ليت «أبا جهل» كان رئيس تحرير، بل رئيس دولة الجزائر!

عبد الحميد جماهري
هي أمنية
هي أمنية الاستجارة برجالات الجاهلية وقساة قريش
كي يعودوا، وكي يتحملوا مسؤولية الأخلاق في دولة العسكر الوسخة…
دولة ليس لها من مقومات الدولة سوى نزعة الشر الميكيافيللي، الذي يجعل الغاية الحيوانية تبرر الوسيلة الشيطانية…
فقد كتبت جريدة «الجزائر 1»، بعنوان على الصفحة الأولى في عددها ليوم 7 يونيو الجاري «أن إسرائيل تفرض جهاد نكاح في المغرب».
ولم تكتف بهذا الانحطاط، بل زادت عليه أن دور «فرج المغربيات» سيكون جد فعال في إنجاح مناورات الكلب الإفريقي، بل يمكن أن يكون للغلمان دور جانبي في هذه الاستعراضات العسكرية…»!!
عفوا أمهاتي، عفوا أخواتي، عفوا نساء بلدي، يا سليلات زينب النفزاوية، وبنات ليلى الحرة وحفيدات فاطمة الفهرية.
معذرة يا حارسات سمائنا وربانا واسمنا الوهاج، يا أخوات كنزة الأوربية، يا من وهبتن الحياة لمحمد بن عبد الكريم الخطابي، وموحا وحمو الزياني، والهيبة ماء العينين..
يا رفيقات شرفنا من المهد إلى اللحد.
أنتن يا بشارة الله الدائمة.
يا حضن النبوغ ..
عفوا أني نقلت قذارة من قذارات نظام لم يغادر بعد بهيميته
ولا علم الكتبة من توابعه شرف الكلمة..
بل مجرد الشرف!
بهذا السقوط والنذالة والخسة والوضاعة تترجم «الجزائر 1» دين قادتها العسكريين.
ليس في الأمر أي انزلاق محدود وحصري، بل هو الخط التحريري للدولة نفسها.
ونحن نذكر قصاصة لوكالة الأنباء الجزائرية المليئة بالقاذورات وفيها قيء لا يحصى ولا يحد.
وفيها كتبت الوكالة الرسمية عن المغرب ووصفته بـ «مملكة الفساد والشر» و«مملكة الجنس (….) والمخدرات التي تعرض أبناءها وبناتها للدعارة»!
وهو خط تحريري لنظام العسكر، الذي يقوده أسير سابق لدى القوات المغربية، يبدو أنه خرج من تلك المحنة بمحنة توسع ما زالت تركب صورها في عقله الباطني والظاهر معا. ومما يزيد من الطابع «القصدي» لهذا الخط هو أن القناة الرسمية الثانية في الجزائر حولت قصاصة وكالة الأنباء الجزائرية إلى فيلم وثائقي في إحدى نشراتها الإخبارية!!!!
لو أن واحدا منا تجرأ على هذا الإسفاف وهذه البشاعة لكان القضاء المغربي قد تولاه، وأودعه السجن وحكم عليه بما يجعله يقدر الشعوب، لكن نحن شعب ودولة ومهنة لنا أخلاق، وطنية ودينية ومغاربية وثقافية، تحترم المرأة في كل بقاع العالم….
ورئيس دولتنا يحذرنا من مغبة أن نستسلم لنزعة الرد المبني على الانفعال، والذي يمكن أن يمس الشعب الجزائري، رجالا ونساء.
وكان حاسما وهو يقول في خطاب العرش 2022، «إن المغرب لن يسمح لأحد بالإساءة إلى أشقائنا الجزائريين» ودعانا جميعا إلى الحذر من نار الفتنة ولهيب الحرب!
لكن كي تكون لهم أخلاق الملوك يجب أن تكون لهم دولة قبل كل شيء وأخلاق الدولة العاقلة والرزينة..
وحقيقة الأمر أننا أمام نظام وأزلام من زمن اللات والعزة وهبل..
نظام ما قبل الجاهلية حتى..
نظام يسمح بما لم يسمح به أبو جهل لنفسه في الجاهلية..
عندما حاصر المشركون بيت النبي الكريم زمن الهجرة النبوية، وطال انتظار المحاصِرين، خاطبوا أبا جهل بالقول:
لماذا لا نقفز على بيته من فوق السور؟ فقال: لا يجوز أن ندخل البيوت إلا من أبوابها أو تريدون أن تقول العرب بأنني هتكت ستر بنات عمي؟!!! بالرغم من أنه كان ينوي قتل محمد الرسول، فإن وحشيته الكافرة لم تسعفه في ما أسعفت البهيمية الكبرى النظام الجزائري بالمس بشرف وستر بناته!
هل يكون الانتقال الوحيد لنظام الجزائر هو الانتقال الجاهلي؟
يبدو ذلك..
فلا أمل في انتقال أخلاقي ديموقراطي، ولا انتقال سياسي ولا الصعود إلى قسم الدول الحقيقية، إن المطلوب فقط أن تنتقل الجزائر إلى الجاهلية، فهذا هو الحل، وسيكون حالها أفضل بكثير من اليوم، أفضل من اللحظة التي تسب فيها نساء الجار والأخ والرفيق في السلاح.
الكاتب : عبد الحميد جماهري - بتاريخ : 12/06/2023