«تبون» «والتبُّونيون» والبحث عن التعويض النفسي بـ «التقلاز»!

عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr

كنا نعرف بأن «عبد المجيد تبون» رجل ناقص عقل، لكن اكتشفنا بأنه أيضا ناقص مروءة.
الرئيس المفروض، على شعب حر ومتمرد، بقوة الحديد والشر، لم يجد ما يهنئ به فريقا شابا في كرة القدم واجه فريقا شابا من المغرب وفاز عليه في مباراة رياضية بركلات الترجيح، سوى الغمز واللمز و«التقلاز» في حق المغرب ككل.
فلكي يهنئ فريق بلاده، كتب يغرد ببلادة جارحة ومحتقرة للذكاء البشري المغربي «مليون ونصف مليون مبروك يا أبطال»، في إشارة إلى عدد ضحايا ثورة التحرير الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي!
هل كان اللاعبون يواجهون فريق الاحتلال الفرنسي؟
أبدا…
بل كان «تبون» يريد من خلال التهنئة، الغمز بأن المغرب بلد احتلال وأن التلميح إلى المليون ونصف المليون شهيد في مناسبة بعيدة كل البعد عن سياقها، هو من باب «الترادف البلاغي»، الذي يؤدي معناه إلى التجريح في الخصم، وهو هنا المغرب.
في الواقع، ألِفناها منه ومن أشباه البشر معه في فريق قيادة الدولة العسكرية وتقتيل الشعب الجزائري.
اعتدنا منه أن يعتبر المغرب «دولة احتلال» في قضية يدعي بأنها لا تعنيه هي قضية وحدتنا الترابية.
لكن أن يزج بفريق كروي في وساوسه العصابية، فهو يضيف إلى عدوانيته الأصلية عدوانية متحورة هي قمة السفه والتفاهة حقا.
هل يعتقد بأنه انتصر على شعب المغرب ودولة المغرب بمجرد أن أحد اللاعبين أضاع ضربة جزاء؟
هنيئا له هذا الانتصار الوهمي..إذن!
هل يعتقد بأنه انتصر على المغرب والمغاربة، الذي طالما ادعى أنه يحبهم ويحبونه، فقط لأن «زناتي» خيب ظن محبيه من الرياضيين ولم يستطع وقف أية ضربة للفريق الخصم ؟
إذن سنعطيه الكثير من هذه الانتصارات لكي يظل فرحا بما لديه من سفاهة ونذالة .. إزاء شعب ساعد من كانوا قبله على تحرير الجزائر!
ولقد بلغت السفاهة قمتها عندما تم الزج بالراية الفلسطينية في حفل لم تكن معنية به..ولم يسبق أن تم رفعها في محفل رياضي..
والواضح أن الغرض من ذلك كان يستهدف المغرب في سياق معروف حاليا، بعد أن تسلل «التبُّونيون» من أتباعه إلى صفوف الفريق، اللمز نفسه بأن يقيم رابطا بين الجزائر وفلسطين في…. معركة واحدة ضد المغرب!
وذلك يعني ما يعني… والأكثر إثارة للاشمئزاز أنهم يعرفون بأن فلسطين لا تربح في إقصائيات وربع النهائيات!
وكان يعني كذلك، بأن الجزائر الفريق ثأرت لفلسطين الفريق، وهو لُؤْم يتجاوز كل طبقات التسمية للتفاهة بمسمياتها كلها السياسية والنفسية: نقصد الانحدار الأخلاقي بحشر قضية الجميع في منافسة كروية محدودة الأثر سرعان ما ستدخل التاريخ كما دخلتها رباعية مغربية مستحقة في تنافس سابق.
يبقى أن «التبون»، الزبون الدائم لدى مصحة التاريخ العقلية، الذي يشيد بفريق كرة القدم، سبق له أن أشاد بفريق كرة اليد وبفوزه على نظيره المغربي في المباراة التي أقيمت ضمن منافسات الجولة الأولى من المجموعة السادسة بكأس العالم لكرة اليد المقامة في مصر منذ شهور، يبحث عن هدف بالقدم ليجد في قدم اللاعب تعويضا عن شلله، ويبحث عن هدف باليد لكي يجد في اليد اللاعبة تعويضا عن شلل آخر…
كل هذا الانحراف الواعي واللاواعي يجد تفسيره في التعويضية المعروفة في علم النفس، وكما قدمه مؤسس علم نفس الفرد الفريد أدلر باعتبار التعويض له علاقته بالمشاعر السلبية، حيث وصف هذه العلاقة في كتابه دراسة الدونية العضوية وتعويضها النفسي بأنها: «عندما يشعر الشخص بأنه ضعيف، فإنه يميل لتعويض هذا الإحساس في مكان آخر».
ومن مفارقات البحث عن «الاستبدالية» كما تترجمها الكتابات المغربية أنها تترافق والمرجعية الضعيفة، إذ يحاول المصابون بها إخفاء انخفاض التقدير الذاتي عن طريق الحديث باستعلاء (القوة الضاربة كمثال) ثم التواصل مع الناس المحبوبين، والذين بحث عنهم الجميع (الفلسطينيون هنا)..
وعندما نرى تهافت الرئيس ورئيس الأركان ووزير الخارجية ورئيس البرلمان في تبني هذا التعويض عن الإخفاقات الديبلوماسية والسياسية ندرك حجم الخراب الذي يسير الدولة الجزائرية وندرك أيضا مدى اتساع دائرة الضعف الهيكلي فيها.
البحث عن تعويض السمات المفقودة ومنها الانتصار والفوز واللعب النقي واحترام قواعد اللعب، في ميدان التنافس، كلها سمات وشيم مفقودة في الذين سقطوا سقوطا مهولا في المس بمشاعر دولة شقيقة، ومشاعر شعب شقيق في تحويل هزيمة رياضية بهدف واحد هو إثارة «بافلوفية» تكشف عن النزعات الكلبية في النهش والتجريح…
وختاما فـ«عبد المجيد تبون»، سيظل تبونا بالرغم من كل التعويضات سواء استعان بيد أو استعان بقدم!

الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 14/12/2021