هل الجزائر جادة فعلا في القمة؟

عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr
اضطرت وكالة المغرب العربي للأنباء، الوكالة الرسمية للمملكة، للرد على ما سمته ترهات عمار بلاني، «المبعوث الجزائري الخاص المكلف بالصحراء» بعد أن تجاوزت وقاحته كل الأوصاف، وطرحت على بساط الجدية السؤال الذي يغذي شكوك المغاربة من نوايا العسكر في قمة نونبر القادم:هل حقا الجزائر جادة في عقد القمة؟وهل تحديد التاريخ كاف لكي تفتح الطريق أمام بوق من أبواقها المرخص بها للهجوم على المغرب ونظامه وشعبه؟
لقد أجاد الزميل عادل الزعري في الرد، ولنا أن نضيف إلى ما كتبه أن الناطق الرسمي، أو الفم الثاني لوزير الخارجية رمطان لعمامرة.. هو في الواقع «لاشعور» الفرويدي للنظام»، وهو يعبر بوقاحة عما لا تجيد الديبلوماسية فعله بلغة اللياقة.
تقول قصاصات الوكالة المغربية «آخر ما أتحفنا به المدعو بلاني من ترهات نشرتها وكالة الأنباء الجزائرية، بخصوص الصفعة التي تلقاها وفد بلاده خلال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية الذي انعقد هذا الأسبوع بالقاهرة..»
– والهجوم المتعدد الأوجه على المغرب، والمنابر الإعلامية الأخرى، لا يخفي ما هو أعمق بشكل كبير.. والحال أن الهجوم بالشكل الذي تم به، تجاوز كل الحدود.
الديبلوماسي «المرسكل» ذهب بعيدا في الهجوم على المغرب، إذ سبق له أن صرح بكل وقاحة الشذوذ اللاأخلاقي عندما هاجم المغرب من خلال اتهام وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة «باستخدام الأساليب الجبانة كونه يمثل بلدا عرفت بممارساتها القذرة وحساباتها الضيقة خلال جميع القمم العربية السابقة وتحديدا القمة التي انعقدت في الدار البيضاء عام 1965» والتي وصفها بـ»قمة الخيانة».!
وهو هجوم لا يمكن أن يمر بدون رد، وبدون توضيحات من طرف النظام «الشيف» للقمة..
ثانيا كان النظام الجزائري من خلال الفم الثاني لرمطان لعمامرة، يهاجم العرب ولائحة مجلس الجامعة العربية، التي تتعلق بإيران ودعم الحركات الانفصالية..من خلال تبخيس فحوى اللائحة حول متابعة «التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية»، واتهم الدول التي تشكلها، أي مصر والسعودية والإمارات والبحرين، إضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية، بأنها لا تحترم مبادئ الأمم المتحدة وقال بلاني « ما ورد في ديباجة اللائحة، لا يعكس المبادئ الأساسية التي تقرّها الأمم المتحدة، حيث يلحّ الوفد الجزائري أن ما وصف بعناصر إرهابية انفصالية يخص فقط العناصر المصنفة كذلك من قبل الأمم المتحدة، وأن الحدود المشار إليها هي تلك المعترف بها دوليا».
وأضاف أن هذه الدول القليلة العدد لاتعمل لصالح الدول العربية الأخرى، وهو دفاع بالكاد مُقنَّع عن إيران.. فقد اعتبر أنه «من المؤسف أن نلحظ إقحام الجامعة العربية من طرف مجموعة صغيرة، خدمة لمصالح ضيقة في مواجهات عقيمة تبعدها عن غرضها الرئيس وتحد من مساهماتها في الذود عن القضية الفلسطينية والتأقلم الضروري لرفع تحديات العالم المعاصر».!!!!
ومن البلادة المعلنة لهذا الإينيرغومان (الملعوق) أنه يحاول أن يغير مواقف سبق للجنة ذاتها في مارس الماضي أن عبرت عنها، حيث «أدانت اللجنة الوزارية العربية الرباعية بمتابعة تطورات الأزمة مع إيران وسبل التصدي لتدخلاتها في الشؤون الداخلية العربية، استمرار التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية»، واستنكرت في ذات الوقت التصريحات الاستفزازية المستمرة من قبل المسؤولين الإيرانيين ضد الدول العربية.
وأعربت اللجنة – في بيان لها عقب اجتماعها بمقر الجامعة العربية برئاسة السعودية على هامش اجتماعات الدورة 157 لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري المقررة في وقت لاحق – عن قلقها البالغ إزاء ما تقوم به إيران من تأجيج مذهبي وطائفي في الدول العربية، بما في ذلك دعمها وتسليحها للميليشيات الإرهابية في بعض الدول العربية وما ينتج عن ذلك من فوضى وعدم استقرار في المنطقة يُهدد الأمن القومي العربي، الأمر الذي يُعيق الجهود الإقليمية والدولية لحل قضايا وأزمات المنطقة بالطرق السلمية وطالبتها بالكف عن ذلك».
هل الدولة التي تحتقر أربع دول أساسية في المشهد العربي تجنح حقا نحو عقد القمة؟ أم أنها تبحث عن ذريعة للتنصل منها بعد أن فشلت في تحقيق أحلامها الخمسة: عودة سوريا، عزل المطبعين زعمازعما، تغيير الجامعة العربية، تطبيع الوجود الايراني، ووضع البوليزاريو على قدم المساواة مع فلسطين؟
يبدو أنها تسعى الى إغضاب العرب الأساسيين من القمة، بعد أن ساندوا المغرب.
لقد اقتنع العرب بأن القمة لا يمكن أن تكون بدون المغرب، والجزائر عوض الاعتراف بهذا المعطى اختارت أن تجنح … للحرب مع الجميع!
الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 12/09/2022