قناة «كواطرو» الإسبانية والتقرقيب الإعلامي…!

عبد الحميد جماهري

في التقديم الذي حبكته TV CUATRO، الاسبانية عمن أسمته إسكوبار المغرب، ما يشهد أن خيال الصحافي
كان أوسع من كوكب تصنعه المخدرات،بل كان رسم حياة ودَّ البارون المصوَّر لو أنها بالفعل حقيقية
وتمنى لو أنه يسكن الروبورتاج عوض الحياة الواقعية
لقد تبين بالفعل أن الروبورتاج
أكبرمن سيناريو، يجود به التخييل المجنح…
فالرجل في تعريف القناة، لا يكشف عن اسمه،
تماما كما يليق بعفريت يسكن المخيلة..
ومن الصعب للغاية الوصول إليه
وهي صفة من صفات الجن،
في أزليات المدن النحاسية الشهيرة،
كما يليق بدونكيشوطية فارعةِ الاستشباح
لا تحد رغباتها أية أسلاك
أو بحار..
يوحي التقديم أيضا عن الرجل الذي بلا اسم
ولا صفات أننا «في المغرب نعتبره مثل ملك،
En Marruecos es considerado como un rey
وهو
تهويم خيالي يروم التباس الحالات،
والإحالات..
من هو الرجل المسكين، وكيف تم استدراجه (أو استدراحه) لكي يكون دونكيشوطيا في خدعة صحافية؟
“البارون” المزعوم، حارس عرضي في مرآب للسيارات، أوعز إليه الطاقم الصحفي الإسباني، و»أوهمه بأن الأمر يتعلق بتصوير فيلم سينمائي يتناول حياة مهرب للمخدرات، وذلك مقابل مبلغ مالي قدره 2000 درهم»، كما يتضح من بيان لمديرية الأمن ..
لقد قيل عنه إنه قادر على أن يتحدى كل القوانين من أجل أن يوزع مخدراته على كل البلاد
وفي كل البلاد..
كما لو كان بريدا مرخصا به غير قابل للمنافسة
يحتكر، باسم انتهاك القانون كل مساحات القانون!
يعيش في طنجة ويربح شهريا 180 ألف يورو
أي مليونا وثمانمئة ألف درهم في الشهر
وبالسنتيم 180 شهريا
قادر على صناعة مخدره «القرقوبي»
باستعمال مهدئات قادمة من اسبانيا..
ويكتمل الفيلم ، عندما لا تقدم اسبانيا سوى مهدئات يحولها الدكتور المجنون إلى مخدرات قوية تدر أرباحا طائلة..
لم ينكر المغرب أن بلاده تتعرض لوابل من التخدير، العابر للقارات
ولا ينكر أنه، كبلاد في ملتقى القارات
والتيارات العاملة في الجريمة المنظمة
ومعبر للهجرات المتعددة الأطراف
فارغ من التجارة التي تجتاح العالم..
المغرب في هذا جزء لا جزيرة، والتهويل المقصود، والذي وصل إلى أن أصبح حجة ديبلوماسية للجيران في حرب وزير خارجيتهم للدفاع عن نظام ينهار،
هو الذي يجب البحث في معانيه السياسية
والعدائية..
والواضح أن الذي حدث من مدة، هو تلاقي إرادات
واحدة شمالية أوروبية
وأخرى مشرقية عربية في أن يقدم المغرب، كما لو كان حيا لاتينيا في الصين عند حرب الأفيون
مجرد متجر واسع، لا يستهوي الناس فيه سوى بخار التغييم
والغيبوبة اللزجة المتعمدة
مقابل أموال طائلة !
للذي حدث علاقة مع ما كان يجري في أروقة الأمم المتحدة ولا شك..
ففي نفس يوم الثلاثاء، كان المجمع الأممي يبحث في قيادة الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات
وفي نفس يوم البث التلفزي الفضيحة، أعيد انتخاب مرشح المغرب جلال توفيق، لولاية ثانية، كعضو في الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات، في إطار الدورة التنظيمية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة.
المغربي جلال توفيق، كان مرشحا إلى جانب 17 مرشحا آخر، من أجل شغل المقاعد الخمسة الشاغرة داخل تلك الهيئة، وقد حصل خلال الجولة الأولى من التصويت على نتيجة جد مشرفة ب32 صوتا من 54 ناخبا من أعضاء المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة!
ليس في العملية أي صدفة حشيش
بل هي إرادة في «تقرقيب» متعمد ومع سبق الإصرار والترصد لحارس، تم تلفيفه في شريط سيء النية، ومخدوم بعقلية المافيات المفلسة..
الآن يقيم دونكيشوط القناة في الزنزانة
وقد يسعفه، هو الضحية خيال المحتالين الإعلاميين في البحث عن طاحونة ليحاربها
ولكن الذي سيظل عارا،هو أن تلفق قناة يقال بأنها قوية الحضور في الفضاء البصري الاسباني الخاص، حكاية إنسان
وتنتحل رجلا بحذافيره
فقط لكي .. تكذب!

الكاتب : عبد الحميد جماهري - بتاريخ : 09/05/2019