ردا على رمطان لعمامرة في تفسير غياب جلالة الملك

عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr
اجتهد المغرب كثيرا، والجيران يقترفون العداء تلو العداء ضده، في الفصل بين التزامه المسؤول والثابت إلى جانب الأشقاء العرب وبين المشاكل الثنائية التي تجمعه مع الجيران الذين يحتضنون القمة، ولم يقابل نظام المرادية ذلك بما يجب من المسؤولية والنضج، وتصرفوا كما لو أنها قمة جزائرية بحضور عربي لا قمة عربية فوق ترابهم.
ولم يجد وزير الخارجية عند جارتنا الشرقية من امتداد لهذا الثابت العدائي سوى لي عنق الحقيقة، وتجاوز منطق التعامل الدولي، ومحاولة استعمال غربال الالتباس في تغطية شمس الواقع العنيد.
قد لا يدرك رمطان لعمامرة أن اللعب بالكلمات والتحايل على السياقات لا يمكنهما تحريره من الخزي الأخلاقي لدولة جعلت العداء خطها التحريري، ولكنه سيدرك، ربما بعد فوات الأوان، أن قوة التواريخ وليست التاريخ الوحيد، وسجلات الذاكرة، وحقائق السياسة الدولية، تقيم الحجة والدليل بأن الذي يغيب عن محطات بناء المغرب الكبير وترميم الكيان العربي المشترك هو الذي يؤجج الصراعات.
التصريحات التي أدلى بها وزير خارجية الجزائر، لا تعفيه من سؤال الضمير إزاء المؤامرة ضد المغرب ووحدته، لكن تستوجب منا بعض التوضيحات، دفاعا عن الحقيقة لا إيمانا بضرورة محاججته في ما يقول!
لم يذكر لعمامرة أن ملك المغرب قبل أن يعلن «تعذر» حضوره، وليس قرار غيابه، وهنا فرق شاسع يعرفه أهل اللغة والمنطق، كان قد تدرج في الدفاع عن الحضور، بل أبلغ من يهمه الأمر بذلك، واجتهد جلالته في إقناع أشقائه الذين تشكل بلدانهم مع المغرب أكبر تكتل جيو سياسي سليم في العالم العربي، للحضور من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وكانت التحضيرات مناسبة لكي تعمل الجزائر على توفير شروط الحضور الملكي، ولم يخف المغرب هذا الأمر وعبر عنه جلالته بما تميز به دوما من وضوح وشفافية وشجاعة، أي لا بد من توفير شروط الحضور، ونسي العمامرة أن يذكر كل المصائب التي قام به هو شخصيا ضد الإعلام المغربي، وضد الصحراء، واعتبر ذلك لا حدثا.. يا سبحان الله صارت الجزائر التي أنفقت عمرها كله لتبضيع وبتر خارطة المغرب تعتبر أن فعل ذلك من قناتها الرسمية «لا حدثا»؟
ثانيا، التاريخ يحتفظ لملك المغرب أنه وجه رسائل علانية واضحة، عبر البريد الدولي للجزائر وبحضور العالم كشاهد من أجل فتح صفحة جديدة، ووضع خارطة طريق لذلك في 2008 وكرر الأمر في خطاب المسيرة 2018 وخطاب العرش 2021.. ولم يكتف بإعلان نوايا بعدية كما يحاول رمطان لعمامرة أن يفعل مع رئيس دولته!
ثالثا، متى كانت النوايا البعدية فرصة السياسة من الإنجاز الفعلي الملموس، حتى يكون الملك مجبرا على الحضور ولقاء الرئيس الجزائري وتخمين نواياه في إصلاح ذات البين، على هامش استقبال بين النشيد الوطني والمجاملات وانتظار الضيف الموالي؟
رابعا، ولنسأل مجددا: هل كان هناك رد سياسي مقبول ومبادرة من قبيل «إذا حييتم بتحية فردوا بمثلها أو أحسن منها»، ومن طرف نظام الجزائر؟
أبدا.. بل زاد التصعيد وأُغرقت المنطقة في الشك وتعالت دعوات الحرب والتسفيه، وقرعت طبول الحرب، واستدعي الشيطان الإيراني إلى الحفلة ؟
خامسا، لماذا لم يفعل لعمامرة نفس التمرين في إشهاد التاريخ العربي والجغرافيا المغاربية عندما غاب ملك الأردن وملك السعودية وملك البحرين وأمير الكويت…؟.
انظر الرابط
الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 03/11/2022