ما تطلبه الولايات المتحدة من أموال نقدا من الخليج يفوق التصور، لكنه يعتبر بالفعل من طبيعة الخيال المالي الذي يتقدم به دونالد ترامب إلى
العالم
والخليج تحديدا ..
بلا خجل
وبلا ترو!
وبالرغم من المبلغ الخيالي للصفقة الحديثة التي عقدتها القارة الأولى في العالم، فإنها تظل دون الرقم الذي حدده ترامب في أحد ملخصاته الانتروبولوجيا الحديثة للدول الغنية، بلغة الأستاذ الأمريكي مايكل كلير.. في مقال له ، نشرته لوموند ديبلوماتيك ..
قال ترامب، ما سبقه إليه عبد الفتاح السيسي،:عندما قال إن الخليجيين لهم مال مثل الرز..
ترامب عبر عن ذلك بلغة الكابوي:الخليج ليس لهم سوى المال، ونحن لا نملكه، ولدينا في المقابل 20 ألف مليار دولار كديون!!!
نتصور أنه ينتظر من دول الخليج أن تدفع الديون كلها من الأموال التي ليس لهم غيرها…..
نتصور أيضا أن هذا مقدم صداق عشرة طويلة، ربما ستبقى الدول المعنية تدفعه إلى ما لانهاية، في الوقت الذي يواجه ترامب احتمال طرده من الرئاسة..
نتصور أن الخليج أمامه عقود طويلة من الزمن
وعقود طويلة من السلاح
سيظل يتحمل تبعاتها إلى أن تزول الديون كلها وتبدأ ديون أخرى..
وهذا هو التلخيص المفيد للترامبية الصاعدة..
تلخيص مصغر لما قد تكون عليه سياسته الخارجية:
خليط من الاحتقار إزاء الاتفاقيات الدولية، أي ما تتفق عليه الدول، من قبيل اتفاقية المناخ أو ترانباسيفيك..
نزوع نحو العدوانية، وهو ما قد يعتبر من خلال الرفع من الميزانيات العسكرية والبحث عن تقوية المركب العسكري الصناعي، وتغليب النزعة الميركانتيلية أي ربط كل الأهداف بالهدف الاسمى ممثلا في الربح والمال..على حد قول أستاذ الاستراتيجية
ما قد نتصوره هو خروجه عن عقود من التقاليد الدبلوماسية والتي جعلت الدبلوماسية تتحرك تبعا لمنطق معين مفاده أن هناك 3 دوائر في تحديد الأصدقاء والأعداء:
الدائرة الأولى وتضم كندا، المملكة المتحدة والحلفاء الانكلوساكسونيين الآخرين..
الدائرة الثانية الدول الأخرى في الحلف الأطلسي واليابان وكوريا الجنوبية وإسرائيل..
الدائرة الثالثة الشركاء الاقتصاديون التقليديون، تايوان الفلبين والعربية السعودية
طبعا دائرة الأعداء تضم أيضا دولا من الشرق الأوسط وعلى رأسها إيران..
المال
المال
المال لصناعة السعادة
فقد طلب من اليابان و من السعودية رفع النفقات العسكرية
لأن ترامب يقول : إن نشر القوات الأمريكية جعل منا دولة عالمثالثية..
ولقد خدعنا أناس أكثر ذكاء من
وأكثر طمعا منا !!!
في الشرق شرقان
شرق أوسط فيه المال والبترول وصفقات التسلح
وشرق بعيد فيه روسيا
وروسيا تؤمن بشيء لا يحبه ترامب :
الحق في المناصفة الاستراتيجية بالنسبة لروسيا، قد يتسبب غيابه في كارثة عالمية..
وهو يريد منها بالظبط عدوانية مقبولة، تليق به وبرجاله،
وتليق بثلاثيته: المال والسلاح و العداء الحسن!