رحيل ديكويلار، الرجل الذي أسكت المدافع واقتنع باستحالة الانفصال في الصحراء

عبد الحميد جماهري
رحيل خافيير ديكويلار، الرجل الذي أسكت المدافع في قضية الصحراء المغربية، هو الذي شغل في مرحلة من حياته في أكاديمية الحرب، كأستاذ القانون الديبلوماسي، والعلاقات الدولية.
قضي الرجل جزءا من حياته التي عاشها في قرن من الزمن، ما بين عواصم العالم، كسفير لبلاده البيرو، وعاش أيضا في بؤر توتر كثيرة ملتهبة، كالنزاع التركي القبرصي، والأفغاني الباكستاني،الأرجنتين وابريطانيا..الخ
لقد كان خافيير بيريس ديكويلار، الرجل الذي رافق الحرب، ثم هو الذي وضع خطة الاستفتاء وليخلص في ما بعد، كما روى ذلك في مذكراته، إلى أن الانفصال أمر مستحيل، بل ذهب إلى أبعد من ذلك..كما سنرى.
في الحكاية أن الحرب المشتعلة وجدت فيه الإطفائي الدولي، عندما كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اتخذت قرارها 40/50 في دجنبر 1985، الذي ينص على تكليف الأمين العام بالعمل على إيجاد حل يرضي أطراف النزاع بدءا بوقف إطلاق النار الذي يعتبر »حسب القرار شرطا أساسيا لأي عمل سلمي».
بعد ثلاث سنوات، أنضج البيروفي الشهير خطته في صيف 1988 لتنظيم الاستفتاء في الصحراء. ولقيت نجاحا عند قبولها من طرف المعنيين: بلادنا وأدوات الجزائر.. والموافقة على وقف إطلاق النار، وقد سكتت المدافع فعليا في شتنبر1991.
كان خافيير بيريس ديكويلار، الذي تابع القضية – أكثر من غيره – في اشتعال الحرب وفي برودة وقف إطلاق النار.
منذ أربع عشرة سنة، كشف عن عميق فكرته، بدون مواربة، وقال ما وصل إليه من قناعات..
الأمين العام الخامس للأمم المتحدة، وصل إلى قناعة باستحالة الاستقلال أو الانفصال.. لقد كتب يقول «لم أقتنع بتاتا باختيارالاستقلال».. وأضاف الأمين العام البيروفي، في كتابه «الطريق إلى السلام»، الذي تم نشره في 2006، أن «أي نزعة استقلالية لم تكن في أصلها صحراوية،» وهو ما يحيل على أنها فكرة جزائرية تصر عليها الدولة الجارة في أفق خلق كيان تابع لها، وليس مستقلا وله تقرير مصيره.
لقد كتب ديكويلار يقول إن «الحل الوحيد في قضية الصحراء، هو الاندماج في إطار بنية حكم ذاتي داخل المغرب»..
لقد رحل وهو يومن بأن الحل هو ما قدمه المغرب، وترك أثرا كتابيا عن ذلك.. يعود إليه غيره من الأمناء العامين والديبلوماسيين الدوليين المهتمين بالنزاع!
الكاتب : عبد الحميد جماهري - بتاريخ : 06/03/2020