البريكآسيا: آسيا تعزز هيمنتها على البريكس!

عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr

أعلن قادة مجموعة البريكس brics¡ الخميس، انضمام ست دول جديدة اعتبارا من العام المقبل إلى نادي كبرى الاقتصادات الناشئة التي تضم أكبر التكتلات السكانية، وتسعى إلى إعادة تشكيل النظام العالمي.اتفقت دول البريكس، وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا في قمتها السنوية في جوهانسبورغ على منح الأرجنتين وإثيوبيا وإيران والمملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة، العضوية الكاملة اعتبارا من الأول من يناير.
والواضح أن القطب الآسيوي تعزز كثيرا في المجموعة، بحيث أصبحت دول القارة الآسيوية سبع دول من أصل 11 دولة ابتداء من يناير القادم¡ وحاليا تشكل القارة ثلاثة أخماس المجموعة في حين لن يتغير التوازن بالنسبة للقارتين اللاتينية والإفريقية.
ولا شك أن اللمسة الصينية واضحة بشكل كبير، من خلال وجود إيران والسعودية، الجارتين اللدودتين بعد أن نجحت الصين في توفير شروط مصالحتهما! وكان ذلك إيذانا بدخول إمبراطورية الوسط إلى الشرق الأوسط من باب الأزمة السنية الشيعية وحلها.
ولا شك أن الشعور الصيني بعظمة المنجز ظاهر للعيان، وقد عبر عنه الرئيس الصيني شي جينبينغ الذي تعد بلاده الأقوى في مجموعة الدول غير الغربية التي تمثل ربع اقتصاد العالم، بالقول إن «توسيع العضوية هذا حدث تاريخي». مشددا على أن «التوسع يعد أيضا نقطة انطلاق جديدة للتعاون بالنسبة للبريكس. فهو سيمنح آلية تعاون بريكس قوة جديدة وسيعزز قوة الدفع باتجاه السلام والتنمية في العالم».
والصين بهذا التصريح تضع جدول أعمال سياسي عالمي للمجموعة محوره السلام والتنمية، وهما نقطتان مركزيتان بالنسبة للقارة الإفريقية مثلا والشرق الأوسط الممثل حاليا بأربع دول (مصر السعودية إيران الإمارات)..
ولعل التوازن المنشود بين الأقطاب الاقتصادية ما زال لم يتحقق، ويظل التحيز الآسيوي، كما نعت من قبل، قويا وبارزا، ولا يمكن أن تغيره أثيوبيا والأرجنتين في المديين القريب والبعيد معا.
أضف إلى ذلك كون أثيوبيا دولة مهيأة ديموغرافيا للنظام لكنها تظل في خانة الدول غير المستقرة سياسيا، وإضافة إلى ارتباطها الكبير بالمحور الغربي، المعروف كلاسيكيا.
تبقى الجزائر التي جعل رئيسها من انضمام بلاده إلى المجموعة مشروع تحرك سياسي ودعاية إعلامية متواترة طوال السنين التي قضاها في رئاسة البلاد إلى حد الساعة¡ ولعله لم يلتقط الهوية الحقيقية للمجموعة وأراد لها عنوانا سياسيا، أبرز ما فيه التقرب إلي موسكو والحال أن المعايير التي تعتمدها، قبل التخندق الجيوسياسي، هو التأهيل الاقتصادي….
وفي ذلك لم تنفع القرابة الإديولوجية مع جنوب إفريقيا في شيء! كما أن المبايعة التي أعلنها تبون لبوتين في زيارته الأخيرة لم تجد في شيء..
انزياح مركز الثقل الجيواقتصادي إلى آسيا يغير من طبيعة الخارطة الدولية، ورهاناتها، كما أنه يعزز الهوية الجيوسياسية للقارة! وتحولها لمركز تفاعل داخلي وخارجي مع المراكز الدولية والتكتلات! وتعويض غياب تكتل قاري شامل (على غرار الاتحاد الأوروبي أو الإفريقي مثلا).
من الزاوية المغربية، سبق للديبلوماسية المغربية أن عبرت عن علاقاتها المميزة مع القوى الاستراتيجية في البريكس، والنظام الجديد للعديد من الدول يحسب المغرب من بينها أصدقاءَ وشركاءَ استراتيجيين لاسيما العرب، باستثناء إيران التي تناوئ البلاد في حقوقها الترابية.. ولا شك أن المغرب يراقب، بانتباه كبير، هذه التحولات، وهو يطبق في ذلك المبدأ المعلن عنه بخصوص تنويع الشراكات الاستراتيجية كما وضعها ملك البلاد وأعلن عنها في القمة الخليجية المغربية في أبريل 2016.

الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 25/08/2023