سلاما على السنة الجديدة

عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr
سلاما على بلادنا
كل عام جديد
تمشي فيه بين الفجر والألغام
وبين الورد والحجر
مشي المياه
إلى نبتة صغيرة قرب الأمل ..
***
سلاما على دهشتنا
يوقظها الموت من بلادة التكرار
ويخطف منا طراوتها
ويعيدنا أطفالا للبشرية
بعد عشرين قرنا ..
***
سلاما على خوفنا
ما زال كما كان في صرخة آدم
أمام زرقة عالية
نسأل مثله:
إلى أين يقودنا الخوف
وإلى أين نقوده
في حلبة الظنون؟
**
سلاما علينا، نقف بالقرب من الشرفة
وننتظر
لنرى غدنا قريبا
ونراه أجمل.
****
سلاما على أولادنا ..
كل دقيقة
كل عام
كل خلود في بلاد
تعددت في واحد
وتوحدت في العدد
تشهر صدرها
ضد التفاهة والتجار والكسل..
****
سلاما على حبنا
يدخل السنة الجديدة، بتردد واضح
ومصابا بالذهول..
لا يعرف أي قلب ترك
وإلى أي قلب يعود ؟
***
سلاما علينا
حين نكتشف أننا
أقل من قاموس الحب
حين يعلو بنا
وأقل من لغته
حين تجن خيوله
على سهوب الجسد..
****
سلاما على النهار الجديد
حائرا
بين غيمة تظلل شمسه
وبحيرة يعد لها أعشاشه
لتحضن الأغنية..
***
سلاما على بيت
يقيم
ككف الأم
بين الشوق والصنوبر…
ويفتح بابه
لألف أمنية..
**
سلاما على نسائنا
يظفرن للغد شتلاته
من أحلامنا
ويهيئن لنحلاته
أعشابا من خصلاتنا
ويعِدْننا بالعسل..
***
سلاما على الشهداء
والمجد لهم في مغرب الأعالي
وعلى مغرب الأرض السلام…
سلاما عليهم
في ملتقى القلب والذاكرة
في وجع المرحلة..
في مخمل المودات
في سمو الروح
في بكاء أم أرملة..
***
سلاما على السنة الجديدة
تخرج من بين الخوف
والجنائز..
تتعثر في موتاها
وتسقط على القادمين الجدد
سلاما علينا
وسلاما عليها
تتشبث بالصامدين من أبنائها..
لم تدركهم ، بعد المقصلة!
الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 04/01/2021