طاحت سُمْعتي، حلوا الـ «ديستي»!

عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr
وحده المحامي زيان يستطيع أن يرافع دفاعا عن انحلال سمعته بحل جهاز من أجهزة الدولة.
فهذا الشعار، صار شعار «الوزير النقيب الزعيم السياسي» محمد زيان في المرحلة الراهنة.
فقد انحلت أبواب السعادة للنقيب محمد زيان انحلالا أظهره مفتوحا على مصراعيه (…… )، عاريا إلى جانب «ماسِحتِه» في شقة فاخرة، فلم يجد ما يستر به عورته سوى أنه دعا إلى « حل» الديستي.
انحل سروال النقيب إذن، فطالب بِحلِّ المديرية المكلفة بحماية التراب الوطني!
ومن يقرأ هذا الخبر ، يكاد لا يصدقه !
فقد اغتنم المحامي سلف ( أو اهْتَبَل أفضل)، مناسبة تجمع له بجهة فاس، ودعا إلى حل جهاز الديستي، لأنه لم يعد يصلح لشيء، (كذا!).
ومع ذلك،
لنا أن نتساءل:
لماذا طالب الزيان بـ «الحلان»؟
هل جهاز المخابرات الداخلية لم يقم بمهامه، كما قال زيان؟
طيِّب ، ما هي هذه المهمة التي لم تنجزها الـ «ديستي» وأخلَّت بها، مما يستوجب حلها؟
هل عجزت عن حماية التراب الوطني؟
أبدا..
إن اسمها يدل عليها ..وحافظت عليه بالشرف والمهنية!
هل تسارعت العمليات الإرهابية فو ق التراب الوطني، إذن؟
إطلاقاً. بل إن تفكيك الخلايا المتنامية يُبيّن يقظة الجهاز وقدرته العالية…،
وأن عناصره لا تقضي لياليها في الشقق الفاخرة بحثا عن اللذة، بل تبيت سَهْرانة بحثا عن الإرهابيين، والمخربين والقتلة.
ومديرها يوشح في كل عواصم العالم الكبرى لما ينقذه من أرواح في الدول كلها وليس هنا فقط..
هل نجح المهربون في تغطية شاملة للسوق المغربية بالقرقوبي والكوكايين والحشيش، قادمين إلينا من كل حدود الجوار، وحتى من الجوار البعيد؟
نهائيا!
الواضح أن طلب التعاون الدولي، مع المغرب ضد الجريمة المنظمة والتهريب، عرف تطورا ملحوظا لا يُضاهى.
يكفي أن نسأل الإسبان والفرنسيين، ونسأل دول جوار الشمال كلها.
يكفي أن المغرب صار ندا للند مع دول كبرى في منتدى محاربة الجريمة المنظمة عبر القارات..
هل دخلت كوماندوهات الانفصال وانزرعت في كل حي، وفي كل قرية ترعب الناس وتروع الأطفال والشيوخ؟
مُطْلقا!
إذن، ما الذي يدفع وزيرا نقيبا ومحاميا زعيما سياسيا إلى أن يعقد ندوة من أصابع اليد ويرفع صوته، لكي تُحل الديستي؟
فأمريكا، التي عرفت انهيار البرجين، ومقتل أزيد من 3000 مدني، وفُتحت فيها أبواب جهنم، لم تقم فيها أي جهة، بالأحرى أي فرد إلى الدعوة لحل أجهزتها الأمنية، من قبيل الـ»سي.إي. إي« أو الـ «إن.سي.إي» أو غيرهما.
وفرنسا التي توالت فيها العمليات الإرهابية، منذ خمس سنوات متتالية، أيضا.
فلماذا – يا تُرى – يقوم زيان الخارج من سيناريوهات الجنون الأزرق بهذه الدعوة؟
لقد ضرب العبد الفقير لرحمة ربه الأسداس في الأخماس.
وفكّرتُ وقدّرتُ ثم قدّرتُ وفكّرتُ..
ولم أجد في ما وجدته سوى تزامن مريب وعجيب ، لتصريحاته هاته مع نشر فيديو له يظهر فيه كما ولدته أمه …..وعمره 70 سنة!
وظهر لي أن الاحتمال الوحيد في تقديري..
الوحيد الأوحد، الذي لا ثاني له، هو…… ظهور عَجِيزة زيان واضحة وبارزة في شريط فيديو جاب كل الآفاق!
نعم «عَجيزة» مثل تلك التي كان يتخيلها في مرافعاته الشهيرة..
وعليه، يمكن أن نستنتج من هذا، أن الخطيئة الكبيرة، التي يجب أن تحل لأجلها الديستي، هي انحلال السروال الداخلي للنقيب، وظهور عجيزته….
التي كان على المخابرات أن تتعامل معها تعاملها مع كل الأسرار الوطنية!
عجيزة زيان، يجب أن تعتبر سرا من أسرار الدولة، ويمكن أن يؤدي بنا انفضاح حالها إلى.. تهديد الأمن القومي المغربي، في هذه الظروف الحرجة التي نمر منها؟
لا سيما مع عودة مشكلة الاتفاق النووي بين إيران والغرب إلى واجهة الأحداث!
لقد ظهرت عجيزته عارية،
وعَجَزنا عن سترها،
ولم يعد بالإمكان أن نخبئها، ولا شك أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قد تابعتنا على المباشر، ويمكنها في أي لحظة، أن تتهمنا بأنا كنا نخفي معملا سريا لتخصيب اليورانيوم..مزييااااان!
إن زيان – وهو يربط ظهور الفيديو بضرورة حل الديستي- يريد أن يقول لنا: بما أن هذا الجهاز لم يحمِ عجيزتي، فما جدواه؟
إنه جهاز عاجزعن حماية العجيزة..
العجز من العجيزة
والعجيزة من العجز..
و
ااااه..
حتى اللغة واشتقاقاتها تقول بأن هذا الربط، هو الوحيد الممكن بين دعوته وبين فضيحته.
كان يمكن أن نستفيض في السخرية، ونقول له:
«سِرْ حلْ غير حْريرْتك، عادْ حلْ الديستي».. أو شيء من هذا القبيل، لكن كان علينا أن نخمّن ذلك قبل أن نسخر من نقيب ، سبق لادريس البصري أن استعمله في حروبه على اليساريين والنقابيين والزعماء الحقيقيين.…
زيان، الذي وقف في وجه عشرات المئات من المحامين، ليرسل زعيما نقابيا إلى السجن، يريد أن يكون ثوريا، اليوم!
وزيان الذي عاقبنا به ادريس البصري، لكي يسخر من حقوق الإنسان التي كنا ندافع عنها، يريد أن يجعل من نفسه ضحية ما لحقوق الإنسان…؟!
وفي الواقع، عندما يهاجم زيان جهازا من أجهزة الدولة المغربية، فذلك دليل على أن البلاد بخير
وتسير في الطريق الصحيح..
وأنه فقط شاهد حي على ممارسات ماتت، ولم يمت معها!
زيان، له حزب لم يغضب له ولا لأجله كما غضب المسكين لعجيزته، التي يتهم الآخرين بأنهم عجزوا عن حمايتها، …حماية عرائها.
وهو بذلك، يضع حزبه في مرتبة أقل من عجيزته، حسب تفسيرهذا العبد الفقير لرحمة ربه… ولله العظيم!
سيدخل زيان التاريخ، بأنه كان المحامي الذي أدخل الجنون إلى الدفاع،
وأنه السياسي الأول الذي جعل من حزبه كيانا أقل من عجيزته،
وأنه المغربي الأول والأخير، الذي رفع عجيزته إلى مرتبة المعمل النووي السري!
ويكفيه ذلك فـ…خرا!
الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 30/11/2020