر..
السيارات الخاصة
سيارات ذات الدفع ..
وقليلة ملكية عامة ما زالت تحلم بأنها ضرورية لكي يكون للبلاد معنى
وللسياسة معنى
و للنقابة معنى..
كنا نحلم..
كنا أفضل ، حتى ونحن نحلل ، ونصفف الأرقام والمنقبين…
وعدد البطائق التي نضعها، مثلما تضع الأبناك صكوكها في خزان اليوتوبيا..
كنا نحلم حتى ونحن نستعد لفهم الديالتيك بين فائض القيمة
وقوة التحول، لم نكن هكذا جافين يا صديقي..
لهذا لا بد من أن نحب الرأسمالية والريع نفسه لكي نعود مجددا إلى قوة العمل..
ونستغفر ربنا أننا اقترفنا جريمة عندما قتلنا البروليتاريا
وأن الرأسمالية، التي نتضرع إليها صباح مساء ستنقدنا من عقدة الذنب
وستخلق لنا بروليتاريا مزيدة ومنقحة …
لا تقلق يا رفيقي… هناك دوما ثورة موقوتة حيث تكون الرأسمالية سنخوضها بالطبقة العاملة وإذا
تعذر ذلك
فنخوض هذه الثورة باليوتوب
وبالواتساب
والبروفيلات الوهمية، سنكثر من سواد الفايسبوك ..ونخرج ليلا لكي لا يحصنا أحد، مثل ثوار غابويين لا يعرفون الخوف
ولا الحساب …
سنتحرر من موازين القوة لأننا نحب ..
العدل.. ويلائمنا الكسل بدوره..
والدولة لن تحتاج إلى حقدها الطبقي بعد أن تتحرر من المقاصة
والأسرة التعليمية
ومن أوزار الصحة
وتحيل الشغل على أصدقائنا الصينيين ..
بالتقسيط المريح!
عبد الحميد جماهري