كما يليق بمحارب شجاع، متَّ بضربة العدو!.

عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr

كما يليق بمحارب نبيل، شجاع ،شهم وثري القلب
متَّ بضربة من العدو الذي حاربته.
في الساحة..
وسقطت صريع الشهادة
وصريع المحبة..
كان العدو يحيط بك من كل جانب،
وكانت ترده عن كل هواء نظيف، كلل من طرق بابك.
كنت تحضن المرضى، كمحارب يعرف عدوه، وكان هو ككل الطاعنين في السرية، يتسلل إلى صدرك
يتسلل إليك
لأنه

يعرف بأن جسدك

متراسك

في هذه الحرب ، فكنت أنت
مخدعه السري، ولولا ذلك، لما تركته وراءك…
تقول البلاغة أحيانا ما يدهش القلب فيك:
ولو مرة تأففت
ولو مرة هاتفناك لخدمة هذا أو ذاك وتعللت بطارئ أو براحة
ولو مرة، نذكرك غاضبا من طلباتنا: كنا نتعب من الطلب ولا تتعب من الرد: آمر ، استاذي
آمر أخي..

الحزن يا صديقي ، ليس ثرثارا، أما العاطفة، فغير ذلك، تريد أن تستهلك كل اللغة دفعة واحدة: في زفرة، في نشيج، أو في بكاء مرير تحلق منه عصافير الرثاء.
الحزن يا صديقي، يكاد يدلنا لنكفر بالحياة، بعد هذه الطعنة الغادرة..
لولا أننا نرثها عنك، بعد فقدانك
لولا أنك ما فتئت توصينا بأن نحياها بنبل وأناة ومتعة وأنفة ، وحتى بغضب يبتعد بنا ،غير قليل، عن الرفقة.

أحبك
نحبك
يحبك
تحبك
يحبانك
يحبونك
يحببنك
ونحن، سنصرف هذا الحب إلى المضارع الدائم،
بالرغم من رحيلك…
كم وضعنا لك من مخطط: سنقود بك المعركة هنا
أو ربما هناك
ستكون معنا في هذا الخندق
أو ربما في الستار الدفاعي في الضفة الأخرى،
كنا نضع الخطط لكي نتدلل على الآخرين: عثمان منا،
عثمان هنا،
في صفنا.
كانت الأقدار تبرمج خططها، ،كما يريد لها ربها.
لم نستفت فيك أحدا
لم نستفت فيك القلب، هو اختارك بدون أن يستفتينا.دون أن يسأل، كما يكون أمر كل الذين أسعفتنا الحياة بنبلهم..

ليس الطبيب فقط، ولا الرياضي، ولا المثقف ولا حافظ الاغاني فيك، كمنت متعدد الموهبة في خلق المحبات..
لهذا ،يحتاج الحزن ، حزننا نايا، ويحتاج ملعبا لكرة القدم، ويحتاج قاعة للعمليات، ويحتاج مدرجا للدراسة، لكي يعثر على كل مساحات الفقدان فيك..
كم مساء هيأنا لك
لكي ننتظرك !
فهل سنفتقدك كل يوم يا عثمان؟
كم مساء هيأنا لك، هناك حيث لقاؤنا اليومي، في انتظارك ،
لكي نتذوق طعم الحياة معك..؟
لهذا لن نكفر بالحياة التي لم تصارع معك وتركتك وحدك..
لهذا أيضا ستعيش هنا دوما، هنا في القلب الذي ينعيك..!

الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 24/11/2020