لأنهم ساندوا المغرب!

عبد الحميد جماهري

عُصاب الجزائر المسلح يريد من الفلسطينيين أن يقلدوا البوليزاريو، وإلا…!!!!

قلنا انتظروا..
سيغضب الجنرال الجزائري ويخرج عن طوره…
سيُجنُّ…
سيهذي كما لم يهذ من قبل، وسيلعن الساسة والسياسيين والخليج والروس والأمريكيين والعرب والأفارقة والساسانيين واللاتينيين وسكان الأرض والفايسبوك والواتساب والتويتر أجمعين، وسيسب كل من رآه مع المغرب ولو من بعيد!
سيسب كل ما له علاقة بالمغرب:
المغرب أولا
والأرض
وإفريقيا
والأمة
والقضية العادلة الحقيقية..
وكان ذلك حقا، أسرع مما توقعنا..
لم تعد القضية الفلسطينية مرجعا في التفكير المشوش للقيادة الجزائرية، صنوا للقضية الصحراوية العادلة!
وصار الفلسطينيون متهمون، بأنهم مثل…. المغرب!
شرف متبادل…
شرف نحتضنه، كما يحضنونه.
لقد انطلقت النيران «الصديقة» الجزائرية ضد الفلسطينيين، وصار اتهامهم هو الموضوع المفضل في موائد الصحافة التي تشتغل عند الجنرالات.
صاروا الهدف المفضل هذان اليومان، لأنهم في نظر العسكر الجزائرى كذبوا المواقف التي أطلقتها أبواقه وإذاعاتهم وأوراقهم وحسابات مخابراتهم، والتي تعلن بدلا منهم اصطفافهم إلى جانب الانفصاليين، أولئك الذين لا تتورع قيادات العصاب العسكري، في تسميتهم بأشقاء الفلسطينيين في القضية العادلة..غضب الحاكم العسكري الجزائري، ووجد الصحافة التي تعبر عن غضبه.
لم تمضغ السلطات الجزائرية كلماتها وهي تسب وتقذف السلطة الفلسطينية، ومن لا يسايرها من الفلسطينيين..
وكتبت الشروق، مثلا «أن الجزائر منزعجة كثيرا من تلاعب بعض الفلسطينيين ومناوراتهم غير المقبولة، بل اعتبرت أن خطابهم المزدوج صار مصدر غضب للمؤسسات الرسمية الجزائرية، مستغربة تحيّز سلطة رام الله بطرق احتيالية لصالح المغرب في نزاعه مع الصحراويين…».
الجنرال لا يسمح للشعب الفلسطيني بأن يكون هو الشعب المتحرر من الضغط، واعتبر بأن ضغوطه عليه و كل ما تقوم به العساكر، على الفلسطينيين فوق أراضيها، هو الأسلوب السياسي الوحيد المسموح لهم به!
يا سلام، من يشبه الاحتلال في التعامل مع الفلسطينيين ومن اختاروه لقيادة معركة تحريرهم، باسم فتح، باسم عرفات، باسم أبو جهاد؟
آآآآه
ما زلنا نذكر في المغرب، كيف أنكم ورطتموهم، وهم الخارجون وقتها من جحيم بيروت، ومن تراجيديا صبرا وشاتيلا..
ومع ذلك ضغطت عليهم وفرضت على مجلسهم الوطني في الجزائر استقبال الانفصاليين، وقتها رفض مستشار الملك وانسحب المغرب وغضب الحسن الثاني، عن حق، …وسرعان ما عاد إلى التعاون مع الفلسطينيين بدون شرط، سوى أن يظلوا بعيدا عن الشارع السياسي العربي، الذي تهتز أرصفته بالجزمات العسكرية، والابتزاز…
ونعرف أن كل قيادي فلسطيني تبتزونه، بالرغم من دقة القضية، لكي يشبه الانفصاليين في الصحراء..
وعندما يرفضون تتعرى شعاراتكم..
عندما ينساق أحد ما لضغوط الإقامة في الجزائر أو الإغراء، وتوضح قيادته موقفها الثابت والدائم، تشعلون الحريق في القضية، ويعود الانفصال الصحراوي هو الأصل والقضية الفلسطينية هي النسخة التي يجب أن تشبهه!
والجزائر تقول بلا خجل إن هذا: «يسيء إلى جوهر القضية الفلسطينية، باعتباره مناقضا لمبدأ تقرير المصير الذي تكافح “منظمة التحرير” وفصائل المقاومة من أجله»..
يا سلام ..
ليس للغرور والعصاب المسلح حدود حقا!
تحدثت الشروق على لسان مسؤول كبير في الدولة الجزائرية وقال لها «إنّ السلطة الفلسطينية تمارس لعبة تبادل الأدوار المكشوفة من خلال تصريحات دبلوماسييها المنحازة ضد قضية عادلة مثلها مثل المسألة الفلسطينية، ثم يتم التدخل من أعلى بالتراجع والنفي، »..
ويمُنُّ المصدر، وهو صوت الدولة الأجش والخشن، من وراء ضباب الهلع، على الفلسطينيين ما يقدمه من دعم ويذكر الثوار الحقيقيين بأن بلاده « هي الدولة العربية الوحيدة التي تدفع 52 مليون دولار، مع مطلع رأس كل سنة دون تأخر، لدعم السلطة الفلسطينية، بينما تساير الرباط الأنظمة الخليجية في الهرولة نحو التطبيع ومحاصرة الفلسطينيين»…
ياسلام، مكرر!
إذا كنتم تكذبون على العالم وهو يرى، هل تعتقدون بأنكم ستغيرون الفلسطينيين حقا بالكلام الأهوج هذا؟..
وقد ذهب الهذيان حدا لا يطاق، حيث صارت السلطة الفلسطينية، في الصحافة الجزائرية «عارا»! أو تمارس العار.. السلطة الفلسطينية تطارد المقاومين، وتبلغ عنهم، للاحتلال، بل « قدمت الأجهزة الأمنية الفلسطينية قائمة إلى الاحتلال بأسماء مقاومين من “شهداء الأقصى” عجزت عن اعتقالهم بسبب شعبيتهم الكبيرة وانتهى بهم المطاف إلى اغتيالهم على يد قوات الاحتلال.»
والخلاصة أن السلطة تقوم بـ«عمل خياني« .
السلطة خائنة..
فقط لأنها أعادت على مسامع العالم موقفها الدائم بعدم الزج بقضيتها في صراعات تريدها الجزائر نارا تشعل المنطقة..
هذا الانحطاط الأخلاقي الشامل، والتهديد بالتسلط ووقف الالتزامات التي يقدمها الجزائريون من أموالهم وضرائبهم ومن تعاطفهم، لم تبلغه أية دولة في العالم إزاء القضية…
هذا الانحطاط دليل سقوط مدو في الهلع… والشيزوفرينيا..والوسواس.
لنا بالفعل أن نتوجس من قادة هذا هو عمق تفكيرهم السطحي في قضايا متشعبة….

الكاتب : عبد الحميد جماهري - بتاريخ : 21/11/2020