لا تجعلوا الحدود حائط مبكى… انسوها واصنعوا قدركم!

عبد الحميد جماهري


لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نطلب‭ ‬من‭ ‬المغرب‭ ‬أن‭ ‬يظل‭
‬إلى‭ ‬الأبد‭ ‬عاقلا‭ ‬لفائدة‭ ‬اثنين‭ ‬‮:‬‭ ‬هو‭ ‬والجزائر‭ ‬معا‮!

 

 

لا يمكن أن نطلب من المغرب أن يظل إلى الأبد عاقلا لفائدة اثنين:
هو والجزائر معا!
عن (العروي)

 

طويلا، انتظرت وجدة وشرقها هطول المطر، ورفعت عيون الضراعة إلى السماء تنتظر عبور السحاب، وجدة في يونيو 2024، تريد، وعليها ذلك وجوبا، أن تنسى شرطها الجغرافي، وطقسها الذي يربطها خلقيا، بالحدود، وتصنع الأمل لنفسها.
في أقل من أسبوع، كان لي الحظ في مسح طوبوغرافية الشرق، كما عشتها في تقلبات العمر والسياسة، وكما دار الحديث حولها عنها، من السعيدية إلى دبدو، ومن وجدة إلى أحفير، ومن الناظور إلى تاوريرت، ومن فجيج إلى بني درار، كان المشهد نفسه، حيث يتوزع الناس بين حديث عن أضحية العيد، وعن مصير مولودية وجدة:موضوع حارق في زمن الاستعداد للمونديال القادم. وفي زمن تدور وقائع حروب رهيبة من أجل البقاء في المنافسة…
وفي هذا تتناهى إلى الجلسات في المقاهي، والفنادق والمنازل، وقائع ما يجري في فجيج حول تمرد الماء. وما ينتجه الناظور من مستقبل لصناعة مخرج متوسطي للمنطقة نحو المستقبل. وما غرسته بركان من ليمون الأنفة .. هي ذي الجهة الشرقية عرضة لكل التخرصات.
كانت لي مناسبات عديدة، في تكثيف زمني وسياسي لا يحدث دوما: حضور ندوة حول القيم الصحافية الرياضية في صناعة أسوار الوطنية والدفاع عنها، لقاء مع نجوم مرحلة من المجد الكروي والإنساني، حضور الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التاسع للاتحاد الاشتراكي في وجدة انكاد والمشاركة فيه. تقديم كتاب السي محمد برادة الوجدي الخالد، عن «الإرادة والشغف» في بناء تجربة سياسية إعلامية وإنسانية فريدة .. ثم لقاءات بين الأهل والأصدقاء والرفاق ….
وتحدث المصادفات، وتتوالى مثل مترادفات قدرية في قاموس المرحلة،… وما بين الكتاب الذي كنت أقرأه لعبد لله العروي حول الشرق في منطق المغرب والشرق في منظور الجيران، وما بين حديث المسؤول الأول في حزب الاتحاد، المعارض الأول في البلاد، والمسؤولين الجهويين في كل القطاعات، ومنها السلطات الترابية، تتصادى الأفكار، لتلتقي في معنى واحد وتحصل به قناعة مشتركة: انسوا الحدود الشرقية، واصنعوا قدركم، من نسيج داخلي ومن مخططات ناجعة وبتفجير الطاقات العالية الذكاء والعطاء في المنطقة..
كتب العروي في «دفاتر الكوفيد» ما يفيد بأن النظام الجزائري يتعامل مع الحدود مع المغرب، تعامل من يريد أن يفرضها بإغلاقها، أمام سعي المغرب إلى عدم الامتثال إلى إرادة الاستعمار ومن ورثه من أنظمة. وبعيدا عن التدبير البعدي لما تركه الاستعمار، وعن عناد العسكر في الخطأ، يستخلص من الكتاب أن العروي ينبه إلى أنه من غير اليسير إقناع العسكريين أن منطق الاقتصاد، مهما قالوا عنه، يمثل أفضل ضمانة للسلام بين الأمم».
لكن النظام القائم على مبدأ الحرب أولا يصعب عليه مسايرة هذا المنطق. ولهذا يُغلق الحدود كشكل من أشكال الحرب ..!
ولا يمكن للمغرب بأن يبني أحلام السلام التنموي على جبهة يعدها الآخرون للحرب!
ونفس المسار اتخذه خطاب زعيم المعارضة، إدريس لشكر، بمناسبة افتتاح المؤتمر التاسع للاتحاد الاشتراكي في إقليم وجدة، حاضنة الروح الشرقية ومدينة الاحتضان المغاربي الكبير.
وبالاحتفاظ على البعد القيمي الإنساني والمغاربي وعدم سب المستقبل كما يقال بالفرنسية، faut pas insulter l’avenir. كانت دعوة الكاتب الأول للاتحاد، تذهب باتجاه تنسيب الحلم في واقعه الراهن، والتفكير بحل من داخل النسيج الوطني، بربط الشرق بمغربه، لا أن يكون «مغربا شرقيا»… بذاته..
(جملة اعتراض لا بد منها: رحم لله أستاذنا وأخانا يحيى بوزغود، الكاتب الإقليمي لحزب الاتحاد في ثمانينيات القرن الماضي، وأستاذ بالمركز التربوي، الذي سبق له أن اجتهد حول تسمية المغرب الشرقي، ودعا إلى الحديث باستمرار. عن شرق المغرب. حتى لا نسقط في تشابه مقيت مع ما كان وقتها يجري في لبنان، بين بيروت الشرقية وبيروت الغربية)!
هذه‭ ‬الدعوة‭ ‬وجدت‭ ‬صداها‭ ‬في‭ ‬حديث‭ ‬مع‭ ‬مسؤولين‭ ‬جهويين‭ ‬أحدهم‭ ‬في‭ ‬السلطات‭ ‬الترابية،‭ ‬وسرني‭ ‬بأن‭ ‬الاتفاق حاصل‭ ‬بين‭ ‬المؤرخ‭ ‬المفكر‭ ‬وبين‭ ‬الزعيم‭ ‬الاشتراكي‭ ‬المعارض‭ ‬وبين‭ ‬المسؤولين‭ ‬الجهويين‮ ‬وكل الذين‮ ‬يعملون‭ ‬على‭ ‬تطويع‭ ‬الواقع‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬احتمال‭ ‬أفضل‭ ‬للرخاء‮!‬
ولعل‭ ‬بعضا‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الرهان‭ ‬الجديد،‭ ‬حاصل‭ ‬بالفعل‭ ‬في‭ ‬أوساط‭ ‬المغاربة‭ ‬في‭ ‬الشرق،‭ ‬بحيث‭ ‬لمسنا‭ ‬حضور‭ ‬التفكير من‭ ‬خلال‭ ‬الحدود،‭ ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬تراجع‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬اعتبارها‭ ‬الحل‭ ‬أو‭ ‬المنفذ‭ ‬إلى‭ ‬المستقبل‮.‬
هناك‭ ‬طرق‭ ‬أخرى‭ ‬يمر‭ ‬منها‭ ‬المستقبل‭ ‬غير‮..‬‭ ‬طريق الحدود‮.‬‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬الشعور‭ ‬العام‭ ‬يجعل‭ ‬منها‭ ‬حائط‭ ‬مبكى‭ ‬بالقرب‭ ‬منه‭ ‬ترفع‭ ‬التضرعات‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬لمنح‭ ‬العقل‭ ‬إلى‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر‭ ‬من‭ ‬الأسلاك والحدود‮.‬
ومن‭ ‬الأشياء‭ ‬التي‭ ‬تعلق‭ ‬بالذهن،‭ ‬بعد‭ ‬الاستماع‭ ‬الواسع‭ ‬لنبض‭ ‬العقل،‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬على‭ ‬القرار‭ ‬المركزي‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬المغربية،‭ ‬وعبرها‭ ‬الأجهزة‭ ‬الساهرة‭ ‬على‭ ‬تنفيذه،‭ ‬من‭ ‬رئاسة‭ ‬حكومة‭ ‬وقطاعات‭ ‬وجهة‮…‬‭ ‬إلخ،‭ ‬أن‭ ‬يعيد‭ ‬التفكير‭ ‬بنسيان‭ ‬الشرق‭ ‬الآخر،‭ ‬ولعل‭ ‬من‭ ‬أجمل‭ ‬العبارات‭ ‬التي‭ ‬سمعتها،‭ ‬كانت‭ ‬عبارة‭ ‬مسؤول‭ ‬ترابي‭ ‬تعني‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬فك‭ ‬الالتباس‭ ‬بين‭ ‬الجهة‭ ‬الشرقية‭ ‬‮….‬والجارة‭ ‬الشرقية‮!‬
وقد‭ ‬فهمت‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬هناك،‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬العقل‭ ‬السياسي‭ ‬المركزي،‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الربط‭ ‬الغامض‭ ‬بين‭ ‬الموقف‭ ‬من‭ ‬الجهة‭ ‬الشرقية‭ ‬والجارة‭ ‬الشرقية‮.‬‭ ‬وهو‭ ‬تنبيه‭ ‬لا‭ ‬يخلو‭ ‬من‭ ‬لطف‭ ‬ولكنه‭ ‬أيضا‭ ‬تنبيه‭ ‬خطير‭ ‬أيضا‮!‬
‭ ‬ولعل‭ ‬ترجمة‭ ‬ذلك‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬ربطها‭ ‬بالاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬وبالاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬أفق‭ ‬يبعدها‭ ‬عن‭ ‬الارتهان‭ ‬إلى‭ ‬حدود‭ ‬كلفت‭ ‬المغرب‭ ‬كثيرا‮.‬
عدت‭ ‬بذاكرتي‭ ‬إلى‭ ‬سنة‭ ‬مضت،‭ ‬عندما‭ ‬حضرت‭ ‬الذكرى‭ ‬العشرين‭ ‬لرسالة‭ ‬الملك‭ ‬وخطابه‭ ‬في‭ ‬18‭ ‬مارس‭ ‬من‭ ‬2003،‭ ‬والذي‭ ‬أطلق‭ ‬فيه‭ ‬الملك‭ ‬مبادرة‭ ‬تنمية‭ ‬جهة‭ ‬الشرق‮.‬‭ ‬وقتها‭ ‬كتبت‭ ‬‮(‬لقد‭ ‬أعلن‭ ‬الملك‭ ‬عن‭ ‬أفق‭ ‬واسع‭ ‬للمنطقة،‭ ‬ولم‭ ‬يكتف‭ ‬بالأحلام‭ ‬المشروعة،‭ ‬ولاشك،‭ ‬بل‭ ‬أطرها‭ ‬برنامج‭ ‬عمل‭ ‬طموح،‭ ‬جعلته‭ ‬المتابعة‭ ‬الدقيقة‭ ‬والمثابرة،‭ ‬قابلا‭ ‬للتنفيذ،‭ ‬لهذا‭ ‬صدقنا‭ ‬دهشة‭ ‬الناس،‭ ‬وكل‭ ‬الذين‭ ‬تكلموا‭ ‬في‭ ‬تخليد‭ ‬الذكرى‭ ‬20،‭ ‬التي‭ ‬دعانا‭ ‬إليها‭ ‬الوالي،‭ ‬معـاد‭ ‬الجامعي‭ ‬مشكورا،‭ ‬هو‭ ‬نفسه‭ ‬اقتسم‭ ‬مع‭ ‬الحضور‭ ‬الدهشة‭ ‬المشوبة‭ ‬بالافتخار،‭ ‬عندما‭ ‬أعاد‭ ‬على‭ ‬مسامع‭ ‬من‭ ‬حضروا‭ ‬تلك‭ ‬الأسئلة‭ ‬الاستنكارية،‭ ‬المبالغة‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان،‭ ‬عن‭ ‬قدرة‭ ‬المنطقة‭ ‬على‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬العتبة‭ ‬العالية‭ ‬التي‭ ‬رفعها‭ ‬الملك‭ ‬‮:‬‭ ‬الطريق‭ ‬السيار‭ ‬من‭ ‬فاس‭ ‬إلى‭ ‬وجدة‭ ‬مرورا‭ ‬بتازة،‭ ‬السكة‭ ‬الحديد‭ ‬من‭ ‬تاوريرت‭ ‬إلى‭ ‬الناظور‭ ‬وميناء‭ ‬الناظور‭ ‬ومنطقته‭ ‬الحرة،‭ ‬كلية‭ ‬الطب‭ ‬والمستشفى‭ ‬الجامعي،‭ ‬الطريق‭ ‬الساحلي‭ ‬السريع‭ ‬الناظور‭ ‬‮-‬‭ ‬وجدة‭ ‬باتجاه‭ ‬فجيج‮…)..‬
‮ ‬ولكي‮ ‬تحقق المبادرة‭ ‬الملكية‭ ‬كل‭ ‬وعودها،‭ ‬ولعل‭ ‬أهمها الآن‭ ‬والأكثر‭ ‬تداولا‭ ‬هو‭ ‬تحرير‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬ارتهانها‭ ‬إلى‭ ‬الحدود،‭ ‬التي‭ ‬تحولت‭ ‬في‭ ‬يد‭ ‬القاصرين‭ ‬عن‭ ‬الوحدة،‭ ‬إلى‭ ‬سلاح‭ ‬سياسي‭ ‬وترابي‭ ‬اعتقدوه‭ ‬سيف‭ ‬دموقليس‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬المغرب‮.‬‭ ‬إن‭ ‬الأهم‭ ‬هو‭ ‬هذه‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التحرر‭ ‬من‭ ‬حدود‭ ‬الشرق،‭ ‬ومن‭ ‬اقتصادياته،‭ ‬والتوجه‭ ‬بكل‭ ‬ثقة‭ ‬نحو‭ ‬ربط‭ ‬المنطقة‭ ‬بالدينامية‭ ‬الوطنية‭ ‬‮ …‬
‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬الربط‭ ‬المنطقي‭ ‬والإجباري‭ ‬بدورة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني،‭ ‬أمام‭ ‬الجهة‭ ‬الشرقية‭ ‬قدر‭ ‬إفريقي،‭ ‬والتوجه‭ ‬نحو‭ ‬جنوب‭ ‬روحها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬سجلناه‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬سابق،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ربطها‭ ‬بالأفق‭ ‬المستقبلي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ميناء‭ ‬الناظور‭ ‬الذي‭ ‬ينتظر‭ ‬أن‭ ‬تتحرك‭ ‬أمواجه‭ ‬لرفع‭ ‬التحدي‮ …‬
وهو‭ ‬ما‭ ‬سجلناه‭ ‬في‭ ‬مناسبة‭ ‬الذكرى‭ ‬العشرين‭ ‬لخطاب‭ ‬الملك‭ ‬حيث‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬قبل‭ ‬خطاب‭ ‬20‭ ‬مارس2003،‭ ‬كان‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬قد‭ ‬ربط‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬خطاب‭ ‬للعرش‭ ‬في‭ ‬يوليوز‭ ‬2000،‭ ‬بين‭ ‬مصير‭ ‬المنطقة‭ ‬الشرقية‭ ‬والمنطقة‭ ‬الشمالية،‭ ‬وهو‭ ‬ربط‭ ‬يقوي‭ ‬تحررها‭ ‬من‭ ‬اقتصاد‭ ‬الحدود‭ ‬ويزيد‭ ‬من‭ ‬تموقعها‭ ‬العمودي‭ ‬ضمن‭ ‬توجه‭ ‬المغرب‭ ‬نحو‭ ‬إسبانيا‭ ‬شمالا‭ ‬وإفريقيا‭ ‬جنوبا‭ ‬‮«.‬
تملك‭ ‬المنطقة‭ ‬الشرقية‭ ‬مؤهلات‭ ‬لانطلاق‭ ‬اقتصاد‭ ‬منتج‭ ‬للشغل‭ ‬والثروة،‭ ‬وقد‭ ‬بدأت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الملامح،‭ ‬على‭ ‬قلتها‭ ‬وندرتها،‭ ‬في‭ ‬زرع‭ ‬الأمل‮.‬
‭ ‬ولعل‭ ‬الصلاة‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬صباح‭ ‬مساء‭ ‬هي‭ ‬صلاة‭ ‬الاستِئْمال‮(‬‭ ‬لاستدرار‭ ‬الأمل‭ ‬‮)‬،‭ ‬بعد‭ ‬العمل‮.‬
هناك‭ ‬كل‭ ‬أسباب‭ ‬اليأس،‭ ‬من‭ ‬جفاف‭ ‬وانقطاع‭ ‬دورة‭ ‬التنقل‭ ‬وضعف‭ ‬الاستثمار المنتج‮ ‬،‭ ‬هبوط‭ ‬منسوب‭ ‬النشاط‭ ‬الرياضي‭ ‬والثقافي‭ ‬وصعوبة‭ ‬تأهيل‭ ‬التاريخ‭ ‬ليكون‭ ‬له‭ ‬موقع‭ ‬في‭ ‬تغيير‭ ‬الحاضر‭ ‬وصناعة‭ ‬أفق‭ ‬للمستقبل‮..‬‭ ‬وكل‭ ‬ذلك لا‮ ‬يمنع‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬تفكير‭ ‬وعمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬انطلاقة‭ ‬جديدة‮.‬
وهو‭ ‬ما‭ ‬يطرح‭ ‬علينا‭ ‬دور‭ ‬النخبة‭ ‬الجهوية،‭ ‬والمنتخبة‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‮:‬‭ ‬أي‭ ‬قدر‭ ‬صنعتم‭ ‬للجهة‭ ‬بمن‭ ‬وصلوا‭ ‬إلى‭ ‬القرار‭ ‬المؤسساتي‭ ‬فيها؟‮ ‬
هي‭ ‬نخبة‭ ‬لا‭ ‬وجدان‭ ‬لها‭ ‬ولا‭ ‬رؤية‭ ‬ولا‭ ‬ضمير،‭ ‬غرقت‭ ‬في‭ ‬الفساد‭ ‬المالي‭ ‬حتى‭ ‬المخدرات‭ ‬منه،‭ ‬وفُرضت‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬عز‭ ‬التغيرات‭ ‬الوطنية‭ ‬الكبرى‭ ‬وعزَلَتها‭ ‬في‭ ‬مستنقع‭ ‬رهيب‭ ‬من‭ ‬التردد‭ ‬واليأس‮..‬‭ ‬

الكاتب : عبد الحميد جماهري - بتاريخ : 06/06/2024