نخبة إنتاج العقدة الجزائرية الثانية! (2/2) : مسكينة أمريكا، لولا الجزائر لكذب عليها ناصر بوريطة!

عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr

تعتقد النخبة الحاكمة في الجزائر، أن المغرب عليه انتظار ما سيسفر عنه الانتقال الديمقراطي في بلادها، كي يتحرك في ملف قضيته الوطنية!
ومن يتابع الإعلام الجزائري، سيلاحظ أن حراس المعبد في المرادية، والذي انهار على ساكنيه، ينظرون إلى كل عمل ديبلوماسي مغربي، في القضية الوطنية أو في غيرها، على أنه مشبوه، ما دام يتم والجزائر في خضم البحث عن الخروج من أزمتها الكبرى..
غير أن هذا الموقف، يرافقه موقف آخر يبعث على الاستغراب، إذ تُشَهِّرُ الآلية نفسها بالديبلوماسية المغربية، في شرطها المتعلق بالمعلومات التي تملكها عن النقاشات الدائرة في مجلس الأمن!
بمعنى آخر، أن النخبة إياها تعمل من جهة على تضخيم عمل الدبلوماسية المغربية وإعطائها بعدا «طائفيا» موجها ضد الديبلوماسية الجزائرية التي تنشغل بشيء آخر غير الحرب علينا، ومن جهة أخرى تكذب نفس الديبلوماسية بالقول إن الديبلوماسية المغربية ذاتها… تدعي في تأويل المعطيات حول الصحراء!
فقد وزعت الوكالة، في نفس اليوم الذي نشرت فيه منابر ورقية أخرى، النظرية الجديدة في بناء عقدة ضد المغرب، تليق بما بعد العهد الماضي فيها، قصاصة عنونتها بـ: المغرب يلجأ إلى معلومات مغلوطة لينسب انتصارات ديبلوماسية إلى نفسه»، وفيها ما يلي: «لم تقترح الولايات المتحدة الأمريكية آلية لحماية حقوق الإنسان في إطار تجديد عهدة بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء بالصحراء الغربية (مينورسو)، حسب ما أكدته مصادر مقربة من الملف، التي أشارت إلى معلومات مغلوطة تعمدها المغرب لينسب انتصارات ديبلوماسية إلى نفسه»!.(….) ويتعلق الأمر بمناورة موجهة لإعطاء انطباع بأن الدبلوماسية المغربية نجحت في التصدي للاقتراح الأمريكي عن طريق تطهيره من مشروع اللائحة الذي سيتبناه مجلس الأمن الأممي، في حين لم يقترح وفد الولايات المتحدة الأمريكية في منظمة الأمم المتحدة أي آلية لحماية حقوق الإنسان(…) فهذا اضطراب موجه أكثر، قصد طمأنة الجبهة الداخلية المغربية حول قدرات الدبلوماسية المغربية، على التصدي لاقتراحات الإدارة الأمريكية والبيت الأبيض«!
وللسائل أن يسأل فعلا: أي جهة تعيش الاضطراب، المغرب أم النخبة الجزائرية التي تعتبر ديناميته موجهة ضدها، وفي نفس الوقت تعتبر نفس الدينامية لمواجهة ما يحاك ضده ……اضطرابا؟
هو سؤال يحمل جوابه في قرابه!
الواضح أن العقدة الأولى، التي رعتها نفس النخبة باعتبار المغرب عدوا داخليا، الموجودة لتقليم أحلام الشعب الجزائري وتدمير كيانه، قد استنفدت دورها، وصار على نفس النخبة الواهمة، أن تنتج المغرب كعدو خارجي يغتنم صراع الجزائريين من أجل دمقرطة بلادهم، لتهديد الديبلوماسية الجزائرية!
وهي محاولة تبدو في السياق الحالي، أنها تعمل على تأليب الشعب ضد شقيقه المغربي، وفي الوقت نفسه توجيه الدعوة رسميا إلى الولايات المتحدة كي تلعب دور العراب في خلق توازن عقيم، لتعود الجزائر إلى دورها في مناوشة المغرب…!
وقد صار المراد من الولايات المتحدة، كما تريد نخبة قصر المرادية المتجددة، أن تتبنى الموقف الجزائري، كعهدة ديبلوماسية دولية حتى تستأنف الدولة الجارة عداءها المبرمج والدائم.
والمقصود، أن تعمل الولايات المتحدة، بهذا المعنى على تلجيم المغرب عن أي تقدم على واجهة الدفاع عن مصلحته الوطنية، والتقدم على مستوى تعزيز الحل السياسي الذي يقترحه.
لم تعد الولايات المتحدة عدوا، كما كانت تريد الدعاية الجزائرية الثورية، بل صارت مصدر خبر، بل مصدرا لابد من الدفاع عنه، لما تنشر وكالة الأنباء الجزائرية توضيحا باسم مصادرها في نيويورك بأن أمريكا لم تقدم أي مقترح بهذا الشأن، سارع المغرب إلى مواجهته، وسحبه من المقترح الأمريكي…
إن الجزائر تهاجم الديبلوماسية المغربية، لأنها تقول إنها استطاعت وقف قرار جديد حول المينورسو ، هو في الأصل نفس القرار الذي جاء ممثل أمريكا في عهد كريستوفر روس بإشارة من جوم بولتن..
مسكينة أمريكا، لولا الجزائر لكذب عليها ناصر بوريطة!!!

الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 24/04/2019