حفاظا على شرف جيشكم: ديرو شْويَة نيفْ وشْويَة رجْلَة وقولوا الحقيقة!

عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr

من حسن حظنا أن جيش جارتنا الشرقية ودولته، يعطيان للمغرب دوما الأسباب كي تستمر الدولة المغربية في ما قررته منذ زمان بعيد، أي أن أحسن طريقة لهزم دولة الجوار، أخلاقيا وسياسيا أولا، قبل كل شيء هو .. ألا تشبهها، لا في سلوكها ولا في انسياقها نحو الجنون، ولا في عقيدة التحرش المزمن بـ»الأشباح» المغربية.
ومن حسن الحظ أن دولة الجوار تعطي الدليل باستمرار،على تفردها في السيريالية بحيث لا جيش في العالم ولا نظام ولا سلطات مدنية يمكنها أن «تدعي «ذات منافسة بأنها قادرة على أن تأتي بما جاءت به سلطات الجزائر..
أولا : تعامل الجيش الشعبي الجزائري مع قضية إعدام الشبان السياح، المغاربة الفرنسيين، وتفاعلاتها الدولية كما لو أنها تمرين عسكري بالذخيرة الحية، حيث أنه – أولا: اختار الخروج إلى الإعلام لتبرير القتل، بدلا من قوة قضائية ذات الصلاحية، كما يحدث في كل دول العالم التي تحترم نفسها، لكنه في هذه المناورة بالذات لم يستطع أن يتجاوز طبيعته ولا أن يمثل على نفسه وعلى شعبه وتحرك الجيش بوجهه الحقيقي المسلح.
ثانيا: من غرابة تعامل العسكر الجزائري أن الحكم على الشاب المعتقل في المياه الإقليمية الجزائرية كان أسرع بكثير بكثير بكثير من البلاغ التوضيحي من الجيش في حق إعدام الشابين المغربيين الفرنسيين.
وعليه، فإن الجيش الذي عود الشعب الجزائري على التحرك؛ سريعا، للقتل والاغتيال ، أبدى بعض التباطؤ، وجاء بلاغه العسكري متأخرا جدا عن المحاكمة، والتي يفترض فيها مبدئيا، وحسب ما هو متعارف عليه دوليا، اتخاذ اللازم واستنزاف الزمن أطول …من بلاغات الجيوش ولو كانت حربية!!!
ثالثا: تحدث بلاغ الجيش بلغة تستصغر فعل القتل في حق المدنيين، وأراد التوهيم، كما في المناورات التي اعتادها، بأن السيناريو تم بالشكل المناسب له أي (بعد إطلاق تحذير صوتي وأمرهم بالتوقف عدة مرات، الأمر الذي قوبل بالرفض بل وقيام أصحاب الدراجات المائية بمناورات خطيرة)، أي أن القتل جاء بعد احترام المساطر كلها، وهو استدراك لا يخلو من غباء باعتبار أنه يصعب صعوبة مطلقة على مدنيين شباب تائهين في البحر أن يتجاوزوا تحذيرات الجيش، والأنكى من ذلك أن الجيش القاهر للقوة الضاربة يحاول اتهام القتلى باستفزازه بواسطة «مناورات خطيرة»؟..
وعليه، بالله عليكم، أي مناورات خطيرة يمكن أن تصدر عن شباب نصفه عار، بـ«جيليات» السباحة وسط مياه دولة جارة يحمل جنودها الرشاشات؟
هي مناورة غير أخلاقية بالمرة من جانب الجيش الذي يتباكى من أشباح شابين عاريين وسط المياه، وادعاء المظلومية!
رابعا: يحاول الجيش عبر مناورة سياسية فاشلة بلا شرف، أن يبرئ نفسه بالالتفاف اللغوي ومحاولة وضع فاصل زمني بين إطلاق النار على الدراجة المائية ونتيجتها الحتمية أي مقتل شاب مغربي، وذلك بوضع زمنين للقصة واللقطة نفسها :
ـ «أنه، وبعد عدة محاولات تم اللجوء إلى إطلاق النار على دراجة مائية مما أدى إلى توقف سائقها، فيما قام الآخران بالفرار».
ـ «في يوم 30 أوت 2023 وأثناء دورية أخرى لحرس السواحل، تم انتشال جثة مجهولة الهوية لذكر مصابة بطلق ناري تم تحويلها إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى تلمسان».
أي أن إطلاق النار كان يوم 29 وأن الجثة تم العثور عليها يوم 30، وهو ما يفيد الإيحاء بأن القتل تم في مكان وزمان آخر، وهو جبن أخلاقي وعسكري وسياسي كان الأقل منه الصمت، على الأقل، ليستحق الجيش اسمه: الصامت المتكتم الأبدي!la grande muette
هذا السلوك المثير للشفقة، يُشعر قارئَ البلاغ بأن رعشة تسري في أوصال هذا الجيش الذي سبق له أن اتهم المغرب بمقتل بعض الأفراد مجهولين وهدد بالرد!
هل تراه الرد يا جنرالات ميادين الوهم والأشباح؟
الرد هو الذي بدأت تتجمع عناصره دوليا، إذ هناك الدعوى التي ستطارد الجيش الشعبي أمام المحاكم الدولية ومنها الفرنسية، والرد هو الذي سيكون على السلطة السياسية للجيش أن تقدمه لراعيتها فرنسا والأمم المتحدة والسلطات الدولية البحرية ..
الرد هو الشهادات التي يقدمها الناجي الوحيد من عملية القتل العمد، والذي سيصل صوته إلى العالم كله..

الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 05/09/2023