في كرة القدم، يكون الفرح دائريا…مثل الهزيمة!

عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr
لا أنكر أنني أفضل أن أكون بعيدا عن الصواب كلما كانت الهزيمة قريبة منا…فأن نكون على صواب في فهم التعبير عن الغضب، يضاعف الهزيمة.
لهذا، أنا واحد من الذين يشاهدون مقابلات الفريق الوطني بالقلب، ويصفقون بالقلب ويحللون بعبارات القلب، ولهذا نكاد نتعمد أن نفشل دوما في وصف حالتنا، وفي وضع الكلمات المناسبة…حتى لا نجد لغضبنا مبررات منطقية وفلسفية!
نميل كثيرا إلى القول:
السعادة، حقنا الدستوري والفرحة أيضا منصوص عليها في دمنا والكبرياء من ضروريات السيادة العاطفية، وغير ذلك من الكلام الصادق الذي نجد مسؤوليات المسؤولين أمامه ..صغيرة للغايةأو كبيرة أكبر منهم كثيرا.
أكثر من اللازم.
صغيرة: لو أنهم يعرفون ماذا يعني لنا انتصار في إقصائيات كروية ويقدمون استقالتهم بدون أن نحاسبهم ويتقون الله فينا…
وكبيرة للغاية لو أنهم يستطيعون أن يتعلموا من شعب قدرته على الصبر وتحمل الهزائم…
لكنهم لا يجدون في أنفسهم التواضع الوطني اللازم لكي يعتذروا، ولا يجدون في فؤادهم القدرة على فهم شعبهم !
كان لدينا أسباب للفرح المرتقب:
نجوم كبار
ونجوم مضيئة في مساحات الكرة…
لكننا نرى النجوم كثيرة
ولا نرى مجرة للفرح
ولا نرى الأضواء التي تشتعل في قلوبنا…
ونرى أبطالا كثرا ولا نرى انتصارا…
هذه المفارقة في المنتخب الوطني كفيلة وحدها بأن تحول الملاعب الرياضية إلى فضاءات للكتابة والبلاغة والحكمة… وتحول النقد الرياضي إلى …فلسفة !
الذين غضبوا لم يغفروا للمسؤولين استخفافهم بعواطفهم،
لم يغضبوا للهزيمة بحد ذاتها، فهي من مسلمات التنافس الرياضي، بل غضبوا لهذا الاستخفاف الرهيب بالشعور الجماعي للمغاربة والأخطاء التي لم ينتظرها أحد في عز المنافسة… وقد بنوا عاطفتهم الساخطة على ميزان حاد في التعبير: يضعون فرحتهم البسيطة والعفوية والتلقائية
مقابل المبالغ المالية التي تنفق حقا أو باطلا على الكرة، وهم عادة ما ينسون ما ينفقون من أموال عندما تكون الفرحة حاضرة…
كما يفعلون في أعراسهم وأعياد ميلادهم ومواسم الختان!
ويذكرون أقل فلس عندما تكون الهزيمة قاسية: الهزيمة كاشف رهيب للغضب والتبذير.. العاطفي منه والمالي!
وقد لا يمكن أن نقيس الفرح، حجمه وتأثيره ودرجة حماسه ولكن عند الهزيمة تبدو المعادلات واقعية: الإهمال تبذير واللامسؤولية تحقير…
هكذا نحول الفرحة إلى فعل احتجاجي، عندما تغيب،
وفعلا إنسانيا وحقوقيا في الدفاع عن المغرب!
نحن نميل إلى الصمت، الصمت بالنسبة لجيل تربى كيف ما اتفق في حب الفريق، هو آخر طريقة في الفرح بالنسبة … للتعساء!
الماهر زين الدين زيدان قال ذات تعليق إن المهارات الفردية ليست هي أهم شيء، بل إننا ننهزم أو ننتصر كفريق»!
وكانت الأشياء واضحة بهذا الوضوح الشامل، حتى جاء المسؤولون وعقدوها وأجبرونا على الفلسفة في فهم لعبة بسيطة، وكانت بسيطة حتى عقدها أناس لا يقدمون أي دفاع ولا هجوم ولا خطة لإقناعنا بأننا على خطأ…
بالرغم من عفويتها، فإن كل فرحة لها قانونها، وهذا القانون من ينتهكه عليه أن يتحمل انتكاسته…
سيعول المسؤولون على التعود
والعادة
والنسيان…
وسيذكرهم شعب الكرويين في البلاد، بأنهم أساؤوا إلينا
وأن عليهم أن يتحلوا بقليل من الروح الرياضية للانسحاب بدون أن ندعو إلى تفعيل قانون المحاسبة والمسؤولية…
إلهي
لقد أنطقتني الفرحة لمَّا غابت
وأنْطقتني الهزيمة لما حلت…
يتداولان قلبي
وقلبي ليس له نية في أن يتفلسف على كرسي الاحتياط!
الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 02/02/2022