تأملات عفوية في‮ ‬تمارين حكومية‮…‬

عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr

 

اختار وزير الخارجية المغربي المواجهة في عقر دار الجزائر للرد على تصريحات وزرائها!
فلم يخف عن الوفود الحاضرة في مؤتمر خمسة + خمسة بالعاصمة الجارة، أن بوريطة لم يختر “تقطار” الشمع المغربي، بل توجه رأسا إلى معضلة الاستسهال الذي كان المغرب هدفا له من طرف قادة ومسؤولين حكوميين جزائريين..
قال بوريطة إن التعاون الإقليمي لا تصنعه التصريحات الطائشة، وهنا لا بد من توجيه الأصبع إلى الوزير نظيره في الخارجية عبد القادر المساهل لكي ندرك المقصود بها.. وقد أعاد إلى الواجهة اتهامات سبق للمساهل أن وجهها للمغرب في كلمة له في أشغال جامعة «منتدى رؤساء المؤسسات» في العاصمة الجزائرية، مصرحا أن المغرب لا يقوم باستثمارات في إفريقيا كما يشاع، بل إن بنوكه تقوم بتبييض أموال الحشيش، وأكد أن «هناك قادة أفارقة يعترفون بذلك»، وأشار إلى أن «الخطوط الملكية المغربية لا تقوم فقط بنقل المسافرين عبر رحلاتها إلى دول إفريقية» . وما تلا ذلك من ردود فعل وصلت حد المقاضاة من طرف الهيئات والكيانات المعنية، ومنها لارام!
والتصريحات التي لا تخدم التعاون الإقليمي، كما وردت في تعبير بوريطة، كانت تشير إلى أنه لا يمكن لدولة الجزائر أن تستضيف اجتماعا للتعاون الإقليمي في حين تعمل على نسفه بواسطة الاتهامات الطائشة…
ولعل الأسلوب أصبح جزءا من الشخص في وزارتنا لشؤون الخارجية، كما نذكر مواجهته الجسدية وليس الديبلوماسية فقط، بعد الأحداث التي عرفتها أشغال الاجتماع الوزاري للمؤتمر الدولي لطوكيو حول تنمية إفريقيا بدولة الموزمبيق، وذلك بمحاولة منع الوفد المغربي، بالقوة، من المشاركة في الاجتماع…

تعويض حكومي…
—————
إذن‮ ‬يحصل ما‮ ‬يلي‮: ‬
يتغير كل شيء،‮ ‬كي‮ ‬لا‮ ‬يتغير أي‮ ‬شيء‮…!‬
كما لو أن عودة النهر إلى‮ ‬مصبه ‬هي أفضل طريقة‮ لكي‮ ‬تسير الأمور بطريقة جديدة‮..‬
كما لو أن الصيغة المهذبة للروتين،‮ ‬أي‮ ‬تغيير الأفراد لتبقى‮ ‬المسؤولية السياسية عالقة،‮ ‬هو الطريقة الفضلى في‮ ‬إعادة ترتيب الأولويات بإعطاء المسؤولية كل حجمها‮..‬
1 ‮- اتضح أن اختيار عودة أفراد آخرين‮ عوض الآخرين‮ ‬الذين‮ ‬سبقوهم،‮ ‬هو بحد ذاته التعريف الوحيد للمسؤولية السياسية،‮ ‬فأن‮ ‬يعوض وزراءٌ وزراءَ آخرين من الحزب،‮ ‬معناه أننا لا نحمل الحزب المسؤولية بقدر ما نحملها لمن تحملها باسمه‮،‮ ‬وهو أول فصل للسياسة عن المسؤولية..
للفرد عن انتمائه
‮ ‬للوزارة عن الدولة‮… ‬إلخ‮..‬
ليس المقصود هو الدفع بخطأ أو صواب العملية برمتها بقدر ما هو تسجيل‮ أن التغيير قد‮ ‬يعني‮ ‬ترتيبا لكاستينغ‮ ‬لا‮ ‬غير‮،‮ ‬أكثر مما هو مبدأ‮ ‬يتجاوز ذلك إلى‮ عمق الإشكال في‮ ‬تحمل المسؤولية‮..‬
الوزير وزير‮‬، وليس رجل سياسة‮!‬
ولا هو‮ ‬ينتمي‮ ‬لحزبه‮ لأن الحزب فوق الشبهة وفوق التغيير‮..‬
ومعناه لا بد من التضحية بالمعنى لفائدة تماسك‮ ‬المبنى
وتماسك الشكل أهم بكثير من رسالة العمق‮…‬
2 – المعادلة التي‮ ‬أفرزتها العملية السياسية ما بعد أكتوبر‮ ‬2016،‮ ‬وعزل الأستاذ بنكيران،‮ ‬تبقى هي‮ ‬أبعد ما‮ ‬يمكن أن‮ ‬يصل إليه التوازن السياسي‮..‬
لا داعي‮ ‬للتفكير،‮ ‬فالزلزال،‮ ‬ذلك الذي‮ ‬أحرق مراكب عديدة،‮ ‬يقف عند عتبة التوازن السياسي‮.. ‬ولن‮ ‬يتعداه‮!‬…

الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 25/01/2018