ماذا جرى فعلا في القمة الاستثنائية الـ 14 للاتحاد الإفريقي؟ 2/1

عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr
انتظرت فصائل البوليساريو والخصوم المساندون لهم الكثيرَ، من القمة الاستثنائية الـ 14 للاتحاد الإفريقي، حول «إسكات الأسلحة».
وحسب كل المصادر التي تواصل معها العبد الفقير لرحمة ربه،لا سيما مصادر رفيعة المستوى في الديبلوماسية المغربية، يتبين أن الانفصاليين كانوا يعتبرون أنها فرصة مواتية،لتحقيق مكسب ما بعد أن وجدوا أنفسهم في الزاوية الضيقة، وذلك لاعتبارات عديدة، حسبوها لأنفسهم،» (واللِّي حْسبْ بُوحْدو، كايْشيط لِيهْ)» كما تعلمنا الحكمة المغربية..
أولا، كانت آمالهم كبيرة وكثيرة، لأن رئاسة القمة الإفريقية الاستثنائيةعادت، حسب التداول المعتمد بين مناطق القارة، وسط، غرب وشرق، إلى جنوب إفريقيا.
شطّ بهم الخيال إلى أنْ تصوروا أن هذه الرئاسة، ستعطي لبلاد
جنوب إفريقيا ورئيسها والرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي سيريل رامابوزا الفرصة، لكي يعاقب المغرب.
ويتضح جليا، من خلال مداخلاتهم، ولا سيما التوأم الجزائر وتابعه الجمهورية الوهمية، نيتهم في دفع الأفارقة إلى متتالية افتراضية، هي:
-أولا، معاقبة المغرب على ما فعله في الكركرات من عمليات أعادت الاعتبار للسلم والأمن في ممر حيوي يهم إفريقيا كلها.
– ثانيا، تدخل عاجل في المنطقة لإجبار المغرب على التراجع عن المنطقة، التي أصبح فيها هو عربون السلام والاستقرار.
– ثالثا،طرد المغرب من الاتحاد الإفريقي…: كاع!
لم يحصل أي شيء – نقول أي شي بتاتا- مماطالبوا به، أو لمحوا إليه أوعبأوا بشأنه أنصارهم.
الذي حصل، هو صدور قرار يسير عكس ما أرادوه، وأن الذي دافع عن شرعية قرارات الاتحاد الإفريقي ، هم الجنوب الإفريقيون.
فقد «تبرأ رئيس جنوب إفريقيا والرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي سيريل رامابوزا، أول أمس الأحد، من انفصاليي البوليساريو، مؤكدا وجاهة القرار 693 الصادر عن القمة الإفريقية، التي انعقدت في يوليوز 2018 في نواكشوط بموريتانيا». وقبل الدخول في تفاصيل بيداغوجية حول الأمر، يشار إلى أن جنوب إفريقيا فاجأتنا – إيجابيا حقا – لمّا رفضت أن تناقش موضوع الكركرات، وما يخص مطالب الخصوم الدائمين للمغرب، على مستوى السفراء والوزراء.
وهو أمر يستحق بالفعل التحية، حتى وإن لم يشكل تحولا كبيرا. فالأمر يعني تفسيرا واضحا وتأويلا معقولا للقرار المذكورأعلاه، يجعل القضايا ذات الصلة، لا تناقَش إلا على مستوى رؤساء الدول،وبذلك ضاعت فرصة كبيرة من بين أيديهم للّعب والتّملص والتحايُل على الأفارقة وممثليهم في مستوى السفراء والوزراء.. (لا سيما وأنهم مدينون للنصب والاحتيال في دخولهم المنظمة الافريقية الطيبة الذكر في ثمانينيات القرن الماضي)..
وبالوصول إلى القرار المذكورأعلاه، والذي يحيل علي ما سبقه أي القرار 693 الصادر عن القمة الإفريقية المنعقدة في 2018 في نواكشوط، توجب أن نذكر بمحتوياته الأساسية، ومضامينه، لنفهم معنى الإحالة عليه حاليا:
فالقرار، يدعو إلى تنشيط عمل الترويكا / الثلاثية الإفريقية على مستوى الاتحاد الإفريقي، وتشجيع مجلس السلم والأمن على مستوى رؤساء الدول، لتقديم الدعم للأمم المتحدة في قضية الصحراء المغربية ككل.
فهو، لم يخص موضوع الكركرات، كما تروج لذلك الآليات الدعائية الانفصالية، بل أعاد التأكيد على ما تم الاتفاق عليه مسبقا..
وإذن، وبالعودة إلى، تفاصيل الموضوع نشير إلى ما يلي:
– عندما صدر القرار 693 ، تعالت صيحات الانتصار، من طرف الخصوم، واعتبروا التنصيص على آلية الثلاثية انتصاراً لهم، وتقدما-أيضا- في تقاسم المسؤولية بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي في الموضوع إلى آخره…..
واليوم، يشعرون بغير قليل من الضيق والحسرة، من نهاية هذا الوهم، يفرحون لأقل من ذلك،أي بالدعوة إلى «إعادة تنشيط آلية الترويكا»، فقنعوا من الخبزة باسمها!.
الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 08/12/2020