«لوموند» .. فرنسا والمغرب، الزمن يلعب لصالح المغرب
عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr
ختمت يومية «لوموند» سلسلة مقالاتها (ثلاث مقالات ) عن المغرب، في سياق محاولات تسليط الضوء على الجفاء أو الأزمة المعلنة بين الرباط وباريس.
وبغض النظر عن مقومات بناء المقالات الثلاث، وطريقة تطريزها بالعديد من المواقف الجاهزة والأحكام المسبقة، التي تحمل المغرب والمغاربة بعضا من أسباب الخلاف، فإن الفقرة الختامية ( القفلة بلغة أهل الملحون ) تبعث على الاهتمام وتنبه بتغير في مقارباتها التي سادت إبان الزلزال والتي تحاملت فيها على المغرب تحاملا لامهنيا ولا أخلاقيا…
قالت «لوموند» إن»سوء الفهم قائم بشكل ظاهر، ولعل خليفة ماكرون سيكون عليه دفع ثمن ذلك حسب تصريح قنصل سابق..وفي الوقت الذي يقوي فيه المغرب موقعه في المنطقة، ويكون على فرنسا أن تغادر العديد من دول الساحل، فإن الزمن الطويل يلعب لفائدة الملكية المغربية».
وهذه هنا خلاصة مقالات طويلة تناولت كل مجالات علاقة التوتر والجفاء بين المملكة والجمهورية الفرنسية، خلاصة تكشف الموقع الجيواستراتيجي لكل بلاد وتكثف معناه في سياق العالم المعاصر، كما أنها خلاصة تفيد واقعا يعمل لصالح الملكية على حساب الجمهورية.
أولا، يتضح من خلاصة «لوموند» أن فرنسا ما بعد ماكرون ستدفع ثمن أخطاء ماكرون نفسه، بحيث أن خليفة ماكرون سيدفع الثمن، وهو ما يعني بأن الجمهورية الخامسة ستحصد ما جناه ماكرون، وتكون مجبرة على تقديم الحساب وفاتورته…
ثانيا، القفل أو النواة في شبكة قراءة الوضع على ضوء التجافي المغربي الفرنسي هو الموقع الذي يعود لكل دولة على حدة، حيث أن
المغرب يقوي موقعه في المنطقة،( إفريقيا أساسا كما نفهم ) في حين أن فرنسا تتراجع القهقرى وتغادر دول الساحل، وبالتالي تفقد مواقع قدم كانت لها منذ نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين .
ثالثا، الزمن لا يلعب لفائدة فرنسا بل الزمن يلعب لفائدة الملكية في المغرب.
وكذلك كان الأمر عليه في فترات الاستعمار أو في زمن الأزمات السابقة .
هناك من جهة تضامن كبير بين القمة والقاعدة، أي بين مكونات الدولة، من ملكية وشعب، في مواجهة محاولة الهيمنة الفرنسية، وقد وعت فرنسا الاستعمارية ذلك على حساب مصالحها، وها هي تدبر زمنا ليس في صالحها مع رئيس سيخلف وراءه فاتورة جيوسياسية باهظة وعليها أن تفكر فيها من الآن.. وليس بعد أن يرحل ماكرون.
اللغة الجديدة في يومية «لوموند» تزامنت مع حادثين :
أولهما، زيارة الوفد العامل في السفارة الفرنسية بالرباط، إلى العيون، حاضرة الصحراء، لأول مرة، حسب اعتقادي، في تاريخ تواجد التمثيلية في المغرب، وثانيهما الزيارة التي مثل فيها الوزير لوديي المغرب في احتفالات فرنسية بمناسبة تاريخ مشترك في المقاومة،
هل ستفعلها فرنسا، والمناسبة شرط، حيث مجلس الأمن يناقش القضية الوطنية مجددا ؟
ننتظر وسنرى…
الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 07/10/2023