ثلاث رافعات لمواصلة المسيرة : خطاب الثقة والوضوح
عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr
كرس خطاب ملك البلاد، بمناسبة ذكرى المسيرة،وضوحا كاملا بكل ما يتعلق بالصحراء ومغربيتها، كما أثبت الثقة الوطنية الكاملة في قدرة المغرب على تكريسها دوليا.
ولعل المسارات التي دبر بها المغرب هذه الثقة والوضوح تتبين من خلال ثبوت الحق والشرعية، مع ترتيب تبنيها دوليا عبر قرار المجلس الأخير 2602، وتحقق ذلك من خلال ثلاثية حاسمة:
أولا – الانخراط الأمريكي في الاعتراف بالسيادة،استمرارية الدولة الأمريكية في هذا الباب، عكس ما كانت بعض الأطراف ، ومنها قوى دولية، تسعى إليه من خلال الضغط من أجل تراجع واشنطن عن اعترافها والإعلان الأمريكي الصريح لدعم الحكم الذاتي كحل واقعي ووحيد ضمن السيادة المغربية؛
ثانيا – الامتداد الترابي للاعتراف الدولي، من خلال فتح القنصليات، وهو أمر كان عتبة للمغرب من أجل أن يدعو المترددين إلى خطوة جريئة، لأن الإقرار بالحكم الذاتي كحل وحيد ضمن السيادة، يدعو إلى التعبير عنها بوضوح ومع تغيير السلوك السياسي المتردد.
ثالثا:الترسيم النهائي لتأمين معبر الكركرات، والذي كان الخصم وتوابعه يدعون إلى عودة ما قبل الكركرات، وجعله شرطا لأي تعاون دولي.
أمر لم يتحقق بكل بساطة ولم تتم أية إشارةإليه.،
وجدد الخطاب الإيمان بالسلمية كعقيدة سياسية لدى المغرب، بهذا حرر الصحراء من خلال المسيرة، وبهذه السلمية يواصل التعاون من أجل إيجاد الحل. وهنا كانت الرسالة واضحة أيضا ،تعني أن لا تفاوض حول الصحراء بل حول الحل السلمي السياسي..
وتنجلي السلمية اليوم في احترام وقف إطلاق النار، في وقت تنسحب منه الأطراف المعادية، ودعم مجهودات ستافان دي ميستورا، المعين حديثا، في مجهوده من أجل الحل السلمي الواقعي المتوافق عليه.
في وقت أعلنت الدولة الأساسية في النزاع عدم مساندتها للقرار الدولي، وانسحابها من الموائد المستديرة كأسلوب في معالجة النزاع، عوض أحلامها في الاستفتاء مع خط أحمر هو المشاركة الكاملة للجزائر وحصرية الحل الأممي ، أي بدون إشارة لا إلى الاتحاد الأوربي ولا للاتحاد الإفريقي كما سعت إلى ذلك الأطراف المناوئةعلى قلتها..
-الرافعة الثالثة كانت هي التنمية، وهي تنمية لا تنتظر الحل النهائي لكي تكون، بل قطعت أشواطا طويلة نحو التحقق. والمغرب الكل، الوطن الأم، استنبط الحاجة إلى نموذج وطني جديد وشامل من النموذج المغربي في الصحراء، الذي أطلقه ملك البلاد في 2015، والذي فتح الآفاق للبلاد كلها.
وفي هذا الباب، كانت الإشارات متواصلة ومنذ ذلك التاريخ والمنجزات تتراكم، من خلال ميناء الداخلة والطرق السيارة والاستثمارات التي تصل إلى مدن الصحراء.
وكانت المناسبة لربط الشراكات بالسيادة، أو على قاعدة السيادة. لا اقتصاد متبادل بدون اعتراف بالسيادة.. فلا خطوة في هذا الباب بدون مقابل واضح شامل..
الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 08/11/2021