ماذا جرى فعلا في القمة الاستثنائية الـ 14 للاتحاد الإفريقي؟ 2/2

عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr

ثانيا، أثبتت التجربة، أن الترويكا، وهي التي تتشكل من الرئيس الحالي، والرئيس السابق والرئيس الذي سيتولى لاحقا شؤون الاتحاد الإفريقي، لا يتوفر لها نصاب الاجتماع أبدا.
اليوم مثلا، تضم الترويكا، مصر وجنوب إفريقيا وجمهورية الكونغو الديموقراطية، وبعد خروج مصر ستنضم مالي، وهكذا..
ولم يحصل مطْلقا أن تم الاتفاق بين الرؤساء الثلاثة على الاجتماع..
وقد مضى عليها حين من الدهر لم تحصل على اتفاق الرؤساء الثلاثة إجباريا، لعقد اجتماعها.
واجمالا، فهي ملزمة بالإجماع الذي يتعذّر حصوله دوما.
العنصرالآخر، الذي راهن عليه الانفصاليون، قد يبدو غيرعملي بالنسبة للكثيرين، لكنهم بالفعل – عوّلوا على «الجزء الافتراضي» في القمة، التي عقدت بالتناظر عن بعد.
وبما أنهم دولة افتراضية فعليا، فقد ظنوا أنهم قد يربحون في قمة افتراضية. وكانت النتيجة، بنفس الوهم الذي يعيشون به ولم ينجحوا في ما خططوا له. ومرة أخرى كان الواقع أقوى من كل الافتراضيات ولو كانت تكنولوجيا تجمع قمم الدول!
بتلخيص أولى، نرى أن الخسارة كانت على مستوى التشبث بالقرار الصادر عن قمة نواكشوط، وأنه دعا إلى عمل مجلس الأمن والسلم على مستوى رؤساء الدول، ثم تشجيع ،وليس تكليفا أو مساندة مباشرة له، على تقديم ما يمكن أن يقترحه مجلس الأمن والسلم في الاتحاد لافريقي،لدعم جهود الأمم المتحدة. وبذلك لم يحصل أي تغيركما يدعي الخصوم الذين سارعوا إلى القول بأنه «عادت القضية مجددا لأجندة مجلس السلم والأمن الإفريقي».
إن خلاصة القول، أن القمة لم تطرح في جدول أعمالها ماحصل في الكركرات، كما أراده الممثلون المدافعون عن البوليساريو وراعيته، كما لم تغير من اختصاص الاتحاد الإفريقي في شأن الصحراء المغربية.
وهما مربط الفرس في القضية.. وغير ذلك تفاصيل تنعش بها الآلية الدعائية للخصوم وجودها.. إلى حين!
ومجمل القول إن من قرأ تصريح مفوض مجلس الأمن والسلم بالاتحاد الافريقي ،اسماعيل شرقي، يعتقد بأن القضية سحبت من الامم المتحدة وعادت إليه!
اذ صرح للوكالة الجزائرية للانباء لا لغيرها !!!»أن القمة الاستثنائية الرابعة عشر لرؤساء دول و حكومات الاتحاد ،خرجت بقرار إعادة القضية الصحراوية إلى المجلس، قصد إعطائها نفسا جديدا»!! .
والحال أن مستوى تدخل هذا المجلس،يأتي بعد أن تتحرك الترويكا، وهو أمر غيرمسلم به بعد ، وأنْ يصل الموضوع الى مجلس السلم والامن التابع للاتحاد الافريقي، على مستوى الرؤساء، وهو ما لم يحصل بعد، لمساعدة الامم المتحدة، كما ينص القرار الصادر عن القمة الإفريقية المنعقدة في 2018 في نواكشوط!
أما قوله » من اجل اعطائها نفسا جديدا« ، لربما غاب عنه أن هذا النفس الجديد قد بدأ، وقد تزامن تزامنا دقيقا مع انطلاق قرارات مجلس الامن الاممي الجديدة، ابتداء من….. 2018 بالذات!.

الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 09/12/2020