تحالف إعلامي، جزائري إسرائيلي..!

عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr
آي 24 نيوز والنهار
i24 news قناة إسرائيلية، رسمية، تقول ورقتها التعريفية الرسمية إنها «قناة أخبار تلفزيونية إسرائيلية، ناطقة بالعربية وتستهدف المجتمع العربي، انطلقت بتاريخ 17 يوليوز 2013، يقع مقرها في ميناء يافا بتل أبيب، والمقر الثاني في لوكسمبورغ. تبث أيضًا باللغتين الإنجليزية والفرنسية».
هذه القناة، التي انطلق بثها باللغة العربية إلى العالم من خلال طاقمي النشرة المسائية والمواجز الإخبارية، في الـ17 من يوليوز 2013 وصادق الكنيست الإسرائيلي على السماح ببث القناة داخل إسرائيل في الـ22 من ماي 2016.. صارت تهتم بشكل منحرف بالمغرب، وتعطي الأخبار الكاذبة في ما يشبه الابتزاز، إن لم نقل المضمر الصهيوني فيها لا يحتاج إلى دليل.
لمن يرون في إسرائيل كيانا قابلا للتفاوض، نقول إن هذه القناة بثت أولا خبر التحاق المغرب مباشرة بعد الإمارات في الاعتراف بدولة الاحتلال، ثم بعد 24 ساعة، بثت خبرا كيديا رهيبا، حول «صحة ملك المغرب حرجة وعن ولي العهد وعن سمو الأمير مولاي رشيد وعن «القصر الملكي العامر في الرباط» وعن، حالة التوتر… وغير ذلك من الأراجيف…
ولسبب ما عميق، لسنا نطالب قناة إسرائيلية بالمهنية ولا بالاحتراف ولا بأخلاقيات الصحافة وأدبياتها، لأن شرط ذلك هي أن تكون قناة لغير المحتل، فالشرط الأخلاقي ساقط منذ البداية، مع وجود الاحتلال واغتصاب الأراضي..
لهذا فمن يغتصب الأرض، لا نشترط عليه ألا يغتصب الحقيقة..
القناة الإسرائيلية اكتفت من كل المهنية ب كون «القصر لم يؤكد أو ينفي الخبر»، ولكنها أحالت على النهار الجزائرية، التي أحالت على مصادر إسبانية، في وجود حالة طوارئ في المملكة!
هذا التحالف الإعلامي، الجزائري الإسرائيلي، يكشف حقيقة التواطؤات من دولة جورتنا الشرقية، ويكشف الهوس الإسرائيلي بالمغرب، من زاوية ابتزازه ونشر الأكاذيب عنه، مع سياق الحديث عن التطبيع مع دولة الكيان الصهيوني..
لمن كان في حاجة إلى دليل فقد كشفته قناة اي 24نيوز الإسرائيلية، الرسمية. والمعادلة واضحة: نشر الزيف من باب الضغط على بلد ذي سيادة وحر وواقف وسط الانهيار العربي الإسلامي الشاسع.
لا تغفر إسرائيل للمغرب مواقفه التي لا يخضعها لبورصة القيم المتعولمة، ولا لنسق الخراب الذي حط على العرب والمسلمين وانشغال الدويلات المتحاربة بأوضاع سلطتها.
المغرب لا يغفر له أنه واقف وسط السقوط، وأنه الوحيد الذي ما زال يعبر بصراحة وقوة عن مساندة أهل المقدس، ويتولى عمليا وجديا رئاسة لجنتها المستقلة والدفاع عن الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وبعيدا عن العنتريات العثمانية لأردوغان الذي يصف إسرائيل بدولة الاحتلال والإرهاب، لكنه في المقابل رفع من تبادلهما التجاري إلى ما جعله يتبوأ الرتبة الأولى في الدول الإسلامية..
وحديثا كشفت بيانات إسرائيلية عن حجم التبادل التجارى مع تركيا والذى يتخطى الـ 4 ملايير دولار، لتظل بالمركز الأول على مستوى الدول الإسلامية.
فقد نشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية بيانات نقلا عن دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية، جاء فيها أن “تركيا تستورد من إسرائيل بقيمة 1410 مليون دولار، وتصدر لها بقيمة 2856 مليون دولار”.
وبينما يصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إسرائيل بأنها دولة إرهابية محتلة، زاد في عهده حجم التجارة الخارجية معها بنسبة 14% في السنوات الأخيرة…
لهذا نفهم لماذا توظف القناة التي توجد رسميا للبث إلى الدول العربية والرأي العام العربي، في تسميم الأجواء عن المغرب وتزوير حقائق واختلاق الأكاذيب التي تروم زرع الفتنة والشكوك وعدم الاطمئنان..
سيخلد المغرب غدا ذكرى ثورة الملك والشعب، وسيعرف المنافقون في الجارة الشقيقة أي منقلب ينقلبون، وسيتجدد دم الثورة، وسيتواصل التواشج بين القمة والقاعدة، وستسقط الأقنعة المزيفة، الحاملة للبهتان..
ولا شك أيضا سيخرج الساحر الجزائري الإماراتي الإسرائيلي أرانب أخرى من قبعته، ولسنا ندري إلى أي حد ستصل مؤامراتهم.
ونعود الى ما سبق للملك أن قاله في خطابه الشهير لعرب الجزيرة ومحيطها ..في أبريل 2016.
لنذكر بتلك المأثورات الديبلوماسية القوية في خطاب جلالته:
– نحن اليوم نعيش خريفا كارثيا، يستهدف وضع اليد على خيرات باقي البلدان العربي، ومحاولة ضرب التجارب الناجحة لدول أخرى كالمغرب، من خلال المس بنموذجه الوطني المتميز.
– هناك تحالفات جديدة، قد تؤدي إلى التفرقة، وإلى إعادة ترتيب الأوراق في المنطقة. وهي في الحقيقة، محاولات لإشعال الفتنة، وخلق فوضى جديدة، لن تستثني أي بلد.
– المخططات العدوانية، التي تستهدف المس باستقرارنا، متواصلة ولن تتوقف. فبعد تمزيق وتدمير عدد من دول المشرق العربي، ها هي اليوم تستهدف غربه…
– خصوم المغرب يستعملون كل الوسائل، المباشرة وغير المباشرة، في مناوراتهم المكشوفة.
– لقد حان وقت الصدق والحقيقة. إن العالم العربي يمر بفترة عصيبة. فما تعيشه بعض الدول ليس استثناء، وإنما يدخل ضمن مخططات مبرمجة، تستهدفنا جميعا.
هذه المبادى، لن تبلى حقا، ونحن في حاجة إلى العودة إليها، لنضع الإطار الصحيح لكل مناوراتهم، صغر شأنها أو كبر..
الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 19/08/2020