لسان الوزير نصف، ونصف…

عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr
ليس للناطق الرسمي للحكومة سوى لسانه.
لهذا عندما يصاب بزلة لسان، يجب أن نعيد النظر في المهمة،
لا في اللسان، هل هو عربي أم أعجمي..يقولون إنه يقول بأن «الطريقة التي اختارتها الحكومة في الدخول المدرسي هي الأكثر ضررا»..
وهو ينفي من وراء حجاب..
فيديو الشهرة في دخول الحكومة اختار الطريقة «الأكثر أضرارا والحمد لله» إضافة إلى «العواقب الوخيمة«، لكنه ينفي ذلك..
ولهذا سأتحدث عن ناطق رسمي في حكومة ما..
وأي تشابه في الأسماء هو محض صدفة..
وقبل ذلك وبعده لا علاقة لما سيلي بما سبقه من »المتفوجين والمتفوجات«، أنعم لله عليهم وعليهن…
هي زلة لسان.. ما!
هي تعطيل وظيفة الناطق الرسمي..
ولعلها أصدق من يمثل شعر زهير بن أبي سلمى..
»لسان الوزير نصف
ونصف فؤاده
فلم يبق إلا صورة اللحم والدم«..
إذا كان اللسان ليس معنا
فهل الفؤاد، النصف الآخر للوزير، تُراه معنا؟
هل يشعر معنا بالأزمة وبالحل
وهل يفكر فينا قبل أن ينطق بنا إذا هو أصابنا؟
سؤال مشروع
لا بقوة المنطق،
بل بقوة اللاشعور أيضا:
زلة اللسان في علم النفس التحليلي
وفي علم اللغة إشارات عن خزينة الفؤاد..
بالنسبة للناطق الرسمي، يجب القول بأن اللسان ليس هو أسلم عضو فيه!
ولا هو الأكثر ضمانة لأداء المهمة
والتفسير اللغوي قد يليق بوزير اللغات والمواد التعليمية، لو كان قد اعترف بأنه الفاعل!
ونترك التفسير النفسي للطبيب النفسي،
فزلة اللسان تفيد
الفلتة
التعثر
الانزلاق
السقطة..
الوزير سيفهم لماذا سنستعين بالعالم اللساني رودولف ميرانجر:
إذ لابأس من بعض »الفهامة، أليس كذلك:هذا الرجل قال بأن »الزلة تحدث لأنها ميكانيزم -حتى هادي كلمة كبيرة شويا- يختل…
وهو يقصد ميكانيزم إنتاج اللغة، وهو يتضمن المفهمة ، ثم الصياغة ثم النطق….
المفهوم الأول، هو إعطاء مفاهيم، للكلمات ووضع صلات بينها.
وتحصل الزلة على المستويين الثاني والثالث: عند الصياغة والنطق: وعليه فالوزير عندما يرتكب زلة لسان فهو في الغالب لم يحترم التوالي الخطي للنطق..
بمعنى آخر: فمه ولسانه لا يعبران عن الأفكار التي يفكر فيها..
لأن العقل، في لحظة ما يقرر عدم احترام الفقرة الأصلية..
والأصل في الزلات هو تعويض حرف علة بحرف علة آخر…
ضرورة تصبح ضرارة
قرارات أكثر ضرورية
هي قرارات أكثر ضرارية
ويحصل أن تكون الزلة نتيجة للعدوى
ااااه العدوى اللغوية.
وفيها يحدث مثلا : أن يزل لسان رئيس الحكومة،
ثم تنتقل العدوى إلى لسان الناطق باسمها
أي باسمه نوعا ما..
أو كأن تلتقي كلمتان: فعلان او اسمان أو حرفان في ذهن الناطق
رسميا كان أو غير رسمي..
ولا ينطق سوى بواحدة منهما وعادة ما تكون الكلمة التي لا يود قولها
-هذا تضامن مني مع الوزير أليس كذلك ؟-
أو يكون حدثا غريبا : كلمتان تلتقيان فتُنْجبان كلمة ثالثةً لا معنى لها..
وهذا يحدث في الواقع في القرارات كلها.
(ولا باس ايييلا جاتنا غييييير في التعبير…).
»أراك دابا للتحليل النفسي«
وأعتقد بأن رئيس الحكومة هو الذي يجب أن يقاس عليه..
فهو نفسه عبر عن سعادته وحمده لله تعالى بأن »الإصابات كثيرة«..
وكان ذلك أمام البرلمان،حتى التصحيح لم يسمعه من البرلمانيين..
الفيديو يجوب الشوارع والهواتف والجلسات الخاصة ..
ويجوب الآفاق..
وماذا يقول الفيديو ؟
وماذا يقول فرويد في هذه النازلة؟
إنها الفلتة أو الزلة، وهي تعبر عما يجول في خاطر صاحبها،
وما هو محط رغبته العميقة والقوية.. بيد أنه لا يريد أن يقتسمه مع المستمعين إليه أو نواب أمته، وقد يكون تعبيرا عن طابع مناهض لما يروج..
كأن نقول بأن الوضع جيد ونحن نعتقد في قرارة أنفسنا بأنه مثير للقلق..
أو نتيجة نوايا غير معلنة
إنه اللاشعور الذي لا تجدي فيها الإجراءات الاحترازية ولا توقفه كمامة..
لكن مع ذلك هناك لكن:
قد يكون التعب
أو يكون الإجهاد
او يكون غيرهما من وراء وقوع الزلات
والحكومة في ما يبدو متعبة
ومجهدة
ولا تفكر في… راحة..؟..
وكم تعبت الألسن في هذه الكورونا، وقانا لله وإياكم منها……
الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 15/09/2020