مع لايا في تجاويف تردداتها!

عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr
أقرت وزيرة خارجية إسبانيا أرانتشا غونزاليث لايا بوجود أزمة مع المغرب، التي طالما حاولت أن تعتبرها سحابة صيف، وأضافت »بأنها تستعجل الخروج من هذه الأزمة». كما أقرت بأن الذي ضاع في عز الأزمة هي الثقة، ودعت إلى »خلق مساحة ثقة يمكن من خلالها إعادة توجيه العلاقة»..
حاولت الوزيرة أن تنفي الموقف من ضغوط إسبانيا من أجل التراجع عن اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على الصحراء، وأبانت في تصريحاتها لصحيفة البانغوارديا، عن «عدم الرغبة في التأثير على الموقف الذي قد تتخذه الولايات المتحدة».
في سؤال الثقة يصعب الآن بناؤها مع من سارع إلى استعمال كل وسائل الضغط لإضعاف المغرب، ولا داعي للعودة إلى التفاصيل المملة في هذا الجانب، ليس أقلها استصغار ردود الفعل المغربية، والتنسيق الواضح والجلي مع الخصوم المعروفين من جنرالات النظام الجزائري، ثم السعي إلى تتفيه القضية الأولى للمغاربة في تعابير مبتذلة وممجوجة..
الثقة لا تبنى عادة مع من يخونها.
بالنسبة للموقف الأمريكي من السيادة، ليس سرا أن إسبانيا سمحت بكل الأساليب، من داخل حكومتها وبرلمانها، لكي يتم هذا الضغط، عبر استقبال وفد من الانفصاليين، ثم من خلال عرائض مؤسساتية لدعوة بايدن إلى إلغاء الاعتراف.
في المشهد السوريالي الذي وجد بيدرو سانشيز نفسه فيه مع الرئيس جو بايدن ما يؤكد بأن إسبانيا ظلت وفية لموقفها الضاغط إلى أن واجهت الجدار.
فقد صرح سانشيز بأنه ناقش، في تلك الهنيهات مشيا مع رئيس أمريكا، قضايا التعاون والجيش والصحراء والناتو، ولم ينكر أنه سارع إلى حديث لاهث مع بايدن حول الصحراء.
والموقف المسرحي زاد عبثا ولا أخلاقية مع محاولة مفضوحة للإنكار.. من طرف رئيسة الديبلوماسية.
نصل إلى بيت القصيد:
تقول أرانتشا غونزاليث لايا: «نحن على استعداد للنظر في أي حل يقترحه المغرب، مع الأخذ في الاعتبار أنه ليس من مسؤولية إسبانيا التوسط، لأن هذا الدور يجب أن تقوم به الأمم المتحدة».
تصريحات وزيرة الخارجية الإسبانية أرانتشا غونزاليث لايا حول «استعدادها الإنصات للمغرب حول مقترحاته بخصوص الصحراء»، تعني بلغة أخرى: «مستعدين نسمعو آش باغي المغرب»… وهي محاولة ساخرة لإرجاع الكرة للمغرب الذي طرح السؤال في عز الأزمة: «ماذا تريد إسبانيا بالضبط عندما تنسق معنا نهارا وتتحالف ضدنا ليلا بالتنسيق مع أعدائنا؟»
وفي الواقع تعتبر هذه «الخرجة» محاولة أخرى فاشلة للالتفاف على الموضوع الحالي، سواء عندما هربت النقاش إلى الهجرة، أو صعدت به إلى قمة البرلمان الأوروبي، أو عندما تحاول الآن تمرير رسالة مفادها «أننا لا نعرف ماذا يريد المغرب».
وكل إجاباتها كانت أقل بكثير مما طلبه المغرب. وقد تكون تريد من وراء ذلك استباق قرارات قادمة..
– فالوزيرة تتعرض لمساءلة قاسية في الداخل حيث انفض الجمع الأوروبي وبقيت وحدها وسط العاصفة، وتصدق عليها صرخة الغيوان «يا صاح راني وسط الحملة»
– الوزيرة تعرف أن الوضع زاد تعقده أكثر وعقدته الأكبر هي في موقف واشنطن من حكومتها واختيارات بايدن بخصوص معادلات غرب المتوسط.
– الأنباء تتحدث باضطراد عن قرب تنحيتها لفائدة وزير الفلاحة الحالي أوسفير إسبانيا في باريس، والذي يعد أحد وجوه التفاوض والثقة وقد سبق له أن كان سفيرا بالمغرب من 2004 إلى 2010.
وإذا حصل كل هذا، فإن إسبانيا تريد بناء الثقة بموارد بشرية جديدة…
الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 24/06/2021