نيكانور بارا، الشاعر مضادا!
عبد الحميد جماهري
***
سيموت
الشعر
إذا لم تغضبه..
لا بد
من احتقاره أمام الملأ..
ثم نرى
ما الذي سيحصل!
POESÍA
MORIRÁ
SI NO
SE LA
OFENDE
hay
que
humillarla en público
después se verá
lo que se hace
رحل شاعر شيلي كبير
نيكانور بارا.. قليلون يعرفون بأنه تخندق في “الشعرية المضادة”، وكتب قصائد مضادة، بالرغم من أنه أحد الاضلاع الثلاثة الكبرى في الشعرية الشيلية الكبرى في القرن الذي ودعناه
والذي يودعنا..الى جانب الكبير بابلو نيرودا وبيثينتي هويدبرو، والاسمان الرهيبان اللذان منح أحدهما، نيرودا الى جانب ميسترال بلادهما الشيلي والشعرية الأنديزية جائزتي نوبل للآداب..
كان نيكانور يحب الرياضيات والفيزياء بالشغف نفسه الذي أحب به الشعر، ولهذا اعتبرته كل السير الذاتية أنه “عصامي أدبيا”.
وقد ظل في منأى عن التصنيف، لكنه كباب وحيد بدون أكرات ولا جدران ظل في وجه كل الرياح التي عبرت القارة والقرن السالف الذكر.
امتح من غارسيا لوركا، في قصائده الاولى، ديوان “مغني بلا اسم”، حيث تماوجت فيه غنائية الشاعر المقتول في إسبانيا، كما امتح من بعد من والت ويتمان.. قرأ كافكا وسيغموند فرويد بنفس المنهجية الرياضية مع استمزاج دائم للشاعرية في الفكر..نيكانور، هو أيضا شقيق فيوليتا التي اشتهرت بأغنيتها “شكرا للحياة”..كلماتها الهائلة، وصيتها الجمرية، التي كتبتها قبل أن تطلق النار على رأسها في 1967، قبيل زلزال ماي 1968…..
شقيقته كانت مغنية ونحاتة وسيدة إيقاع مهول، استطاعت بسبب الشغف وحده إنقاذ أزيد من ألفي أغنية من أغنيات بلادها التي كانت مهددة بالاندثار..
شكرا للحياة التي أعطتني الكثير
التي أعطتني نجمتين وكلما فتحتهما
ميزت الأبيض عن الأسود بوضوح
ومن بين الكثيرين ميزت الانسان الذي أحب..
شقيقها الذي ظل يمدح السلاسة، والنشيد، لكن بلغات الشعر كلها، عاش هامشيته بجلالة عالية. مزج في كتاباته السخرية، والاغراء الايقاعي، تدمير العقيدة النمطية، والانتباه الى إعادة صناعة الكلمات..
الكاتب : عبد الحميد جماهري - بتاريخ : 29/01/2018