استهلك يا مواطن استهلك،ولا تخف من ندرة الغازوال !

عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr

يجب أن نطمئن أن أثرياء النفط في المغرب لا تغريهم النماذج الغربية المادية المفرطة في العقلانية… أثرياؤنا يحافظون على أصالتنا بنفس إلحاحهم على الحفاظ على هامش الربح ويمارسون البيع والتجارة بقواعدهما، ولهذا لن يفكروا أبدا مثل ما فكر به باتريك جان بوياني، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة «توتال» وجان برنارد ليفي، الرئيس التنفيذي لشركة «إي دي إف» وكاثرين ماكجريجور، المديرة التنفيذية لشركة «إنجي».. ليتحدثوا عن التماسك الاجتماعي وتأثير أسعار المحروقات عليه..
أبدا …
لا يخافون من الندرة في المحروقات مستقبلا كما يخاف منها الفرنسيون، المرتعشون والرعديدون والمهووسون بأشباح أيام »روبسبيير« . الفظيعة !
منْ هم هؤلاء الرأسماليون الفرنسيون الذين صاغوا بيانا شيوعيا، حتى يقلدهم النفطيون المغاربة؟
من هم لكي يتشبهون بـ»فرديريك انجلز« و»كارل ماركس«، ويفكرون في التماسك الاجتماعي، مثل نقابة عمالية ما زالت تحن إلى دكتاتورية البروليتاريا؟
الأثرياء في الحكومة وفي النفط بالمغرب، أكثر دهاء من ذلك وأكثر مناعة أمام كل لوثة أيديولوجية مغرية تأتي من الشمال الأوروبي الاستعماري الكولونيالي الكامبرادوري الميركانتيلي الأوليغارشي البائد…
لقد أثبت أثرياؤنا في النفط والغاز وتوزيعهما، أنهم على درجة عالية من الحصانة البيولوجية والأديولوجية والمورفولوجية، حيث مر أسبوعان، ولم تُصِب العدوى الفرنسية رؤساء الشركات المغاربة، ولا أخذوا عن نظرائهم من الفرنسيين مبادرتهم …
شركات الطاقة الفرنسية الرائدة »توتال إنرجي« و»إنجي« وشركة كهرباء فرنسا »إي دي إف«، أيها السادة، دعت المواطنين الفرنسيين »إلى ضرورة خفض استهلاكهم من الوقود والنفط والكهرباء والغاز، وذلك لمواجهة مخاطر النقص وارتفاع الأسعار الذي يهدد التماسك الاجتماعي خلال موسم الشتاء المقبل«.
قادة الطاقة في فرنسا حثوا، في بيان مشترك ثلاثي التوقيع، »جميع المواطنين على بذل جهد جماعي لتقليل استهلاكهم من الطاقة بشكل فوري، حيث يعد ذلك السبيل الوحيد لتجنب نقص الغاز والكهرباء والنفط في الشتاء المقبل«.
وقال باتريك جان بوياني، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة «توتال» وجان برنارد ليفي الرئيس التنفيذي لشركة «إي دي إف» وكاثرين ماكجريجور المديرة التنفيذية لشركة «إنجي» – في بيان مشترك – إن »هذا الجهد يجب أن يكون فوريا وجماعيا وضخما، وذلك في الوقت الذي تحاول فرنسا مثل بقية أوروبا، توفير احتياطها من الغاز لفصل الشتاء المقبل، حيث أن الهدف الفرنسي يتمثل في توفير 100% من احتياجاتها بحلول بداية الخريف على الرغم من انخفاض شحنات الغاز الروسي«.
الحمد لله أننا لا نتلقى الدروس من الفرنسيين الغزاة الاستعماريين….
فلا يمكن أن نتعلم منهم الأكل بالشوكة
ونتعلم منهم أنواع العطور
ونتعلم السجع بكلام فولتير
ونتعلم تنظيم »الطومبولا« وترتيب اللياقة ونتعلم الأناقة وصنع النخب وتأسيس المدارس، ويطمعون أن نتعلم منهم البيانات التي تبث الرعب في المواطنين وتعدهم بأيام عجاف يأكلن أياما سمانا… !
أبدا…
في الطاقة بالضبط، لا يمكن أن نسايرهم
والمواطنون عندنا يكفيهم شعار تلفزي رتيب ومكرور على مدار الشاشة:استهلك بلا ما تهلك،« كي يحافظوا على التماسك الاجتماعي..وعلى حيوية الرأسمال في نفس الوقت !
طبعا »طوطال« توزع في المغرب. وبما أننا مستهلكون فقط لا مواطنين، فإنهم لم يتحدثوا إلينا…
ولا يمكنهم أن يتجاوزوا المغاربة النفطيين في هذا الأمر.
ولا ضير في ذلك، فهم بذلك يضربون عصفورين بـ»غازوال« واحد: يحافظون على الاستهلاك من طرفنا نحن »الأهالى،« ويحافظون في الوقت ذاته على علاقة الود الديبلوماسية مع نظرائهم المغاربة ولا يتسببون لهم في الإحراج الأخلاقي المفروض فيهم…
قضية »إتيكيت« يا عم !
ثم ما لنا وإياهم: فهم من تسببوا في الحرب
وفي الاجتياح الروسي
وهم من علمونا أن نأخذ الثمن في كل شيء يستهلكه المواطنون..
النفطيون يشبهون عندنا مكتب دراسات لفائدة الليبرالية المغربية الغامضة، والغالية والراعية لمصالح أبنائها الطيبين.. أبناؤها البررة الذين لن ينصاعوا لأي مبادرة تأتي من الخارج، حفاظا على الأصالة….. والمقاصة !
نحن لا نشعر بالخطر
ولا خبر لدينا عن الحرب
الحرب فزاعة في وجه المعارضة وفي وجه المتنطعين عندما نقرر رفع الأسعار..
والحرب لا دخل لها في هوايتنا المفضلة: جمع الثروة !

الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 05/07/2022

التعليقات مغلقة.