تجربة عاطفية في التصويت المهني..
عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr
ليس لي تعليق عام على الانتخابات.
حتى ولو وجد
لن أجد الفرصة اليوم سانحة للحديث فيه..
هل هو هروب من مأزق تحليلي، سياسي؟
لست أدري.. أو لست أدري أنني أدري
أحيانا يكون الإنسان حكيما بقدر ما يكون خائفا، كما قال يوليوس قيصر، الجنرال الأسطوري الذي لم يهب أحدا أبدا..
فقط، لي قراءة ذاتية محضة..
سأغلق باب قراءة النتائج من زاوية المعارضة والتنافس على الصدارة وأغلق باب قراءتها من عتبة التدبير الحكومي
ولن أغامر بقراءتها من زاوية التحليل الكلاسيكي للأرقام:
المتراجعون
المحلقون
والمتدحرجون..
لن أقرأ الحسابات البنكية التي أفرغت على هذه النتائج..
أعترف بأنه أغراني السؤال التالي:
ما مدى تأثير الدعم المقدم لقطاعات الصناعة والخدمات، إبان الجائحة، على توجهات الناخبين في هاته القطاعات؟
ما تأثير كورونا، الذي عطل الكثير من النشاط الاقتصادي، وتضررت منه الفئات البسيطة والمتوسطة؟
بعض البنيات غير التواصلية
وغير البنكية
وغير التأمينية
ولم أستسلم لإغرائه..
فليست لي عتبة من هاته العتبات.. أعلاه!
لي فقط قراءة عاطفية
محض عاطفية
إنسانية لما عشته
وقد خيم علي عموما حياد ما
هادئ
بارد
وتابعت كل شيء بنوع من التباعد التحليلي.
التجربة المفضلة لمزاجي هي المتابعة التي تمت مع عينة من المناضلين في ربوع المغرب وفي أماكن عديدة من جهة الدار البيضاء.
تابعت كيف حافظ إخوان لنا على قاعدتهم المهنية
بلا معجزة خارقة
أو عصا سحرية..
فهم حافظوا على تواصل مع العاملين في القطاعات التي يناضلون في إطارها، وظلوا على ارتباط بهم، بقيادات محنكة وقوية..
كنت قد شهدت على مستويات النضج الكبير الذي تحقق بفضل الثقة في المرابطين على حدود النار.
ليس في الفوز الذي حققه مناضلون بسيطون ومن قاعدة الشعب المغربي أية معجزة سوى معجزة الوضوح والصفاء النضالي والحيوية والقرب، وليس في الأمر معجزة سوى التفاني في خدمة الناس بتواضع كبير كبير كبير للغاية وبنكران ذات.
سيكون لنا وقت للتعليق السياسي المترامي الأطراف
سيكون فترة للفتور التركيبي
وفترة للأمل في تحليل يقنع بالمثابرة
سيكون لنا وقت لنرى كيف نسير بالأمل مسافات أخرى..
لكن الذي يزيد من الميل إلى تفاعل عاطفي، هو وجود أصوات نظيفة
وعشرات المئات من المغاربة
في قطاعات البر والبحر
في قطاعات الفلاحة والصناعة والتجارة والخدمات والصيد البحري
يصوتون بالاقتناع
لا بالإشباع
يصوتون بدون أي يد ممدودة
يد سفلى
أناس بالعشرات بالآلاف نظيفون ويسيرهم ضميرهم
هناك أناس أيضا زايدوا علينا بالراديكالية
واتهموا من اتهموا قبل أن تفحمهم الاصطفافات.
تجارب عشناها بمرارة حقا
وبنسبية السلوك البشري
الذي يزايد عليك يسارا
قبل أن يعطي الإشارة يمينا
بنكيا
وماليا
لا فكريا
أو تبعا لتحولات المادة الرمادية في الدماغ…
بودي لو أسرد أسماء هؤلاء المناضلين والمناضلات في قطاعات المهنيين، واحدا واحدا
كل الذين حافظوا على الجمرة مشتعلة…
شكرا أنكم سقيتم وردتنا
بما تملكون من دم نظيف..
الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 09/08/2021