نظام الجزائر هو الخصم والخصم هو نظام الجزائر

عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr

 
قالت الرسالة الملكية إلى الأمين العام للأمم المتحدة، انطونيو غوتيريس ما كان يجب أن يقال، بلا لغة دبلوماسية ولا مسايفة بلاغية تتم بين السطور.
نظام الجزائر هو الخصم
والخصم هو نظام الجزائر..
كلمات الملك، التي يعرف المغاربة، وجل أقطار العالم مضامينها منذ عقود من الزمن، جاءت لكي تعطي لهذه المضامين «الضمنية» تعبيرها الصريح، وتسمي الأشياء بمسمياتها وتسمي نظام الجزائر خصما وتسمي الخصم نظام الجزائر….
جلالة الملك ذكر أن الجزائر، «تتحمل مسؤولية صارخة،إن الجزائر هي التي تمول، والجزائر هي التي تحتضن وتساند وتقدم دعمها الدبلوماسي للبوليساريو».
وبمعنى أوضح، ما كان للملف أن يبقى قيد السياسة الدولية، لولا هذا التبني الجزائري، «والتصوف» الجيواستراتيجي الذي اختارته الجزائر في خلوتها مع قادة الانفصال الذين أسعفوها في الحرب على بلدهم الأصلي.…
وللتاريخ كلمته في هذا الباب، تلك الكلمة التي تزكي ما ذهب إليه المغرب دوما، بدون أن يكون تورط الجزائر «مجرد استنتاج ذهني من معادلات رياضية مجردة»..
فبعد أن حسم المغرب الخيار العسكري، وبدأت القضية تدخل مسارات التفاوض، أصبح الدور المكتوب والواضح للعيان والمسجل في أدبيات الأمم المتحدة يتكرس أكثر فأكثر..
وأصبح الأثر على ارتكاب الجريمة يتخذ طابعه التوثيقي الأممي.
وإذا اقتصرنا على الألفية الثالثة وحدها، تاركين وراءنا حرب السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي سنكتشف هذا التورط الذي لا تخفيه الجزائر:
1 – لما تقدم جيمس بيكر، المعين حديثا في شهر ماي من سنة 2001 بمقترح الاتفاق الإطار، خرجت الجزائر عن طوعها وراسلت الأمم المتحدة ومبعوث الأمين العام رافضة الخطة، وقد تذرعت وقتها، حسب ما ورد في رسالة رئيس الجمهورية، الذي هو عبد العزيز بوتفليقة نفسه، بأن رفض اعتراضات الجزائر هو إهمال فاعل مهم»!
وبذلك تكون الجزائر قد حددت موقعها..
والبوليساريو لم يفعل أكثر من أنه راسل نفس الجهات، بعد أسبوع فقط من الرسالة الجزائرية … بنفس الموقف طبعا!
2 – في لقاء هيوستن، الذي شمل المفاوضات حول الحل السياسي السلمي، لوضع الإطار الذي تتم فيه المبادرات، بعيد تنصيب السيد جيمس بيكر مبعوثا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، تقدمت بمقترح تقسيم أراضي الصحراء..وبذلك تصرفت في مصير «أرض وشعب» تقول إنها تساعدهم فقط على تقرير المصير. وتكون الجزائر قد عرت نفسها بما هي عنصر في تحديد المصير..
3 – بعد ثلاث سنوات، أي في فبراير 2003، نفس الدولة ستعلن مساندتها لاتفاق آخر ورد في خطة بيكر المعدلة وقد ورد في رسالة أخرى للرئاسة الجزائرية إلى الأمانة العامة أن «الجزائر تدعم بقوة خطة التسوية»..
4 – عندما نعيد التسلسل الزمني حول مفاوضات السلام، نجد أن آخر ما دعمته الجزائر كتابيا وبموقف من الرئاسة، وخارج لغة الإنشاء الدعائي، هو هذه الخطة التي تنص على:
– تطبيق تسوية بدون اتفاق مسبق للأطراف.
– مراجعة الاتفاق الإطار بدون مفاوضات.
– تقسيم الصحراء.
– الانسحاب النهائي للمينورسو.
ولنا أن نتساءل: أين ستضع الجزائر أسطوانتها حول تقرير المصير وحرية الشعب الصحراوي في كافة أراضيه ووووو…
طبعا هذا» الشعب» أرسل رسالة، أيضا وأيضا، بنفس الموقف بعد أقل من شهر من رسالة الجزائر حول دعمها القوي لاتفاق التقسيم!!
هذا سجال، نعرفه نحن المغاربة، وإذا كان الوضع في ما سبق(لاسيما مع وجود أزيد من 80 دولة في القرن الماضي كانت تعترف بجمهورية تندوف الوهمية)، فإن المعطيات بدأت تتغير ابتداء من شتنبر 2004، عندما تقدم المغرب بمذكرة واضحة، حول دور الجزائر، إلى الأمم المتحدة يسمي فيها القط قطا، والكركوز كركوزا…

الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 06/04/2018