‭ ‬والآن‭ ‬سؤال‭ ‬الكيفية‭ ‬والتنفيذ‭‬ ‬بعد‭ ‬التسليم‭ ‬بالحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬كحل‭ ‬وحيد‭ ‬‮….‬

عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr

برزت‭ ‬عدة‭ ‬أسئلة‭ ‬ومواقف،‭ ‬على‭ ‬إثر‭ ‬التطورات‭ ‬الهائلة‭ ‬التي‭ ‬حصلت‭ ‬في‭ ‬أسبوع‭ ‬واحد،‭ ‬هو‭ ‬الأسبوع‭ ‬من‭ ‬8‭ ‬إلى14‭ ‬أبريل،‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬بقضيتنا‭ ‬الوطنية،‭ ‬قضية‭ ‬الصحراء‮..‬‭ ‬والمعروف‭ ‬الآن‭ ‬أن‭ ‬البلاغ‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية:عقب‭ ‬اللقاء‭ ‬بين‭ ‬رئيس‭ ‬ديبلوماسيتها‭ ‬ماركو‭ ‬روبيو‭ ‬وناصر‭ ‬بوريطة،‭ ‬واللقاء‭ ‬الذي‭ ‬جمع‭ ‬لينا‭ ‬ليزا‭ ‬المسؤولة‭ ‬التنفيذية‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الوزارة‭ ‬مع‭ ‬المبعوث‭ ‬الشخصي‭ ‬للأمين‭ ‬العام‭ ‬ستافان‭ ‬ديميستورا،‭ ‬ثم‭ ‬تعيين‭ ‬السيد‭ ‬مسعد‭ ‬بولس‭ ‬مبعوثا‭ ‬شخصيا‭ ‬للرئاسة‭ ‬الأمريكية‭ ‬مكلفا‭ ‬بمنطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬‮(‬مينا‮)‬،‭ ‬وفي‭ ‬قلبها‭ ‬القضية‭ ‬الوطنية‭ ‬المغربية،‭ ‬من‭ ‬زاوية‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تسهيل‭ ‬تنفيذ‭ ‬خطة‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬للحل،‭ ‬كلها‭ ‬تطورات‭ ‬متسارعة‭ ‬وذات‭ ‬أثر‭ ‬بليغ‭ ‬في‭ ‬المسلسل‭ ‬الذي‭ ‬تعرفه‭ ‬القضية،‭ ‬في‭ ‬أفق‭ ‬مرور‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭ ‬على‭ ‬اندلاع‭ ‬النزاع‭ ‬المفتعل‭.‬
وتناسلت‭ ‬التحليلات،‭ ‬منها‭ ‬ما‭ ‬صب‭ ‬في‭ ‬المتابعة‭ ‬اليومية‭ ‬‮«‬الحيثية‭ ‬evenementiel‭ ‬،‭ ‬ومنها‭ ‬ما‭ ‬ذهب‭ ‬بعيدا‭ ‬إلى‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬آفاق‭ ‬الحل‭ ‬وشكل‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬وحدوده،‭ ‬ومنها‭ ‬من‭ ‬تساءل‭ ‬عن‭ ‬أدوار‭ ‬الجهات‭ ‬التي‭ ‬ظلت‭ ‬تعالج‭ ‬الموضوع‮.‬‭ ‬وإجمالا‭ ‬يمكن‭ ‬تلخيص‭ ‬هاته‭ ‬الأسئلة‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يلي‮:‬‭ ‬
ما‭ ‬هي‭ ‬حدود‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي؟
ما‭ ‬هي‭ ‬حدود‭ ‬تدخل‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة؟
ما‭ ‬هي‭ ‬مهام‭ «‬المينورسو‭» ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الحالية؟‭ ‬
وأي‭ ‬دور‭ ‬لمجلس‭ ‬الأمن‭ ‬بعد‭ ‬الاختراق‭ ‬التاريخي‭ ‬الحاصل‭ ‬فيه؟
‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬هوامش‭ ‬الفعل‭ ‬لدى‭ ‬المبعوث‭ ‬الشخصي‭ ‬للأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة؟
وأي‭ ‬دور‭ ‬للمبعوث‭ ‬الشخصي‭ ‬للرئيس‭ ‬ترامب،‭ ‬مسعد‭ ‬بولس،‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬بأدوار‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬والأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬‮..‬‭ ‬إلخ‮.‬
‭ ‬ولعل‭ ‬من‭ ‬المنتج‭ ‬والمفيد‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬نطرح‭ ‬كل‭ ‬سؤال‭ ‬من‭ ‬زاوية‭ ‬التقائه‭ ‬بالقضية،‭ ‬تأريخها‭ ‬الفعلي‭ ‬‮«‬الحقيقي‭ ‬والجاد‮»‬،‭ ‬وليس‭ ‬في‭ ‬جدارة‭ ‬البناء‭ ‬النظري‭ ‬للمفهوم‭ ‬الذي‭ ‬يحيل‭ ‬عليه،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال هنا مع الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬مثلا‭ ‬ومعنى‭ ‬السيادة‭ ‬الوطنية‮.‬‭ ‬
وسنستعين‭ ‬بالكتابات‭ ‬التي‭ ‬ارتأينا‭ ‬أنها‭ ‬على‭ ‬علاقة‭ ‬بالموضوع‭ ‬في‭ ‬تحولاته‭ ‬وتولته عبر‮ ‬تفكير دقيق‮ ‬يستحضر‭ ‬البعد‭ ‬التاريخي‭ ‬والرمزي‭ ‬والديني‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬المفهوم‭ ‬الوطني‮ ‬للدولة‭ ‬المغربية‭ ‬وصياغة‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬التاريخ‭ ‬المتعدد‭ ‬والخصب‭.‬
لقد‭ ‬ربط‭ ‬المغرب،‭ ‬بشكل‭ ‬ديالكتيكي‭ ‬ولكنه‭ ‬صارم،‭ ‬بين‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬والسيادة‭ ‬الوطنية‮.‬‭ ‬بطريقة‭ ‬لا‭ ‬غبار‭ ‬عليها‮.‬
‭ ‬وعليه،‭ ‬فإذا‭ ‬كانت‭ ‬السيادة‭ ‬سيادتين،‭ ‬خارجية معروفة‭ ‬وأخرى‭ ‬داخلية،‭ ‬فسنقول‭ ‬إن‭ ‬الداخلية‭ ‬تعني‭ ‬‮»‬السلطة‭ ‬الحصرية‭ ‬على‭ ‬التراب‭ ‬وعلى‭ ‬المواطنين‭ ‬الذين‭ ‬يوجدون‭ ‬فوقه،‭ ‬ويسكنونه‮.‬‭ ‬سلطة‭ ‬حصرية‭ ‬تملكها‭ ‬الدولة‭ ‬ذات‭ ‬السيادة‮.‬‭ ‬مع‭ ‬شرط‭ ‬حصري‭ ‬كذلك‭ ‬هو‭ ‬منع‭ ‬واستحالة‭ ‬تدخل‭ ‬أي‭ ‬طرف‭ ‬آخر‭ ‬أو‭ ‬دولة‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬لهذه‭ ‬الدولة‭ ‬والتراب‭ ‬المعني‭ ‬بها‮».‬‭ ‬
وإذا‭ ‬كان‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬حدد‭ ‬السيادة‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬الأمة‭ ‬ويضع‭ ‬من‭ ‬مقوماتها‭ ‬استقلالية‭ ‬الدولة،‭ ‬ولمنع‭ ‬فرض‭ ‬أي‭ ‬إرادة من‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬أخرى‭ ‬كانت،‭ ‬فإن‭ ‬من‭ ‬صميم‭ ‬سيادة‭ ‬الدولة‭ ‬التنظيم‭ ‬الداخلي‭ ‬بكل‭ ‬حرية‮»‬‭ ‬للتراب‭ ‬ولساكنته‮!‬‭ ‬وبذلك‭ ‬تكون‭ ‬السيادة‭ ‬هي‭ ‬ما‭ ‬تترجمه‭ ‬السلطة‭ ‬الشاملة‭ ‬والمطلقة‭ ‬وغير‭ ‬المشروطة‮..‬
إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬الدولة،‭ ‬في‭ ‬المغرب،‭ ‬حقيقة‭ ‬تاريخية‭ ‬وليست‭ ‬بناء‭ ‬نظريا(فقط‮)‬‭ ‬ولها‭ ‬تاريخها‭ ‬ومنطقها‭ ‬في‭ ‬ضبط‭ ‬العلاقة‭ ‬مع‭ ‬إقليم‭ ‬الجنوب‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬الصحراء‮.‬

الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 22/04/2025